اتهامات للسعودية بتعذيب مئات اليمنيين: سجون انفرادية وصعق بالكهرباء

يتعرض مئات اليمنيين لانتهاكات وحشية في سجون السلطات السعودية، بينهم جنود تم استقدامهم للدفاع عن حدودها الجنوبية من الهجمات الحوثية، بعد سحبهم من جبهات القتال الداخلية عبر سماسرة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

واتهمت منظمة "سام" المعنية بحقوق الإنسان، الأربعاء، أن السلطات السعودية، تعتقل مئات اليمنيين في سجن تابع للقوات الجوية، يفتقر إلى أدنى مقومات السجون، حيث يتعرضون لتعذيب وسوء معاملة بشكل ممنهج.

#HumanRights #سام تكشف عن انتهاكات خطيرة في سجن القوات الجوية #السعودية بجيزان بحق محتجزين يمنيين pic.twitter.com/PCyUOa9Bhd

— منظمة سام (@SAM4rights_Ar) August 12, 2020

وأوردت المنظمة اليمنية، في بيان على حسابها بموقع "تويتر"، أنها حصلت على معلومات تؤكد تعرض معتقلين يمنيين للتعذيب على أيدي جنود وضباط سعوديين، وذلك باستخدام معدات كهربائية، فيما يتعرض بعض المعتقلين للعزل لمدد متفاوتة تتجاوز أشهراً، حيث يُحرمون من الاتصال بالعالم الخارجي، كما يحرمون من الرعاية الصحية.

من بين المعتقلين مجندون كانوا يقاتلون في الحدود الجنوبية للسعودية ضد الحوثيين، يزيد عددهم عن 500

وذكر توفيق الحميدي، وهو رئيس المنظمة، في البيان، أن من بين المعتقلين "مجندون كانوا يقاتلون في الحدود الجنوبية للسعودية ضد الحوثيين، يزيد عددهم عن 500، لافتا إلى أن 28 منهم اعتقلوا بسبب مطالبتهم بإجازة خلال أيام عيد الفطر الماضي، ولا تخضع ظروف احتجازهم لأي شكل من الإشراف القضائي.

وأشار المسؤول الحقوقي اليمني إلى أن من بين المعتقلين صيادين احتجزتهم قوات خفر السواحل اليمنية لأسباب غير معروفة، وسلمتهم للقوات السعودية.

الأرشيف

محافظ عدن يؤدي القسم بعد أسبوعين من تعيينه... وحشد للشرعية في سقطرى

وتحدثت المنظمة عن حصولها على معلومات، تؤكد وفاة أحد المتعقلين جراء التعذيب الذي يتعرضون له في السجن السعودي، فضلا عن توثيق بعض الحالات من قبل معتقلين سابقين بسجن القوات الجوية، تعرضوا لمعاملة قاسية وغير إنسانية.

وأوردت المنظمة نماذج للحالات التي تم توثيقها، وتشمل أحمد صالح الفاتقي، وعلي الكوماني، وقالت إنهما لا يزالان قيد الاعتقال ويتعرضان للتعذيب بشكل يومي، حيث سبق أن احتجزا في زنازين فردية لأشهر قبل بدء التحقيقات المصحوبة بالتعذيب.

ونقلت المنظمة عن أحد المفرج عنهم أن أسباب الاعتقال تعود لوشايات من قبل قيادات الألوية العسكرية اليمنية، إذ يتم أخذ الضحايا مقيدي الأيدي والأقدام، ومعصوبي الأعين، قبل أن يتم وضعهم في زنزانة انفرادية لمدة شهر أو أقل، والتي تبلغ مساحتها مترين فقط ويكون على المحتجز الأكل والشرب والنوم وقضاء الحاجة بداخلها.

يُحرم مئات المجندين من مرتباتهم لأكثر من عام، وإذا صُرفت يتم استقطاع نصف المستحقات لصالح ضباط سعوديين ويمنيين

ووفقا للمفرج عنه، والذي لم تكشف المنظمة عن هويته، فبعد الإفراج يتم عرض المحتجز معصوب العينين على لجنة تحقيق سعودية، والتي تكيل كل أنواع التهم لهم، ويُعذبون بالأسلاك الكهربائية حتى يتمنوا الموت.

وحمّلت المنظمة اليمنية السلطات السعودية واليمنية مسؤولية اعتقال وإخفاء مواطنين يمنيين في معتقل القوات الجوية، وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين أو تسليمهم للمؤسسات الشرطية والقضائية اليمنية إن كانوا متهمين بارتكاب أفعال مخالفة للقانون، كما دعت إلى فتح تحقيق بشأن اختفاء العديد من اليمنيين في السجون السعودية خلال الفترة الماضية.

#سام تحمل السلطات #السعودية واليمنية مسؤولية اعتقال وإخفاء مواطنين يمنيين في معتقل القوات الجوية وتطالب بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين أو تسليمهم للمؤسسات الشرطية والقضائية اليمنية إن كانوا متهمين بارتكاب أفعال مخالفة للقانون،

— منظمة سام (@SAM4rights_Ar) August 12, 2020

ولم يتسن التحقق من دقة الاتهامات التي أوردتها المنظمة الحقوقية، ورفض مسؤول في محور علب العسكري، بالحدود السعودية، الرد على استفسارات "العربي الجديد"، بشأن ما أورده بيان منظمة "سام".

آداب وفنون

التحديثات الحية

معالم اليمن التاريخية.. من يوقف النزيف؟

وقال مصور حربي يمني رافق المعارك الدائرة على الحدود السعودية، لـ"العربي الجديد"، إن الانتهاكات السعودية تفاقمت منذ عام 2019 بشكل كبير، حيث يُحرم مئات المجندين من مرتباتهم لأكثر من عام، وإذا صُرفت يتم استقطاع نصف المستحقات لصالح ضباط سعوديين ويمنيين.

وذكر المصور، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، أن مئات المجندين ممن تم الزج بهم في محارق الحدود وقعوا في الأسر لدى الحوثيين ولا يُعرف مصيرهم، كما أن السلطات السعودية لا تطالب بإدراجهم ضمن صفقات تبادل الأسرى وتتعامل معهم على أنهم مرتزقة.