احتجاجات السويداء فرصة المعارضة لتشكيل جبهة نحو دمشق

05 سبتمبر 2015
من غير المستبعد أن يقوم النظام بفعل انتقامي (Getty)
+ الخط -
يتجه الوضع في مدينة السويداء السورية إلى مزيد من التصعيد، على الرغم من محاولة بعض مشايخ العقل المحسوبين على النظام احتواء الأزمة التي خلفها اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، واتهام النظام بقتله.

وساد هدوء حذر داخل المدينة، بعد سيطرة تجمع "رجال الكرامة" على مؤسسات الدولة، من دوائر رسمية وأفران حكومية وتسليمها إلى "الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء"، وهم مدنيون من أهل البلد من مؤيدي التجمّع.

كذلك، جرت السيطرة على معظم الأفرع الأمنية ومنطقة القلعة التي تحتوي على قطعة عسكرية ومساكن الضباط التي هرب غالبية ضباطها إلى خارج المحافظة.

وصدر بيان عن الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني يعتبر أن التصريحات التي أدلى بها أحد مشايخ العقل لا تمثل أبناء الجبل وتهيب بمشيخة العقل أن "تكون مع إرادة الشعب كما كانت دائماً وليست ضده وأن تنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية".

ويبدو أن المعارضة السورية، والتي قدّمت التعازي بمقتل البلعوس، تسعى إلى استثمار انتفاضة أهالي السويداء ضد النظام وحثهم على المضي في مواجهته، والتحالف مع قوى المعارضة في كل من درعا والقنيطرة، ومن ثم في ريف دمشق.

من شأن تحقيق هذا السيناريو تشكيل جبهة مواجهة واحدة مع النظام تضمّ كامل جنوب دمشق وتكون قادرة على دخول العاصمة من خاصرتها الجنوبية، خاصة أن خروج محافظة السويداء من قبضة النظام وانضمامها للمعارضة السورية سيساعد في تهافت ادعاء النظام حماية الأقليات، خاصة أمام الخارج، ويحرجه أمام حلفائه.

من جهة ثانية، فقد وقع النظام في مأزق بما يخص محافظة السويداء حتى في موضوع رد الفعل العنيف اتجاهها وقصفها بالطائرات، كما يفعل مع بقية المناطق السورية، بسبب انتفاء المبرر الذي يسوغه في المناطق الأخرى أي "ضرب القوى الإرهابية التكفيرية".

لكن من غير المستبعد أن يحاول النظام القيام بفعل انتقامي اتجاه المحافظة في حال لم ينجح باستعادتها سواء من خلال استدراج تنظيم "داعش" للدخول إليها أو من خلال تلفيق تهم التعامل مع إسرائيل لمن يقف ضده وضربها بهذه الذريعة.

اقرأ أيضاً: سورية: اغتيال شيخ معارض للنظام بانفجار السويداء

المساهمون