اتفق مستشارو الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقيادة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، مساء اليوم الاثنين، على تشكيل لجنة مشتركة لحل الخلافات عبر الحوار، بحسب وكالة "الأنباء اليمنية الرسمية".
وذكرت الوكالة أن اللقاء الذي عقده مستشارو الرئيس مع قيادة الحوثي في معقلهم الرئيسي في محافظة صعدة (شمالي البلاد) توج بالاتفاق على سرعة تشكيل اللجنة المشتركة المنصوص عليها في البند رقم 16 من اتفاق "السلم والشراكة الوطنية"، الموقع بين الأحزاب السياسية و"الحوثيين"، عشية سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
وينص هذا البند على أن "تلتزم الأطراف (أي الموقعة على الاتفاق) بحل أي خلافات حول هذا الاتفاق عبر الحوار المباشر، في إطار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والتفاوض من خلال لجنة مشتركة تؤسس بدعم من الأمم المتحدة، وتكون اللجنة المشتركة المنبر المناسب لطرح أية قضايا تتعلق بتفسير هذا الاتفاق وتنفيذه".
وأشارت الوكالة إلى أن اللجنة ستسهل متابعة تنفيذ بقية النقاط الواردة في الاتفاق ومعالجة أية قضايا مثار خلاف، ولم تذكر مزيداً من التفاصيل حول عودة المستشارين أم بقائهم بصعدة.
كما لم تتطرق الوكالة إلى بعض القضايا العالقة ومنها حسم مسألة عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المقبلة والحلول للأوضاع المتوترة في محافظتي مأرب شمالاً وتعز وسط البلاد.
وفي وقت سابق وصل إلى صعدة كل من عبد الكريم الإرياني (أقيل من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وسلطان العتواني (التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري)، ورشاد العليمي (حزب المؤتمر)، ويحي منصور أبو أصبع (الحزب الاشتراكي اليمني)، وعبد الوهاب الآنسي (حزب الإصلاح المحسوب على تيار الإخوان المسلمين)، وصالح الصماد (جماعة الحوثي) إلى محافظة صعدة، للقاء عبد الملك الحوثي.
وكان زعيم "الحوثيين"، قال السبت الماضي، في خطاب متلفز بمناسبة ذكرى المولد النبوي، إن "مشروع الأقاليم الستة، محاولة لتفتيت البلد وتجزأته إلى (كنتونات) صغيرة وضعيفة يسهل التحكم فيها".
ونوه الحوثي، إلى "ضرورة الحفاظ على مكاسب ثورة 21 سبتمبر (أيلول)، في إشارة إلى تأريخ دخول مسلحي جماعته إلى صنعاء، وعدم الانجرار وراء المخططات الخارجية الرامية إلى تفتيت اليمن".
على الصعيد الأمني، شهدت صنعاء، اليوم، انفجاراً استهدف مقراً لـ"الحوثيين" بالقرب من شارع الرياض، وقال مصدر رسمي، إن الانفجار أسفر عن إصابة عدة أشخاص.
في غضون ذلك، شهدت المحافظات الجنوبية عصياناً مدنياً جزئياً، واحتجاجات لأنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال، بينما شهدت محافظة الضالع اشتباكات بين مسلّحين وقوات الجيش.
وأفادت مصادر محلّية في الضالع أنّ "الاشتباكات وقعت، اليوم الاثنين، جراء قيام مسلحين يُعتقد أنهم من عناصر الحراك الجنوبي، هاجموا موقعاً عسكرياً تابعاً للواء 33 مدرع، في مدينة، مركز المحافظة". وأسفرت الاشتباكات عن إصابة ثلاثة على الأقل من أفراد الجيش، ضمن برنامج تصعيد لفعاليات الحراك.
ونظّم أنصار الحراك، اليوم، تظاهرات في عدد من المدن جنوبي البلاد، وقطعوا عدداً من الشوارع، استجابة لدعوى "العصيان"، التي أقرّتها فصائل في الحراك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويتم تنظيمها كل يوم إثنين من كل أسبوع.