يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً لبحث التجربة التي أجرتها إيران على صاروخ متوسط المدى، بحسب ما أعلنت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وذكرت البعثة، في بيان، أنّه "على ضوء التجربة التي أجرتها إيران، أول من أمس الأحد، على إطلاق صاروخ متوسط المدى، فإنّ الولايات المتحدة طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي".
ويبدأ مجلس الأمن مشاوراته حول التجربة الإيرانية، فور انتهاء اجتماعه المقرر حول سورية، اليوم الثلاثاء، بحسب دبلوماسيين لـ"فرانس برس".
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإنّ الولايات المتحدة دعت إلى إجراء هذه المشاورات الطارئة، بعدما طالب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون مجلس الأمن بالتحرّك، ردّاً على التجربة الصاروخية.
واعتبر السفير الإسرائيلي، أنّ التجربة الإيرانية "تشكّل انتهاكاً" لقرار مجلس الأمن الذي يحظر على طهران إجراء تجارب على صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية.
وقال دانون إنّه "يجب على المجتمع الدولي ألا يطمر رأسه في الرمال إزاء هذا العدوان الإيراني". ورأى أنّه "يجب على أعضاء مجلس الأمن أن يتحركوا فوراً، للردّ على هذا الفعل الإيراني الذي لا يعرّض إسرائيل فحسب للخطر، بل الشرق الأوسط بأسره"، على حد وصفه.
وكان البيت الأبيض قد أشار، في وقت سابق، أمس الإثنين، إلى أنّه على علم بالتجربة الصاروخية الإيرانية، وأنّه ما زال يدرس طبيعة الصاروخ ونوعه.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" سابقاً عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هوياتهم، أنّ إيران أجرت تجربة على صاروخ بالستي، أول من أمس الأحد. وقد تعتبر التجربة "انتهاكاً" للقرارات الأممية وتمهد الطريق لفرض عقوبات على إيران.
وأجرت إيران مجموعة من التجارب الصاروخية، في الأشهر الأخيرة، قالت الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، إنّها تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع طهران الموقع في عام 2015.
وبحسب القوى الغربية فإنّ الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وبالتالي فهي تتعارض مع الاتفاق، بينما تقول إيران، إنّ برنامجها الصاروخي "غير قابل للتفاوض".
وسبق أن عارضت إسرائيل الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، والتي رفعت مجموعة واسعة من العقوبات الدولية عنها مقابل خفض برنامجها النووي.
ويترقّب الموقف الأميركي مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، إذ سبق أن طالب خلال حملته الانتخابية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران.
وفي سياق المواقف، اعتبرت روسيا، اليوم الثلاثاء، أنّ إيران لا تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي حول برنامجها النووي، في حال أجرت تجربة لإطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى، واعتبرت الدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن بهذا الشأن، مسعى إلى "تأجيج الوضع وتحقيق أغراض سياسية".
وقال نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، في تصريح لوكالة "إنترفاكس"، إنّ "مثل هذه الأفعال، في حال حدثت، فإنّها لا تنتهك القرار"، مضيفاً أنّ "القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، لا ينص على منع إيران من القيام بمثل هذه الأفعال".
ولفت إلى أنّ قرار مجلس الأمن الدولي "لم يدعُ إيران سوى إلى عدم إجراء تجارب على صواريخ قادرة على حمل رأس نووي". وأضاف "موسكو، وهي من الموقّعين على الاتفاق النووي، "لم تتأكد" من إجراء التجربة الإيرانية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة".
(فرانس برس)