يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، اجتماعاً في لوكسمبورغ، سيبحث على الأخص، الصراع في اليمن، وبلدان القرن الأفريقي، والوضع في الأردن فيما يتعلّق باستقبال اللاجئين، فضلاً عن الاستراتيجية العامة للاتحاد.
الأزمة اليمنية
من المتوقع أن يكرّس الوزراء اجتماعهم الأول للوضع في اليمن، بحضور الممثل الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، الذي من المقرر أن يعرض خطته للسلام التي اقترحها على مجلس الأمن في 18 يونيو/حزيران.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي، أنّ التطورات الأخيرة في اليمن مقلقة، لناحية تصاعد النزاع وما يحيط بالمدنيين من مخاطر إنسانية.
وقال الخبير في الشؤون الأوروبية توماسو كالافوتي لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "الأوروبيين عازمون على دعم غريفيث، وكذلك التأكيد على أهمية العملية السياسية في اليمن، والحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وإمكانية إيصالها، والسماح باستمرار التبادلات التجارية، وتعزيز الأمن الإقليمي".
وأضاف أنّه "من المنتظر أن يذكّر الاتحاد الأوروبي أيضاً بالحوار الإقليمي الذي بدأ حول الموضوع مع إيران. وللتذكير فبعض البلدان الأوروبية تنتقد بشكل حاد مجموعة من الأطراف المشاركة في الصراع في اليمن، لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، خاصة بعد الهجوم الأخير ضد مدينة الحديدة وعرقلة بعض الموانئ".
كما لفت إلى أنّ "الأوروبيين يريدون التأكد من التنفيذ الفعلي لنتائج المؤتمر حول اليمن، الذي ستستضيفه باريس في 27 يونيو/حزيران الجاري".
مساعدة الأردن
من المقرر أيضاً، أن تقدّم منسقة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية فيديريكا موغيريني، تقريراً عن زيارتها إلى الأردن، في 9 و10 يونيو/حزيران، وتحذيرها من أنّ الوضع مقلق في هذا البلد. وفي هذا الإطار، قال كالافوتي إنّ "هدف الاتحاد الأوروبي، هو مساعدة الأردن على استيعاب اللاجئين السوريين قدر الإمكان في المنطقة. ويتمثّل التحدي في تعزيز قدرة المجتمعات المضيفة على الصمود، وخلق المزيد من فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي في الأردن".
وأوضح أنّ "الآلية الأوروبية المتبعة، عبر تخفيف قواعد المنشأ في الاتحاد الأوروبي، لم تسفر بعد عن النتيجة المتوقعة. الثقة في الخطة تتضاءل وتسبب بعض القلق. وبالتالي، ينتظر أن يقرر الأوروبيون تعزيز تخفيف التدابير، وزيادة دعم القطاع الخاص في الأردن".
وقد قدّم الاتحاد الأوروبي للأردن حوالي ملياري يورو كمساعدات للاجئين والنازحين، منذ بداية الأزمة السورية. وتم تجديد هذا الالتزام في مؤتمر بروكسل الثاني، حول دعم مستقبل سورية ودول المنطقة، والذي عقد في العاصمة البلجيكية، في 24 و25 أبريل/نيسان الماضي.
القرن الأفريقي والبحر الأحمر
ينتظر أن يجتمع رؤساء الدبلوماسية الأوروبية، مع ألكسندر روندوس الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي حول العلاقات مع دول القرن الأفريقي المطلة على البحر الأحمر، حول ملفات تعزيز سلامة طرق الشحن والحد من الهجرة والتنمية الاقتصادية.
وعن ذلك قال كالافوتي لـ"العربي الجديد"، إنّ "النقاش سيركّز أيضاً على البعد الإقليمي، بما في ذلك العلاقات المعقدة بين بعض البلدان كإثيوبيا وإريتريا، أو بين القرن الأفريقي ودول البحر الأحمر على سبيل المثال بين دول حوض النيل".
إلى ذلك، سيعمل الوزراء الأوروبيون على تمديد مهمّة بعثة شرطة الاتحاد الأوروبي، في الأراضي الفلسطينيّة، وكذلك مهمّة البعثة الأوروبيّة للمساعدة على ضبط الحدود في معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، إلى 30 يونيو/حزيران 2019.