وانسحب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق في مايو/ أيار، والذي رُفعت بموجبه عقوبات عن إيران مقابل الحد من برنامجها النووي، وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتأكد من التزام طهران بذلك.
ومنذ ذلك الحين تقول واشنطن للدول الأخرى إن عليها التوقف عن شراء نفط إيران، العضو في "أوبك"، بدءا من الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، وإلا فسيواجهون عقبات مالية.
ويلتقي وزراء خارجية بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بنظيرهم الإيراني في فيينا للمرة الأولى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق، لكن دبلوماسيين يرون فرصة محدودة لإنقاذه.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير: "الهدف هو إنقاذ الاتفاق. أحرزنا بعض التقدم الذي يشمل حماية بعض مبيعات الخام، لكن من غير المرجح أن يلبي ذلك التوقعات الإيرانية. والأمر لا يتعلق فقط بما يمكن للأوروبيين فعله، وإنما بكيفية إسهام الصينيين والروس والهنود وغيرهم أيضا".
وتعتمد استراتيجية الاتحاد الأوروبي على ركائز، هي قروض من بنك الاستثمار الأوروبي، وإجراء خاص لحماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأميركية، واقتراح من المفوضية الأوروبية بأن تقوم حكومات الاتحاد بالتحويلات المالية مباشرة إلى البنك المركزي الإيراني لتجنب العقوبات الأميركية.
وذكر مصدر في الاتحاد الأوروبي: "يتوقع الإيرانيون من الآخرين أن يقولوا ما سنفعله للحفاظ على الاتفاق. وعلينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان سيكفيهم ما سنقدمه".
ووصف مسؤولون إيرانيون اجتماع اليوم الجمعة بأنه مهم، وقالوا إن التأكد من وجود إجراءات تضمن عدم توقف صادرات النفط، إضافة إلى تمكن طهران من استخدام نظام سويفت الدولي للتحويلات البنكية، مسألة جوهرية بالنسبة لهم.
وخلال زيارة لأوروبا هذا الأسبوع، حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من أن بلاده قد تحد من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بعدما وجه تهديدا لترامب من "عواقب" فرض عقوبات جديدة على مبيعات النفط الإيراني.
ونقلت وسائل إعلام رسمية والموقع الإلكتروني الخاص بروحاني عنه قوله، بعد مكالمتين هاتفيتين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنه محبط من الحزمة الأوروبية، وقال إنها لا تفي بالغرض.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات تماما على الاتفاق النووي.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول إيراني كبير، اليوم، إن القوى العالمية يجب أن تعوض إيران تعويضا كاملا عن الخسائر الناجمة عن العقوبات الأميركية لإقناعها بالبقاء في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال المسؤول في تصريحات لـ"رويترز": "نحن مستعدون لكل الاحتمالات... انهيار الاتفاق سيزيد التوتر في المنطقة... وعلى الموقعين الآخرين التعويض عما أحدثته العقوبات الأميركية".
إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله، اليوم الجمعة، إن روسيا والصين ترغبان في إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.
وذكرت الوكالة أن لافروف أدلى بتصريحه خلال اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وعضو مجلس الدولة وانغ يي في فيينا.
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد في التصريحات من إدارة ترامب، التي تقول إن إيران تمثل تهديدا أمنيا خطيرا.
واعتقل دبلوماسي إيراني يعمل في النمسا ضمن أربعة أشخاص للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم على جماعة إيرانية معارضة في فرنسا الأسبوع الماضي.
وقالت إيران إن لا علاقة لها بالمخطط، وطلبت الإفراج عن المسؤول دون إبطاء.
ومن شأن أي تأكيد لوقوف السلطات الإيرانية وراء المخطط أن يصعب على الزعماء الأوروبيين من الناحية السياسية أن يستمروا في دعم الاتفاق النووي.
(رويترز)