اتهامات بالفساد لشريك الجيش المصري في بناء مليون "شقة"

11 مارس 2014
+ الخط -
منذ إعلان شركة "أرابتك" العقارية الإماراتية اتفاقها مع الجيش المصري على بناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل ولم تتوقف الشائعات التي تدور حول عمليات مشبوهة قام بها المسؤول الأول عن إدارة هذه الشركة.

وعلى مدى يومين تناولت وسائل إعلام مصرية وعربية، معلومات حول اتهام رئيس شركة "أرابتك" العقارية الإماراتية، التي أبرمت اتفاقا مع الجيش المصري أمس الأول الأحد من أجل بناء مليون وحدة سكنية في مصر، بالفساد وغسيل الأموال في الأردن.

ووفقا لوسائل اعلام مصرية وعربية، فإن مدعي عام محكمة عمان أصدر في عام 2011، قرارا بالحجز على أموال حسن عبد الله اسميك، الرئيس الحالي لشركة أرابتك، بتهمة غسل الأموال بقيمة 100 مليون دولار.

وحسب موقع المصريون فقد أشارت التقارير إلى أن قرار المدعي العام الأردني، شمل مجموعة شركات اسميك، التي أسسها في العاصمة الأردنية عمان خلال تلك الفترة، وعلى رأسها شركة "آبار الأردن".

وبحسب صحيفة العرب الصادرة في 23 أغسطس/آب 2011، فإن قرار الحجز على أموال "اسميك" وشقيقه وشركاته يأتي على خلفية شكوى من دائرة غسل الأموال في البنك المركزي إلى المدعي العام تتعلق بشبهة غسل أموال بقيمة تناهز 100 مليون دولار، حاول المذكور تمريرها عبر أحد البنوك المحلية الصغيرة.

ووفقا لموقع دائرة مراقبة الشركات الأردني في أغسطس 2011، فقد بلغ عدد الشركات التي يملكها "اسميك" الأردني من أصل فلسطيني نحو 7 شركات في المملكة الأردنية وصل حجم استثماراتها إلى نحو 6.6 مليون دينار تقريبا آنذاك.

وتضم شركات "اسميك في عمان، "الاشمل للاستثمارات العقارية" ويبلغ رأسمالها نحو 4.5 مليون دينار، و"ماريا الأردن للاستثمار والتجارة"، برأس مال 10 آلاف دينار، و"آبار الأردن للاستثمار"، ويبلغ رأسمالها مليون دينار، و"لين الأردن للاستثمار والتجارة"، برأس مال 10 آلاف دينار، و"ليليان الأردن للاستثمار والتجارة"، برأس مال نحو 10 آلاف دينار، و"أبو ظبي لتجارة السيارات وقطع غيارها"، ويبلغ رأسمالها 30 ألف دينار.

ورجل الأعمال حسن عبد الله اسميك (38 عاما) مقيم في أبو ظبي منذ عدة سنوات، وظهر اسمه وسط رجال الأعمال على خلفية شرائه 49% من أسهم "نادي إس" في مدينة ميونخ الألمانية بقيمة 18 مليون يورو، في يونيو/حزيران 2011، وهو ما وصف حينه بأنها "أكبر عملية انقاذ للنادي".

ودخل "اسميك" في مفاوضات بوساطة مسؤولين بارزين في الدولة لشراء مؤسسات إعلامية رئيسية في المملكة الأردنية، إلا أن تلك الصفقات لم تكتمل لأسباب غامضة، كما دخل في مفاوضات مع عدد من رجال الأعمال لشراء حصص مؤثرة في ثلاثة بنوك محلية، إلا أن تلك المحادثات كغيرها باءت بالفشل ولم تنجح.

وفاز "اسميك"، الذي تعود جذوره لمنطقة قلقيلية بالضفة الغربية، بالمزاد الذي أعدته شركة زين للهواتف الخلوية الخاص برقم مميز مكون من الرقم 9 وحصل عليه بعد ان دفع أعلى سعر حينه وكان 260 ألف دينار.

وأشارت عدة وسائل إعلام مصرية وعربية إلى أنه ليس هناك معلومات عن مصدر الثراء الفاحش لرجل الأعمال الشاب، إذ لم تأت سيرته الذاتية على معلومات ذات الصلة بتاريخه المالي.

ولم يتسنّ لـ " العربي الجديد " الحصول على توضيح من حسن عبد الله اسميك حول هذه المزاعم التي تطاوله.

والمعلومات عن اسميك تكشف أنه خريج إحدى الجامعات العراقية، حيث درس إدارة الأعمال في بغداد وتخرج منها عام 1995-1996، وعمل بعد ذلك لفترة قصيرة في مجال النفط، لكنه سرعان ما انتقل إلى قطاع العقار، قبل أن يستحوذ على مجموعة أرابتك، وهي إحدى أكبر الشركات الإقليمية في مجال الإنشاءات، والتي أسند إليها العديد من المشاريع في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.

وأعلن الجيش المصري، أمس الأحد، أنه اتفق مع شركة "أرابتك" الإماراتية على بناء مليون وحدة سكنية، للشباب ذوي الدخل المحدود في مصر على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقالت شركة "أرابتك " المدرجة في بورصة دبي يوم الأحد، إنها وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة الدفاع المصرية لبناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل بتكلفة 280 مليار جنيه (40.2 مليار دولار).

وقال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم الجيش المصري، في بيان نشر على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع أطلق حملة "من أجل شباب مصر"، لحل مشكلة الإسكان للشباب ذوي الدخل المحدود.

وأشار السيسي (59 عاما)، وهو قائد الجيش ووزير الدفاع الأسبوع الماضي بوضوح إلى عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقعة خلال أشهر.

ويصف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خطوة الجيش باعتزامه بناء مليون وحدة سكنية بالتعاون مع الشركة الإماراتية، بأنه مجرد "دعاية انتخابية للسيسي".

 

دلالات
المساهمون