عند الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، يتجدد موعد التونسيين مع التوتر، وسط الاختناق المروري وارتفاع أصوات أبواق السيارات. هو مشهد ألفه التونسيون، غير أنّ الحال تشتدّ سوءاً في شهر رمضان، بحكم انتهاء دوام الموظفين والعمّال في الوقت نفسه. ولا يقتصر الاختناق المروري في تونس على ذلك الوقت فحسب، بل يمكن التحدّث عن ذروات عديدة في خلال النهار، عند الثامنة صباحاً والعاشرة من قبل الظهر وعند منتصف النهار، وكذلك ليلاً في بعض الأحيان. الطرقات تكاد تختفي تحت آلاف السيارات والشاحنات والحافلات.
شكري سائق تاكسي، يشكو لـ"العربي الجديد" قائلاً: "نعاني يومياً من الاختناق المروري، كأنّه لا يكفينا ما يسبّبه لنا بعض الركّاب ولا ما نواجهه من حفر وما إليها نتيجة البنية التحتية المهترئة". ويؤكد شكري أنّ "الاختناق المروري يزداد حدّة في شهر رمضان بالمقارنة مع باقي الأيام، وخصوصاً في الصباح عند توجّه التلاميذ إلى مدارسهم والطلاب إلى جامعاتهم والموظفين إلى أعمالهم، وبعد الظهر في أثناء عودة هؤلاء جميعاً إلى بيوتهم".
ولأنّ حركة المرور تكون كثيفة في شهر رمضان، فضّل عبد العزيز وهو موظف، ركن سيارته الخاصة بالقرب من محطة المترو ليستقلّه "لتجنّب التأخر على عملي وكذلك لتفادي الضغط النفسي والإرهاق اللذَين يتسبب الازدحام فيهما" على حد تعبيره. يضيف أنّ "هذا الحلّ مؤقت في شهر رمضان، وهو يوفّر عليّ الكثير. كذلك، بعد الجهد الواجب بذله للتحايل على الاختناق، قد لا أجد مكاناً لأركن فيه سيارتي بالقرب من مكان عملي، ومن ثم قد ترفعها الجهات المختصة وأضطر إلى سداد غرامة مالية".
يؤكد مدير المرصد الوطني للمرور، العقيد فيصل الخميري لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضغط المروري في شهر رمضان يزداد حدّة، وخصوصاً في الصباح وبعد الظهر". ويشير إلى أنّ "تونس تشهد في هذه الفترة من العام انطلاق الامتحانات المدرسية والجامعية"، مضيفاً أنه "يُسجَّل يومياً عبور ما بين 400 ألف و500 ألف سيارة على طرقات العاصمة الرئيسية. وفي بعض الأحيان، في أوقات الذروة، قد يصل العدد إلى 800 ألف سيارة".
اقــرأ أيضاً
ويتحدّث الخميري عن "تعديات مرورية يلجأ إليها بعض السائقين، حتى يتمكّنوا من الوصول إلى بيوتهم قبل أذان المغرب، ومنها السرعة والتجاوز الممنوع ومخالفة إشارات المرور، الأمر الذي يتسبب في حوادث قاتلة". ويتابع أنّ "الصيام يؤثّر على التركيز بسبب قلّة ساعات النوم نتيجة السهر لساعات متأخرة، وثمّة سائقون يغفون وراء المقود عند إشارات المرور". ويلفت الخميري إلى أنّ "وزارة الداخلية خصّصت خطّة لشهر رمضان، تقضي بتوزيع دوريات على الطرقات التي تشهد كثافة مرورية من أجل تسهيل الحركة"، مشدّداً على أنّ "وعي المواطن يبقى ضرورياً للتخفيف من حدّة الضغوط".
من جهته، يقول رئيس الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات، عفيف الفريقي، لـ"العربي الجديد" إنّ "المواطنين في شهر رمضان يسعون إلى ركن سياراتهم قريباً من الأسواق والمتاجر الكبرى والمساجد، الأمر الذي يزيد من الاختناق المروري". ويشير إلى أنّ "الجمعية تقوم بمبادرة في كلّ شهر رمضان، فتنظّم حملات توعية موجّهة إلى مستخدمي الطرقات جميعاً وفي أماكن الكثافة المرورية"، موضحاً أنّ حملة هذا العام تتمحور حول حقّ المشاة. يضيف الفريقي أنّ "غياب الوعي يضاعف الاختناق المروري في ظل عدم توفّر سياسة وطنية للسلامة المرورية"، داعياً إلى "مراجعة المخطط المروري ووضع مخططات جديدة تراعي كثافة الحركة لجهة عدد المركبات مع ضمان حقوق مستخدمي الطريق". ويؤكد في السياق أنّه "لا أحد يحترم الأرصفة وهي أساساً غير مطابقة للمواصفات المطلوبة، ما يؤدّي إلى فوضى في إشارات المرور، وسط بقايا الأشجار المقطوعة وأعمدة الإنارة العشوائية، فيرى المسنّون والأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم غير قادرين على العبور بأمان".
اقــرأ أيضاً
من جهة أخرى، يلفت الفريقي إلى أنّ "ثمّة أشخاصاً يؤثّر الصيام فيهم سلباً، فيصيرون أكثر عدوانية في خلال قيادتهم مركباتهم إلى جانب عدم احترامهم قواعد المرور، الأمر الذي يجعل تلك القيادة محفوفة بالمخاطر. وهذا من العوامل الأساسية التي تتسبب في مزيد من الفوضى في حركة المرور". ويتابع أنّهم طالبوا باستحداث هيئة وطنية تُعنى بالسلامة المرورية، ومن المتوقع إقرار ذلك من قبل الحكومة في خلال الأيام المقبلة. ويشدّد الفريقي في السياق على "ضرورة الاقتداء بالدول المتطوّرة وبالتجارب الرائدة للتخفيف من الاختناق المروري، من قبيل تجربة لوكسمبورغ التي أعدّت مواقف خاصة للسيارات بالقرب من محطات المترو إلى جانب إجراءات أخرى، ما أدّى إلى تقليص عدد السيارات التي تدخل إلى العاصمة". ويتابع أنّه "في غياب سياسة وطنية وإصلاح هيكلي، فإنّ الجمعية غير قادرة وحدها على القيام بالإصلاحات الضرورية".
شكري سائق تاكسي، يشكو لـ"العربي الجديد" قائلاً: "نعاني يومياً من الاختناق المروري، كأنّه لا يكفينا ما يسبّبه لنا بعض الركّاب ولا ما نواجهه من حفر وما إليها نتيجة البنية التحتية المهترئة". ويؤكد شكري أنّ "الاختناق المروري يزداد حدّة في شهر رمضان بالمقارنة مع باقي الأيام، وخصوصاً في الصباح عند توجّه التلاميذ إلى مدارسهم والطلاب إلى جامعاتهم والموظفين إلى أعمالهم، وبعد الظهر في أثناء عودة هؤلاء جميعاً إلى بيوتهم".
توعية ضرورية منذ سنّ مبكرة (الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات) |
ولأنّ حركة المرور تكون كثيفة في شهر رمضان، فضّل عبد العزيز وهو موظف، ركن سيارته الخاصة بالقرب من محطة المترو ليستقلّه "لتجنّب التأخر على عملي وكذلك لتفادي الضغط النفسي والإرهاق اللذَين يتسبب الازدحام فيهما" على حد تعبيره. يضيف أنّ "هذا الحلّ مؤقت في شهر رمضان، وهو يوفّر عليّ الكثير. كذلك، بعد الجهد الواجب بذله للتحايل على الاختناق، قد لا أجد مكاناً لأركن فيه سيارتي بالقرب من مكان عملي، ومن ثم قد ترفعها الجهات المختصة وأضطر إلى سداد غرامة مالية".
يؤكد مدير المرصد الوطني للمرور، العقيد فيصل الخميري لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضغط المروري في شهر رمضان يزداد حدّة، وخصوصاً في الصباح وبعد الظهر". ويشير إلى أنّ "تونس تشهد في هذه الفترة من العام انطلاق الامتحانات المدرسية والجامعية"، مضيفاً أنه "يُسجَّل يومياً عبور ما بين 400 ألف و500 ألف سيارة على طرقات العاصمة الرئيسية. وفي بعض الأحيان، في أوقات الذروة، قد يصل العدد إلى 800 ألف سيارة".
ويتحدّث الخميري عن "تعديات مرورية يلجأ إليها بعض السائقين، حتى يتمكّنوا من الوصول إلى بيوتهم قبل أذان المغرب، ومنها السرعة والتجاوز الممنوع ومخالفة إشارات المرور، الأمر الذي يتسبب في حوادث قاتلة". ويتابع أنّ "الصيام يؤثّر على التركيز بسبب قلّة ساعات النوم نتيجة السهر لساعات متأخرة، وثمّة سائقون يغفون وراء المقود عند إشارات المرور". ويلفت الخميري إلى أنّ "وزارة الداخلية خصّصت خطّة لشهر رمضان، تقضي بتوزيع دوريات على الطرقات التي تشهد كثافة مرورية من أجل تسهيل الحركة"، مشدّداً على أنّ "وعي المواطن يبقى ضرورياً للتخفيف من حدّة الضغوط".
من جهته، يقول رئيس الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات، عفيف الفريقي، لـ"العربي الجديد" إنّ "المواطنين في شهر رمضان يسعون إلى ركن سياراتهم قريباً من الأسواق والمتاجر الكبرى والمساجد، الأمر الذي يزيد من الاختناق المروري". ويشير إلى أنّ "الجمعية تقوم بمبادرة في كلّ شهر رمضان، فتنظّم حملات توعية موجّهة إلى مستخدمي الطرقات جميعاً وفي أماكن الكثافة المرورية"، موضحاً أنّ حملة هذا العام تتمحور حول حقّ المشاة. يضيف الفريقي أنّ "غياب الوعي يضاعف الاختناق المروري في ظل عدم توفّر سياسة وطنية للسلامة المرورية"، داعياً إلى "مراجعة المخطط المروري ووضع مخططات جديدة تراعي كثافة الحركة لجهة عدد المركبات مع ضمان حقوق مستخدمي الطريق". ويؤكد في السياق أنّه "لا أحد يحترم الأرصفة وهي أساساً غير مطابقة للمواصفات المطلوبة، ما يؤدّي إلى فوضى في إشارات المرور، وسط بقايا الأشجار المقطوعة وأعمدة الإنارة العشوائية، فيرى المسنّون والأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم غير قادرين على العبور بأمان".
من جهة أخرى، يلفت الفريقي إلى أنّ "ثمّة أشخاصاً يؤثّر الصيام فيهم سلباً، فيصيرون أكثر عدوانية في خلال قيادتهم مركباتهم إلى جانب عدم احترامهم قواعد المرور، الأمر الذي يجعل تلك القيادة محفوفة بالمخاطر. وهذا من العوامل الأساسية التي تتسبب في مزيد من الفوضى في حركة المرور". ويتابع أنّهم طالبوا باستحداث هيئة وطنية تُعنى بالسلامة المرورية، ومن المتوقع إقرار ذلك من قبل الحكومة في خلال الأيام المقبلة. ويشدّد الفريقي في السياق على "ضرورة الاقتداء بالدول المتطوّرة وبالتجارب الرائدة للتخفيف من الاختناق المروري، من قبيل تجربة لوكسمبورغ التي أعدّت مواقف خاصة للسيارات بالقرب من محطات المترو إلى جانب إجراءات أخرى، ما أدّى إلى تقليص عدد السيارات التي تدخل إلى العاصمة". ويتابع أنّه "في غياب سياسة وطنية وإصلاح هيكلي، فإنّ الجمعية غير قادرة وحدها على القيام بالإصلاحات الضرورية".
دلالات