احتدام المعارك قرب سجن حلب وقصف بغازات سامة بإدلب

22 مايو 2014
فشلت قوات النظام في اقتحام السجن (فرانس برس/getty)
+ الخط -

تواصلت المعارك العنيفة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، اليوم الخميس، قرب السجن المركزي في حلب، مخلفةً عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، من دون أن تتمكن القوات النظامية من اقتحامه، في حين قال ناشطون إن مدنيين أصيبوا بحالات اختناق في إدلب، نتيجة استخدام قوات النظام غازات سامة في بلدة التمانعة. 

وقال القيادي العسكري في "الجبهة الإسلامية" مضر نجار لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام "فشلت في الوصول إلى السجن المركزي في حلب، وتراجعت إلى قرية البريج، بعد اشتباكات عنيفة قتل خلالها خمسون عنصراً من لواءي عصائب أهل الحق وذو الفقار"، مشيراً إلى "وجود خلافات بين قوات النظام والميليشيات التابعة لها في منطقة الشيخ نجار، لأن النظام يفرض على المقاتل والمرتزق التوجه إلى الصفوف الأمامية رغماً عنه ومن يخالف الأوامر يحكم عليه بالإعدام".

وفي السياق نفسه، أكد الناشط الإعلامي حارث عبد الحق عدم تمكّن قوات النظام من الوصول إلى سجن حلب المركزي، وفك الحصار عنه، وجاء ذلك في وقت ألقى فيه سلاح الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على محيط السجن.

وكانت وكالة "فرانس برس"، قد نقلت عن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، قوله في اتصال "بعد نحو 13 شهراً من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي"، مشيراً الى أن دبابات ومدرعات "دخلت السجن صباح اليوم".

من جهتها، ذكرت الوكالة السورية للأنباء "سانا" أن "وحدات من الجيش استهدفت تجمعات وأوكار الإرهابيين في محيط كويرس ورسم العبود والمدينة الصناعية وكفر صغير والشقيف وقبتان الجبل ودارة عزة واعزاز وكفر ناها والحيدرية والشويحنة وبستان القصر وجمعية الزهراء والشيخ سعيد بحلب وريفها وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين".

وسيطرت قوات النظام أمس على بلدة حيلان المجاورة للسجن المركزي، إثر اشتباكات مع "كتائب إسلامية" خلّفت قتلى وجرحى من الجانبين.

وحاولت كتائب المعارضة المسلحة قبل ثلاثة أشهر اقتحام السجن المركزي، بعد حصاره لأكثر من عام ونصف العام، غير أن قوات النظام تصدت للهجوم، لكنها لم تفلح حتى الآن بفك الحصار عنه.

في غضون ذلك، قال مدير شبكة "سوريا مباشر" علي باز لـ"العربي الجديد" إن ثمانية مدنيين أصيبوا بحالات اختناق جراء إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً يحمل غاز "كلور" السام، على بلدة التمانعة في ريف إدلب.

وأوضح أن المصابين هم عائلة نازحة من منطقة صوران بريف حماه الشمالي، مؤلفة من أم وأب وطفلين وفتاة، إضافة إلى ثلاثة من المسعفين، مبيناً أنهم يعانون من حالات اختناق وضيق في التنفس.

وهذه هي المرة الثالثة التي تستهدف فيها قوات النظام التمانعة، إذ تعرضت البلدة إلى قصف مماثل مرتين خلال الشهر الماضي، أدى إلى إصابة نحو خمسة وثلاثين مدنياً.

وغاز "كلور" مادة غير قابلة للاشتعال، وله رائحة قوية وتأثير مهيّج على الجسم. وأهم أعراضه احمرار في الوجه وحرقة في العين والأنف والحلق.

وقالت رئيسة البعثة الدولية المكلفة تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية، سيغريد كاغ، في وقت سابق، إن "التحقق من استخدام غاز كلور في سورية لا يندرج ضمن عمل البعثة، التي تركز على التخلص من السلاح الكيماوي في هذا البلد".

وفي حماه، قال ناشطون ميدانيون إن عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام سقطوا خلال مواجهات عنيفة مع كتائب المعارضة المسلحة في مدينة مورك بريف حماه.
وقال الناشط الإعلامي محمد الصالح لـ"العربي الجديد" إن "جيش النظام سيطر على الكتيبة الواقعة في الجهة الشرقية للمدينة، قبل أن تبدأ الكتائب الإسلامية، وعلى رأسها "جبهة النصرة"، "هجوماً مضاداً، نجحوا من خلاله في استعادة السيطرة على الكتيبة، وقتل وجرح العشرات من قوات النظام وتدمير أربع دبابات، والاستيلاء على أسلحة وذخائر".

المساهمون