وقال ضابط برتبة لواء في الوكالة الوطنية للاستخبارات الداخلية العراقية، فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن السفارة الأميركية ببغداد سلمت العراق أمس الأربعاء، وعلى هامش مؤتمر مكافحة الإرهاب، معلومات جديدة تؤكد ذلك.
وأوضح المسؤول الأمني أن غالبية المقاتلين الأجانب في "القاعدة"، باتوا يفضلون الطريق الإيراني على سواه، لانخفاض تكاليف السفر والإقامة، وذلك بعد هبوط قيمة العملة الوطنية لإيران إثر العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليهم، فضلاً عن عدم التشديد الأمني في إجراءات الدخول، وهم من جنسيات عربية وآسيوية مختلفة باتت إيران بمثابة "طريق حرير مناسب لهم للوصول إلى العراق أو سوريا".
ويدخل المقاتلون إلى إيران ومن ثم يصلون العراق عبر الحدود الشرقية مع محافظة ديالى، والحدود الجنوبية عبر محافظة واسط، التي تعرف بصعوبة تضاريسها واستحالة تمكن قوات الأمن من ضبطها بشكل كامل من دون تعاون إيراني.
ويشير المسؤول الأمني إلى وجود "تهاون وعدم مبالاة من الطرف الإيراني في إيقاف هؤلاء، وقد يكون هناك تواطؤ في هذا الأمر، وهو أمر غير مستبعد لخدمة سياستها في سوريا او العراق". ويلفت المصدر إلى أن معابر زرباطية وبدرة وجصان جنوب العراق مع إيران، تشهد دخول عدد غير قليل من الأجانب المتطرفين بحجة السياحة الدينية وزيارة المراقد المقدسة، ويفقد أثرهم بعد دخولهم ولا يتم التوصل إليهم، وهناك 18 شخصاً، منهم فجروا أنفسهم منذ مطلع العام الجاري.
ويلفت المسؤول في وزارة الداخلية العراقية، إلى أن وفداً أمنياً عراقياً كبيراً سيزور إيران خلال الأيام المقبلة، برئاسة مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، ليبحث مع المسؤولين الإيرانيين تلك التقارير والمعلومات، ولمطالبتها بتأمين حدودها والتدقيق في هوية الداخلين إليها والمسافرين إلى الأقاليم والمدن والقريبة من الحدود العراقية. لكنها الزيارة لن تكون معلنة لحرص حكومة نوري المالكي على عدم إظهار إيران في "دور سلبي" بما يتعلق من الشأن العراقي.