احترام المعلم واجب... علمه لابنك

10 مارس 2016
قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا(Getty)
+ الخط -
هل تعلم أنه حينما طالب القضاة في ألمانيا بأن تتم مساواتهم في الرواتب بالمعلمين، ردت عليهم المستشارة أنجيلا ميركل مستنكرة بقولها الشهير:"كيف أساويكم بمن علموكم؟!". ولكن في وطننا العربي وإضافة إلى الانتهاك المادي والمعنوي لحقوق المعلمين من قبل جميع الأنظمة العربية، إلا أن علاقة الاحترام بين التلميذ وأستاذه أصبحت هي الأخرى يشوبها كثير من الخلل لتأخذ منحى غير الذي تعودنا عليه.

فما تربينا عليه كان ببساطة يجسد بيت الشعر "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا". فحينما كنا نقف في الطرقات ونرى أحد معلمينا، كنا نفضل الاختباء ليس خوفا ولكن ربما رهبة واحتراما، أما الآن فالصورة أصبحت مغايرة، فانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن الدروس الخصوصية التي قللت كثيرا من هيبة المعلم ومكانته أمام تلاميذه، الذين يتصورون أن قيمة معلمهم تقاس بقدر ما يأخذه منهم نهاية كل شهر. 

اقرأ أيضا:المعلم العربي.. إليك الوصايا السبع

إلا أنه ما زال علينا كآباء أن نرسخ لدى أبنائنا قيمة التعليم التي لا تتجزأ عنها قيمة المعلم. فكلاهما مرتبطان ببعضهما البعض. وهنا بعض الأفكار التي تساعدك على ذلك:

• مع بدء العام الدراسي قم بتسليم ابنك بعض الورود ليعطيها لمعلميه، وعرفه أن هذه هي صورة بسيطة للتعبير عن امتنانك لأنه سوف يقوم بمجهود كبير خلال العام ليساعدك على عملية التعلم، وأعلمه أن الورود للجميع حتى للمعلمين ممن لا يستسيغهم الابن لسبب أو لآخر، فجميعهم دون استثناء يستحقون التقدير.

• احكِ لابنك عن المهام الكثيرة التي يقوم بها المعلم ومدى تعبه من أجل توصيل المعلومات وتعليم الأبناء (ليس شرطا أن يكون هذا الكلام بمناسبة أو لسبب معين). اجعله يعي مشقة مهنة التعليم وادخل معه في حوار حول المهنة وتبعاتها، وكمّ المشقة التي يتحملها المعلم لا لشيء سوى الثواب وقيمة المهنة التي يعشقها الكثيرون.

• قم بذكر مميزات وجدْتَها في المعلم أو المعلمة واذكرها أمام الابن (كأن تكون المعلمة دقيقة في ملاحظتها - كأن تكون قد تصرفت في موقف محدد بصورة جيدة).

• اسأل ابنك ما هي الأمور التي سوف يغيرها لو كان في محل المعلم الذي يشتكي منه، واطلب منه تخيل أن يكون مدرسا لفصل بحجم فصله، وذكره بحجم التحدي وحجم الاختلاف الناجم عن اختلاف التلاميذ وشخصياتهم مع ضرورة الالتزام، أمام إدارة المدرسة، بالانتهاء من تدريس المنهج المحدد في الوقت المحدد، وكذلك ضرورة استيعاب النسبة الكبرى من التلاميذ.

• لا تسخر أبداً في أي وقت من الأوقات من أي معلم أمام الابن، لأنه سوف يقلدك وسوف يعتبر الأمر "عاديّاً" وما يبدأ اليوم بصورة سخرية سوف يصل غداً للاستهزاء وسوف يتحول التعامل اللفظي الخفي للعلن ومن بعده من القول إلى الفعل المعبر عن عدم احترامه لمعلمه.

• لا تعط لابنك الفرصة أبدا ليقيم معلمه بشكل غير لائق أو أن يتحدث عنه دون احترام، اجعله يفهم أن هذا خط أحمر، وإذا كانت له ملاحظات معتبرة فليتم التناقش حولها في سبيل الوصول إلى حل. ( وأبرز مثال على ذلك عندما يأتي الابن ويشتكي من أن المعلم لا يعدل بين الطلبة أو يفضل الأذكياء، قل له إن هذا الأمر خطأ، وعلينا أن نعين المعلم على ملاحظة الأمر كأن يتحدث على انفراد مع المعلم ويحكي له كيف يشعر عندما يشعره بأنه ليس بمثل مستوى زملائه.

• لا تعتبر تصرفاً خطأ قام به المعلم - أنه صواب - خوفاً من أن يقلل انتقادك من هيبة الابن لمعلمه، ولكن اشرح الأمر بهدوء، فكلنا بشر والمعلم بشر، والبشر يخطىء ويصيب، وخطأ المعلم ليس نهاية العالم، وشاركه أفكاراً بتحويل الموقف من سلبي إلى إيجابي.

اقرأ أيضا:في يومه العالمي.. المعلم ظالم أم مظلوم؟


المساهمون