احتكار التنفيذ

26 يوليو 2016
نضال شامخ/ تونس
+ الخط -

عمليات باريس، بروكسل، نيس ومؤخراً ميونخ. نكاد نعرف مسبقاً بأن من يقترفها "مسلمون". لكن، أليس غريباً أن يحتكر "تنفيذ" الجرائم طرفٌ بعينه؟

هذا "الاحتكار" ليس جديداً، فقد انتقل توصيف "إرهابي" من المتطرفين القوميين في النصف الأول من القرن العشرين، إلى المنتمين إلى تنظيمات أقصى اليسار في نصفه الثاني، مروراً باستعمالات عشوائية للكلمة تخلط المقاومة بالإرهاب.

ليس صحيحاً بأن منابع العنف إسلامية حصراً، ففي فرنسا اليوم يمين متطرّف لا نسمع كثيراً عن تجاوزاته، إذ يبدو فقط في موقع انتظار غنائم مما يحدث. وفي ألمانيا، يوجد نازيون جدد نادراً ما نسمع عنهم، وإن سمعنا فعن مظاهرات يحملون فيها شعار الصليب المعقّف وبورتريهات هتلر تليها بعض أحداث الشغب. أما تلك العمليات التي تقودها حركات انفصالية في إسبانيا وروسيا والجزر البريطانية، والتي كانوا يصفونها بـ"الإرهابية"، فقد باتت نسياً منسياً.

يبدو كل شيء وقد ترتّب (على مستوى النظام العالمي الجديد) بحيث يتعهّد طرف وحيد بممارسة العنف؛ شباب مسلمون في أماكن مختلفة من العالم، حتى أن الأمر بات يشبه نظام تقسيم العمل الاجتماعي الذي تنتجه المجتمعات بعفوية، فتوكل المهام الشاقة لفئة والخطيرة لأخرى والمريحة لثالثة مستفيدة من هذا الترتيب.

لكن هذه "العفوية" تخفي أن كل ما يحدث هو نتاج نظام علاقات القوة وأن ثمة مستفيداً يحرص على استمراره.


المساهمون