اجتماع "أصدقاء سورية" في لندن يجدد الدعم للمعارضة المعتدلة

11 نوفمبر 2014
أبدت لندن اهتماماً بالحوكمة والأمن (مات دانهام/Getty)
+ الخط -


بتمثيل أقلّ من وزاري، عُقد في العاصمة البريطانية، صباح أمس الاثنين، اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية" بحضور رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، وعدد من أعضاء الائتلاف، وممثلين عن المجموعة الرئيسية لأصدقاء سورية، "لندن+11"، والتي تضمّ تركيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن إلى جانب بريطانيا والائتلاف السوري.

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، لـ "العربي الجديد"، أنه "على الرغم من انعقاد الاجتماع على مستوى السفراء، إلا أنه يُشكّل فرصة لتؤكد بريطانيا والدول الشريكة في المجموعة الأساسية لأصدقاء سورية، مجدداً دعمها المتواصل للمعارضة المعتدلة، وتحديد المجالات الأكثر احتياجاً لهذا الدعم، كالحوكمة والقوى الأمنية".

وذكرت دخل الله أن الاجتماع "يأتي في وقت قد يكون مهماً للمعارضة المعتدلة إثبات كيانها وأهدافها المناقضة كلياً، لكل ما يمثله نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". وأوضحت أن "ما تتميز به المعارضة هو كل ما يفتقده داعش والأسد: اعتدال وديمقراطية ومشاركة الجميع دون استبعاد أحد". وأضافت "نشعر بقلق عميق تجاه الوضع في حلب، ومحاولات النظام السوري تطويق المدينة. كما نظل قلقين بشأن اعتداءات جبهة النصرة على الجماعات المعتدلة في إدلب".

ويبحث اجتماع لندن زيادة جهود "أصدقاء سورية" لدعم المعارضة المعتدلة في مقاومة النظام، ووقف تقدّم مقاتلي "داعش" في كافة أنحاء سورية، وتقوية الائتلاف السوري والحكومة المؤقتة والجماعات الموالية لهما، للمساعدة في استقرار المناطق الواقعة تحت سيطرتهم وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين السوريين.

كما يبحث دعم برنامج الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز العناصر المعتدلة من المعارضة المسلحة، وتعزيز الإجراءات المتخذة ضد النظام، عبر تقييد قدرته على الاستفادة من النفط والحصول على عتاد عسكري.
إضافة إلى بحث الالتزام بعملية انتقال سياسي حقيقي، بناء على إعلان جنيف، والتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

ولفتت دخل الله إلى أن "المملكة المتحدة تساعد المعارضة المعتدلة في مسائل الحوكمة وإحلال الأمن وتقديم الخدمات في سورية. ونفعل ذلك بالعمل مع الائتلاف الوطني برئاسة البحرة وحكومته المؤقتة. كما نساعد الشرطة التي توفر الأمن في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وكذلك فرق الدفاع المدني الذين يعرضون حياتهم للخطر يومياً، للمساعدة في البحث عن السوريين وإنقاذ الذين تحوّلت بيوتهم إلى أنقاض، بسبب عمليات القصف التي ينفذها النظام، ونساعد المجالس المحلية في المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الخدمات الأساسية".

وأضافت "كل هذا الدعم متمّم للجهود الدولية الأوسع نطاقاً، الرامية لتعزيز المعارضة المعتدلة المسلحة من خلال بعثة التدريب والتجهيز بقيادة الولايات المتحدة، والتي تبحث المملكة المتحدة أفضل السبل للمساهمة فيها. وتساهم المملكة المتحدة عموماً بمبلغ 74 مليون دولار في العام الحالي، لدعم المعارضة المعتدلة وتعزيز صمود حلفائنا بالمنطقة، أمام آثار وتداعيات الأزمة السورية".

وأشار أعضاء من وفد الائتلاف السوري المشارك في المؤتمر إلى أن "اجتماع أصدقاء سورية، يُعقد في لندن من أجل تبادل وجهات النظر بين الائتلاف وأصدقاء سورية، ومتابعة الخطوات التي تقوم بها دول أصدقاء الشعب السوري في سبيل دعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية، وكذلك دراسة خطط عمل تتجاوب مع تطورات الأحداث على الأرض، تحديداً فيما يتعلق بأهمية التنسيق بين التحالف الدولي ضد داعش، والجيش الحر ميدانياً، وتسريع برنامج التسليح والتدريب". والتقى البحرة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، عقب الاجتماع.

وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن التزامها بأكثر من 74 مليون دولار هذا العام، لدعم الحكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتقوية الحلفاء الإقليميين الذين تأثروا نتيجة الصراع في سورية، ما يتيح للمعارضة بأن تتمتع بتأثير حقيقي ويساهم بتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وتتمثل العناصر الأساسية من الدعم البريطاني للمعارضة السورية "في تقديم 5.8 مليون دولار لقطاع الأمن والعدالة. وستبدأ بريطانيا بالشراكة مع الولايات المتحدة والدنمارك وهولندا، مرحلة جديدة من التدريب وتقديم المساعدات الفنية وتوفير المعدات الأساسية للشرطة السورية الحرة، وهي قوة شرطة معتدلة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سورية". حسبما ذكرت دخل الله.

ويدعم البرنامج "تطوير إشراف ومراقبة أكبر من المجتمع لعمليات الشرطة لضمان استجابتها للاحتياجات المحلية المتعلقة بسيادة القانون، وتنمية صمود المجتمع بمواجهة تهديد الجماعات المتطرفة. وقد ساعدت هذه الجهود بالفعل في تأسيس نحو 90 مركز شرطة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سورية. كما ستقدم بريطانيا دعماً لقطاع الدفاع المدني بقيمة 6.1 مليون دولار. وسيستخدم هذا الدعم بالشراكة مع اليابان والدنمارك لتدريب وتجهيز فرق الدفاع المدني للقيام بأعمال البحث والإنقاذ".

وأضافت دخل الله "درّبنا حتى الآن تسعة فرق يتألف كل منها من 25 شخصاً من أنحاء شمال سورية، ويجري التخطيط لتدريب مزيد من الفرق. وقد دعم التمويل من المملكة المتحدة حتى الآن 600 متطوع في 51 مركزاً للدفاع المدني في أنحاء شمال سورية، بتدريبهم وتجهيزهم للقيام بأعمال البحث والإنقاذ ومكافحة الحريق والإسعافات الأولية، وبالتالي إنقاذ حياة أكثر من 2500 شخص".

وستقدم بريطانيا 5.8 مليون دولار ضمن برنامج كبير لتحسين الحوكمة وقدرة المجالس المحلية، وهو يهدف لتطوير وتحسين واستمرار توفير الخدمات الأساسية لتلبية احتياجات المواطنين في مناطق المعارضة والمناطق المتنازع عليها في سورية. ومن خلال مبادرات جديدة تتراوح من تطوير مجموعات أساسية جديدة من خدمات التعليم والرعاية الصحية وحتى تعزيز إدارة الموارد المالية والبشرية، تشمل النجاحات التي تحققت على مستوى المجتمعات المحلية إعادة توفير المياه وإصلاح الطرق وتأسيس مشاريع لإدارة النفايات الصلبة وإنقاذ أجزاء كبيرة من حصاد القمح.

كما أعلنت الحكومة البريطانية عن "إطلاق منصة إلكترونية جديدة تتابع حجم وتأثير المساعدات البريطانية الهادفة للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية في سورية والمنطقة على نطاق أوسع بما في ذلك العراق وغزة". وقالت الحكومة البريطانية إن "الهدف من هذا الموقع الذي يحمل عنوان بريطانيا تساعد، يكمن في توضيح حجم وأثر الجهود البريطانية بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة، ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، لاحتواء الأزمة الإنسانية المتردية في المنطقة، بالأرقام والصور والأفلام الموثقة وشهادات عيان من أشخاص عاديين".

ويهدف الموقع إلى "إظهار الدور الفاعل الذي تلعبه المملكة المتحدة لإحداث فرق في حياة المتضررين من الصراعات، والتأكيد على أن بريطانيا تلتزم وتفي بتعهداتها الدولية". وذكرت أن ما تنشره هذه المنصة "تساعد على إضفاء مزيد من المصداقية والثقة في هذه الجهود، وحث المجتمعات على دعم هذه المنظمات الفاعلة، ما من شأنه أن يعود بالفائدة على هذه الشعوب المتضررة من الصراعات". ولفت البيان إلى أن "الموقع يحظى بدعم دوائر حكومية بريطانية عدة ووزارة الخارجية البريطانية، ويضمّ مجموعة واسعة من الأفلام القصيرة، التي تبيّن دور الحكومة البريطانية بدعم شعب سورية والعراق وغزة، وتشمل هذه الأفلام بعض المقابلات مع دبلوماسيين ومواطنين سوريين وعمال الإغاثة على الأرض".

المساهمون