احتجاب الصحف السودانية ينعش المواقع الإلكترونية

26 ابريل 2020
أدى الحظر إلى توقف المطابع وبالتالي الصحف (فرانس برس)
+ الخط -
منذ الأسبوع الماضي، تحصد النسخ الإلكترونية والمواقع الإخبارية في السودان مزيداً من المتصفحين على الإنترنت، بعد الاحتجاب الكلي للصحف الورقية، نتيجةً لحظر التجول الشامل الذي فرضته السلطات، للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا.

ومنذ مارس/آذار الماضي، لم يسجل السودان سوى 140 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا. وتصدر في السودان أكثر من 20 صحيفة سياسية ورياضية وإجتماعية، منها 3 صحف صدرت عقب سقوط نظام الرئيس عمر البشير في إبريل /نيسان من العام الماضي. وعلى الرغم من عدم وجود قرار مباشر من السلطات بوقف طباعة وتوزيع الصحف، إلا أنها وجدت نفسها مضطرة للتوقف التلقائي مع توقف المطابع وعدم وجود مراكز للتوزيع ومنع التنقل بين المدن.

ورغم التطور التقني وتوفر خدمات الإنترنت واهتمام الناس بالتصفح الإلكتروني، إلا أن هناك 3 صحف فقط كانت لديها قبل الحظر مواقع على الشبكة العنكبوتية تحدثها على مدار الساعة، هي "السوداني" و"الانتباهة" و"اليوم التالي"، فيما صممت "السوداني الدولية" موقعها ودشنته بعد الحظر. أما صحف "التيار" و"الحداثة" و"الجريدة"، فقد لجأت بعد حظر التجول إلى نشر صفحاتها بصيغة "بي دي إف" على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول أحمد يوسف التاي، رئيس تحرير صحيفة "الانتباهة"، أوسع الصحف السودانية انتشاراً، إنّ قرار التوقف شكَّل صدمةً للصحافة الورقية، وإن صحيفته حاولت مواصلة الصدور رغم حظر التجول، وبطريقة تضمن وسائل الحماية من فيروس كورونا، إلا أنها فشلت في إيجاد مطبعة.
ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ الصحافة الورقية ظلّت في الأسابيع الماضية جزءاً من حملة التوعية بمخاطر المرض وبث نصائح لتجنب الإصابه به، وعكس المعلومات عن الإصابات والتعافي، وأنّ غيابها سيكون مؤثراً بصورة واضحة، لا سيما أن القارئ يحتفظ بثقة كبيرة في الصحف الورقية وما تنشره، على عكس ما يرد على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويشير التاي إلى أن الإهتمام لديهم ينصب في زيادة المادة التحريرية على الموقع الإلكتروني للصحيفة لمحاولة سد الفجوة في المعلومات لدى القارئ السوداني بعد احتجاب الصحافة الورقية.
من جهته، يشير رئيس تحرير "الانتباهة أونلاين"، كمال عوض، إلى أن أعداد المتصفحين قفزت بنسبة كبيرة تصل إلى 10 في المائة في اليومين التاليين لتوقف الصحافة الورقية، ما أبقاه في مركزه المتقدم بين المواقع الإلكترونية في السودان.

أما رئيسة تحرير موقع "باج نيوز" الإخباري، لينا يعقوب، فتكشف عن أن الموقع حصد في غضون 3 أيام فقط أكثر من 20 ألف متصفح جديد بعد حظر التجول. وتوضح لـ"العربي الجديد" أنه في الماضي كان الموقع يعتمد في الفترة الصباحية على الأخبار التي ترد في الصحف الورقية، وبعد توقفها، اجتهد في ضخ أخبار وتقارير خاصة في تلك الفترة لملء الفراغ. وتضيف أنّ "اهتمام عدد من الصحف الورقية بمواقعها جعل المنافسة كبيرة بينها وبين المواقع الإلكترونية الإخبارية خاصة أن تلك الصحف تمتلك فريق عمل أكبر تحول كله لتغذية النسخة الإلكترونية، وهو ما تراه عاملاً إيجابياً في تجويد المادة التحريرية".
وحول طبيعة المواد التي تقدمها المواقع ومدى ملاءمتها لطبيعة وجود القراء في المنازل، تبيّن يعقوب أن التركيز يتم أولاً على المواد الخاصة بوباء كورونا مثل المناطق التي وقعت فيها إصابات وأعدادها، وإجراء حوارات مع المتعافين من المرض، عدا عن مشكلات المواطنين الخدمية والأزمات المعيشية المصاحبة لانتشار الفيروس، كي تصل لجهات الاختصاص.
أما مسؤول الإعلام الإلكتروني في صحيفة "السوداني"، أبو مهند العيسابي، فيشير إلى أن موقع الصحيفة على الشبكة انتعش بنسبة تصل إلى 33 في المائة من حيث عدد المتصفحين، لافتا بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى تدني اهتمام المتابعين بمواضيع فيروس كورونا الجديد التي أضحت بعض أخباره ومواضيعه عادية. ويضيف العيسابي أنه ومع دخول شهر رمضان وبقاء الناس في المنازل أصبح الاهتمام بالمنوعات كبيراً، وكذلك المنوعات السياسية دون الموضوعات الجافة. ويتوقع انتعاشاً أكبر للمواقع الإلكترونية خلال الحظر الشامل لثلاثة أسابيع، وهي مدة حسب تقديره قد تمتد حال استمرار تفشي كورونا، "وهو أمر لا نتمناه لكننا يجب أن نتحسب له".
المساهمون