قُتل شيخان من شيوخ القبائل العربية في ريف دير الزور الشرقي، شرقيّ سورية، وأُصيب ثالث في هجومين وقعا خلال أقل من 24 ساعة، في وقت شهدت فيه المنطقة عراكاً بين مدنيين وعناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بعد إطلاق الأخيرة النار على مجموعة من الشباب وإصابة أحدهم بجروح خطرة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا أمس الأحد مجموعة من شيوخ قبيلة العكيدات في بلدة الحوايج بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل مطشر حمود الهفل وإصابة إبراهيم خليل عبود الجدعان الهفل، وهما من أبرز شيوخ قبيلة العقيدات في المنطقة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أيضاً إن مجهولين هاجموا أمس الشيخ علي الويس في قرية الدحلة شرقيّ دير الزور، مشيرة إلى أن الدحلة شيخ قبيلة البكارة في المنطقة، حيث قتل بالرصاص إثر خروجه من مسجد البلدة، فيما فرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة.
وتخضع تلك المناطق التي وقع فيها الهجوم لسيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، ما دفع الأهالي، بحسب المصادر، إلى اتهام "قسد" بالوقوف وراء الهجومين، لأن الشيوخ الذين تعرضوا لعمليات الاغتيال معروفون بمواقفهم المعارضة لإدارة "قسد" في المنطقة، والرافضة لتسلط مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية على القرار في المليشيا.
وذكر الناشط أبو محمد الجزراوي لـ"العربي الجديد" أن الشيوخ كانوا أيضاً ملاحقين من قبل تنظيم "داعش" إبان سيطرة التنظيم على المنطقة، وذلك بسبب رفضهم العمل تحت رايته والخضوع لسلطته، ويرفضون اليوم أيضاً تسلط المليشيات الكردية.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن حاجزاً لـ"قسد" في بلدة جديدة عكيدات بريف دير الزور الشرقي أطلق النار على مجموعة من الشباب رفضوا الوقوف عند الحاجز، ما أدى إلى إصابة شاب بجروح، نُقل على أثرها إلى المستشفى.
وذكرت المصادر أن مجموعات من ذوي الشباب وأهالي البلدة هاجموا الحاجز، وضربوا عناصره، فجُرح عدد منهم، كذلك خطفوا عنصرين واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وبحسب العناصر، يسود التوتر البلدة منذ مساء أمس، على خلفية الانتهاك الذي قام به عناصر "قسد"، في ظل وجود حقن شعبي مستمر على المليشيا والإدارات التابعة لها في المنطقة.
وتحدثت المصادر أيضاً عن مقتل عنصر من "قسد" جراء هجوم من مجهولين على دورية في بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي.
وتشهد المناطق التي تخضع لسيطرة "قسد" في ريف دير الزور توتراً مستمراً منذ شهور، نتيجة احتجاجات شعبية على إدارة "قسد" للمنطقة، التي تترافق مع شنّ حملات اعتقال في المنطقة، بحجة محاربة خلايا تنظيم "داعش"، فضلاً عن عمليات التجنيد الإجباري.