اختتام مؤتمر ميونخ: عدم يقين أوروبي بسياسات ترامب الدفاعية

20 فبراير 2017
عدم يقين أوروبي رغم تطمينات بينس (فرانس برس)
+ الخط -
شكل مؤتمر الأمن الذي عُقد خلال عطلة نهاية الأسبوع في مدينة ميونخ الألمانية، مناسبة لإيصال الرسائل للأطراف المشاركة، وهو الذي لم ينتظر منه أساسا تحقيق نتائج فعلية في ظل الخلافات الأوروبية الأميركية، والروسية الأوكرانية، والسعودية الإيرانية، مع تمترس وتمسك كل طرف بمواقفه إزاء الأزمات التي يعيشها العالم حاليا.


ففي الملف الأوروبي والنزاع القائم مع الولايات المتحدة الأميركية، يرى المراقبون أنه يجب عدم التعويل على ولاء الولايات المتحدة على الرغم من التطمينات التي أطلقها نائب الرئيس، مايك بينس، بالتزام أميركا تجاه أوروبا وتمسكها بحلف الأطلسي، لأن هناك الكثير من الألغاز التي تخيم على خطط وأهداف الإدارة الأميركية الجديدة، وعلى سياستها الخارجية والأمنية المستقبلية، حتى إن بينس لم يذكر بالحرف الاتحاد الأوروبي كتكتل، وهو ما أكد عليه نواب من البرلمان الأوروبي شاركوا في المؤتمر في تصريحات صحافية.

واعتبر نواب أوروبيون أن بإمكان المسؤولين الحضور وبث التطمينات عن أهمية العلاقات من خلال حلف الناتو، داعين إلى ترقب ما سينشر بعدها على موقع "تويتر"، لكون تغريدة من 140 حرفا من الممكن أن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية، بعدما باتت تشكل تلك التعليقات قيمة بحد ذاتها، في إشارة منهم إلى تعليقات الرئيس ترامب على النقاط المثارة في تلك الملفات.

إلى ذلك، يشدد خبراء في الشؤون الأمنية الأوروبية على فحوى كلام نائب الرئيس الأميركي، أو ما يمكن تسميتها بالاحتجاجات التي أطلقها بينس خلال كلمته حول الالتزامات المالية لدول حلف الناتو، والتي تطالب من خلالها إدارته الدول الأعضاء دفع ما نسبته 2% من الناتج المحلي الإجمالي، ولتحمل أعباء مشاركتها في حلف شمال الأطلسي والوفاء بالتزاماتهم وتعهداتهم، على الرغم من أنه تم التوافق في قمة ويلز 2014 على تحقيق ميزانية الدفاع خلال عشر سنوات، علما أنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة، تفي فقط كل من المملكة المتحدة واليونان وإستونيا وبولندا بالتزاماتها المالية تجاه الحلف.

في المقابل، يؤكد العديد من قادة دول الحلف، ومن بينها ألمانيا، أن ميزانية الدفاع لا تغطي وحدها جميع النفقات العسكرية للأمن، وبالتالي هناك ضرورة للإنفاق على مساعدات التنمية ومنع الأزمات، وأن إرسال قوات للمشاركة في مهام خارجية تقع أيضا ضمن هذا الاهتمام، وأن رفع المساهمات الدفاعية إلى 2% من الناتج المحلي لا معنى له إذا لم يكن مصحوبا بتكامل أقوى من الدول الأوروبية، كما هو الحال في شراء المواد أو التخطيط التشغيلي، وبخلاف ذلك، فإن كل الخطط لزيادة فعالية منظمة حلف الناتو لن يكون إلا لحرق المزيد من المال.

ومن هنا، يتخوف خبراء أمن أوروبيون من ألا يكون تصويت إدراة ترامب على زيادة الإنفاق على الحلف من قبل الأوروبيين في الفترة القريبة المقبلة، سوى حجة لزيادة الشرخ والانقسام مع حلفائه الأوروبيين، ومن الضروري محاولة إقناع حكومة الولايات المتحدة بذلك وبالمزيد من النقاش والحوار.

ولفتوا في هذا الإطار إلى ما قالته المستشارة ميركل في مؤتمرها الصحافي يوم الجمعة الماضي، مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو في برلين، حيث قالت إن "قوة الولايات المتحدة الأميركية نمت بفضل الناتو، مع تعهدها بزيادة النفقات خلال السنوات المقبلة، علما أن ألمانيا زادت أخيرا نفقات دفاعاتها بما نسبته 8%.

وفي ما خص الصراع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا اليمن وسورية، بدا واضحا أن فتح هوة في جدار الأزمة ما زال بعيدا في ظل حالة التأزم القائمة بين دول الخليج وإيران، التي وجه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف من المؤتمر إلى دول الخليج دعوة للحوار، لتخفيف العنف في المنطقة، ولاقت رفضاً سعودياً على لسان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من على نفس المنبر، متهما إيران بأنها الراعي الأساسي للإرهاب، ومنتقدا إصرارها على تغيير النظام في منطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، تمكنت مجموعة الاتصال المؤلفة من وزراء خارجية روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، وعلى هامش المؤتمر من إحداث اختراق باتفاق يقضي بإعلان هدنة في شرق أوكرانيا، تبدأ من يوم غد الاثنين بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني، حيث خلفت الأحداث بداية الشهر الحالي العشرات من القتلى بعد خرق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في عام 2016، والذي كلف الطرفين أكثر من 10 آلاف قتيل خلال السنوات الثلاث الماضية.