فيما يدرس أقليم كردستان العراقي الذي يحكم ذاتياً احتمالات الاستقلال الكامل، قالت مصادر غربية أن احتياطات النفط في أقليم كردستان تفوق احتياطات النفط الاميركية. وحسب التصريحات التي أدلى بها المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان ، فإن الأكراد يرغبون في انشاء دولة كردستان المستقلة عبر الاستفتاء الشعبي العام ثم الاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد على المناطق المتنازع عليها.
وكانت حكومة كردستان قد سعت إلى بيع شحنات نفطية دون أذن الحكومة المركزية في بغداد. ولكنها في البداية فشلت بل أن الشحنات الأولية التي أنطلقت من ميناء جيهان التركي أعيدت إلى الميناء بعد وصولها إلى الشواطئ المغربية في طريقها إلى أميركا. وكانت الحكومة الأميركية قد حذرت التجار والشركات الغربية من شراء شحنات النفط الكردية كما رفعت الحكومة العراقية دعوى ضد الحكومة التركية في محكمة التجارة الدولية بباريس.
ولكن وسط الفوضي السياسية التي تعم العراق وضعف الحكومة المركزية تمكنت حكومة كردستان من بيع أولى شحناتها في إسرائيل.
وأكد متحدث باسم الحكومة الكردية أمس" أنّ أولى شحنات النفط الكردستاني قد تم بيعها دون أن يحدد الوجهة المعينة". ولكن حسب التصريحات الإسرائيلية فإن الشحنة وصلت تل ابيب وبيعت في اسرائيل.
ويذكر أن حكومة كردستان أودعت أموال الشحنة الأولى التي باعتها لإسرائيل في حساب خاص ببنك تركي وهو " بنك خلق" التركي. وهو الحساب الذي تنوي الحكومة الكردية استخدامه لإغراض الشحنات النفطية في المستقبل.
ويذكر أن المستودعات النفطية الكردية في جيهان مليئة بالنفط الكردستاني، بدرجة تمكن حكومة إقليم كردستان من ضخ مليون برميل يومياً للأسواق في المدى القصير.
وتقدر شركة "بريتش بترليوم" البريطانية، احتياطات إقليم كردستان القابلة للاستخراج بحوالى 45 مليار برميل. فيما تقدر احتياطات الولايات المتحدة القابلة للاستخراج بحوالى 29 مليار برميل. وذلك حسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأخيرة. وهو مايعني أن احتياطات منطقة كردستان أكبر من احتياطات اميركا.
وإضافة إلى هذه الاحتياطات تنوي الحكومة الكردية الاحتفاظ بمنطقة كركوك الغنية بالنفط إلى حين الاستفتاء الشعبي العام على إنشاء دولة كردستان المستقلة. وتقع منطقة كركوك حالياً تحت حماية قوات الأمن الكردية" البشمركة" بعد فرار القوات العراقية منها.
وفي هذا الصدد نسبت وكالة بلومبيرغ إلى مسؤول في حكومة إقليم كردستان قوله" الإقليم يخطط لإجراء استفتاء حول إنشاء دولة كردستان المستقلة كاملاً عن العراق". وأضاف المسؤول أن حكومة كردستان ستحتفظ بقواتها لحماية منطقة كركوك إلى حين تصويت أهاليها حول ما اذا كانوا يرغبون في الانضمام إلى دولة كردستان المستقلة.