لكنّ وكالة "أسوشييتد برس" أشارت في تقرير لها، إلى أنّ ادّعاءات زوكربيرغ تلك، ليست صحيحة تماماً، مصوّبةً الحقائق في مزاعم مؤسس "فيسبوك".
زوكربيرغ: "يمتلك المستخدمون القدرة على رؤية كل ما لديهم من بيانات في فيسبوك، وجمعها، وحذفها ونقل بياناتهم في أي مكان يريدونه".
الحقائق: هذا صحيح جزئياً فقط. يمكنك بالفعل تنزيل مجموعة فرعية من المعلومات التي جمعتها عنك. لكن الملف الناتج يحتوي في الغالب على خليط من جهات الاتصال والرسائل والمعلنين الذين سمح لهم باستهدافك من خلال "فيسبوك". وهذا يجعل المعلومات غير مجدية في الغالب إذا كنت تأمل في استخدامها للانضمام إلى شبكة اجتماعية مختلفة، لأنها غير مكتملة وغير منظمة في طريقة يمكن أن تستوردها خدمة أخرى بسهولة.
يقول الخبراء إن "فيسبوك" قد جعل من غير الممكن تقنيًا نقل بياناتك إلى أي مكان آخر. حاول باحثون جامعيّون اكتشاف كيفية جعل هذه البيانات محمولة، لكنهم فشلوا لأن "فيسبوك" يواصل تغيير البرامج الموجهة للعموم. هناك قضايا أخرى تجعل قابلية نقل البيانات الحقيقية محيّرة.
ولمّح زوكربيرغ، يوم الأربعاء، إلى عدم امتلاك المستخدمين لبياناتهم أصلاً، فقال "من يمتلك مادة مشتركة عبر شبكة اجتماعية لعدة مستخدمين؟ لنفترض أني التقطت صورة وأشاركها معك. الآن هل الصورة الخاصة بي أم هي صورتك؟".
زوكربيرغ: "هناك إعداد يسمح، إذا كنت لا ترغب في جمع أي بيانات لك حول الإعلانات، بإيقاف ذلك، ومن ثم لن نقوم بذلك".
الحقائق: لا يوجد مثل هذا الإعداد الفردي على "فيسبوك". يمكنك تقييد استهداف الإعلانات، لكنه يتطلب عدة خطوات. قد تضطر إلى تكرارها من وقت لآخر. بشكل افتراضي، يعرض "فيسبوك" إعلانات تستند إلى اهتمامات قمت بالتعبير عنها على مرّ السنين والشركات التي "تفاعلت معها"، على سبيل المثال، من خلال مشاركة بريدك الإلكتروني أو رقم هاتفك، أو زيارة موقعه على الويب أو استخدام تطبيقه.
يمكنك إيقاف هذه الإعلانات المستهدفة باستخدام خيار واحد في إعدادات "فيسبوك". بفعل ذلك، على سبيل المثال، لن تحصل على إعلان على "فيسبوك" لزوج من الأحذية رأيته للتو على موقع تسوق مثلاً، لكنّك ستستمر في الحصول على إعلانات عامة. ولكن هذا لا يمنع جمع البيانات.
ويُضيف "فيسبوك" فئات الاستهداف استنادًا إلى معلوماتك الديموغرافية، مثل ما إذا كان لديك طفل، وعيد ميلادك وعمرك، وما هو جهاز الجوّال الذي تستخدمه وحتى ميولك السياسية، سواء كنت قد شاركت أيًا من ذلك على "فيسبوك" أم لا. إطفاء تلك الفئات هو عمل روتيني، أي أنّه عليك اختيارها واحدةً تلو الأخرى في الإعدادات. وعندما تضغط زرّ الإعجاب بصفحة جديدة، أو تنقر على إعلان جديد أو تضيف بريدك الإلكتروني إلى قائمة جهات اتصال الأعمال الجديدة، عليك أن تُعيد العمليّة نفسها بأكملها.
زوكربيرغ: "قد تكون هناك أشياء محددة حول كيفية استخدامك لفيسبوك. إذ إنّه حتى لو لم تكُن سجّلت الدخول، فإننا نُسجّلها، للتأكد من عدم إساءة المستخدمين للأنظمة". وفي وقت مختلف من الاستماع، قال: "بشكل عام، نقوم بجمع بيانات الأشخاص الذين لم يُنشئوا حسابات في فيسبوك لأغراض أمنية".
الحقائق: يجمع "فيسبوك" البيانات حول عاداتك على الإنترنت أينما يجدها، ويبدو أن القليل جدًا منها هو للأغراض الأمنية. ويدفع "فيسبوك" أموالاً لمواقع الويب والتطبيقات التابعة لجهات خارجية كي تسمح له بوضع شفرة التتبع عبر الإنترنت وأجهزة الموبايل. يمكن تضمين هذا الرمز في ملفات المتصفح التي تُعرف باسم "ملفات تعريف الارتباط" (cookies) أو في وحدات الشاشة غير المرئية (pixels) أو أزرار مشابهة لتلك الموجودة على "فيسبوك" نفسه كـ"أعجبني" و"مشاركة". ثم يرسل هذا الرمز لـ"فيسبوك" عادات التصفح الخاصة بك لمساعدته على استهدافك بالإعلانات بشكل أفضل.
في فبراير/شباط الماضي، قضت محكمة بلجيكية بأن فيسبوك انتهك قانون الخصوصية الأوروبي بمثل هذا التعقب لأنه لم يحصل على الموافقة لجمع أو لتخزين البيانات.
(العربي الجديد)