ونشرت لجنة المفاوضات في الضمير بياناً، اليوم الأربعاء، قالت فيه إنّها عقدت اجتماعاً في مطار الضمير العسكري مع الجانب الروسي وتم الاتفاق على ضرورة ضمان سلامة أهالي المنطقة وتجنيبها ويلات الحرب.
ونص الاتفاق على تشكيل لجنة من أهالي ووجهاء المدينة لتسجيل أسماء من يرغب بالخروج من المنطقة أو يريد تسوية وضعه، إلى جانب التفاوض على الضمانات لكل من يريد البقاء.
وتعتبر الضمير من أبرز مدن القلمون الشرقي، وشهدت مواجهات بين فصائل المعارضة وتنظيم "داعش" في الفترة الماضية، وهي تخضع لهدنة بين فصائلها وقوات النظام منذ أربعة أعوام، تخللها خروقات من الطيران الحربي والمروحي خلال عام 2016.
وتنتشر في المنطقة فصائل للمعارضة أبرزها "جيش الإسلام" "وقوات الشهيد أحمد العبدو". وتتميز المدينة بموقع استراتيجي كونها تقع في بداية الطريق الدولي، الذي يربط دمشق بمدينتي تدمر ودير الزور والبادية السورية وبالحدود العراقية باتجاه العاصمة بغداد.
ويأتي الاتفاق الحالي بعد أيام من اجتماع فصائل وممثلين عن القلمون الشرقي مع الجانب الروسي، قيل إنه تم خلاله التوصل إلى اتفاق من خمسة بنود، كخطوة لتحييد المنطقة عن الأعمال العسكرية.
ويشمل الاتفاق عدة مدن تحاصرها قوات النظام كل على حدة، ويقضي بالعمل على إيجاد حل يؤدي إلى تحييد المدن والأهالي عن أي حرب أو تهجير أو دخول الجيش إلى المدن، إضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة للمنطقة تضم عسكريين ومدنيين تُقدَم أسماؤهم إلى الروس للاطلاع عليها مفوضة بشكل خطي من الفصائل المنخرطة في عملية التفاوض ومن الفعاليات في المدينة.
كما ينص الاتفاق، وفق ما ورد في بيان لـ"القيادة الموحدة" للمنطقة؛ على أن الفصائل الراغبة في التفاوض عليها التكفل بإلزام أي فصيل لا يرغب في ذلك بما يتم التوصل إليه أو إيجاد حلّ لضمان نجاح العملية التفاوضية.
غير أنّ مدير المكتب الإعلامي في تجمع "قوات أحمد العبدو"، كبرى فصائل المعارضة في القلمون الشرقي شمال شرقي دمشق، فارس المنجد، نفى في حديث لـ"العربي الجديد" حصول مثل هذا الاتفاق، قائلاً إنّ" المفاوضات لم تبدأ بعد".
وتقع منطقة القلمون شرقي الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حمص، وتضم العديد من المدن الاستراتيجية، منها الضمير، والناصرية، والرحيبة، والقطيفة، وبلدات وقرى هي أقرب إلى منطقة البادية السورية.
وكان الجانب الروسي خيّر أهالي المنطقة وفصائلها العسكرية بين تسليم السلاح والتسوية أو الخروج منها أو اللجوء إلى الخيار العسكري.
وكانت فصائل القلمون الشرقي، شكلت قيادة موحَّدة لها مطلع الشهر الجاري، مهمتها إدارة الملفين العسكري والسياسي، والتفاوض مع الجانب الروسي بخصوص المنطقة.
في سياق متصل، حاول مجهولون اغتيال مسؤول في ملف "المصالحة" مع قوات النظام السوري في بلدات جنوب دمشق، كان يسعى لتشكيل مليشيات محلية مدعومة من روسيا.
وقال ناشطون من بلدة ببيلا، إنّ "مجهولين أطلقوا النار على المدعو صالح الخطيب عقب عودته إلى البلدة من اجتماع مع الروس في دمشق، ما أدى إلى إصابته في قدمه، وأسعف إلى مستشفى في العاصمة".
وذكرت مصادر محلية أنّ "الخطيب كان يسعى لتشكيل مليشيات شعبية في بلدات جنوب دمشق (ببيلا-يلدا-بيت سحم) مدعومة من روسيا، حيث وعد كل من ينضم إليها بتسوية وضعهم لدى النظام وتأجيل المتخلفين عن التجنيد الإجباري ستة أشهر، وأبلغهم بأن هذه المليشيات تطوعية لحماية البلدات من أي مخاطر وضبط الأمن".
وكان ضباط روس اجتمعوا في نهاية الشهر الماضي مع لجنة عسكرية تضم ممثلي الفصائل في بلدات جنوب دمشق وخيروهم بين "المصالحة" أو الخروج نحو الشمال السوري. وتقول مصادر إن بعض المجموعات لن تغادر جنوب دمشق وسيكون لها دور في محاربة تنظيم "داعش" الذي يسيطر على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأجزاء من حي القدم، بالتنسيق مع روسيا.
يأتي ذلك في ظل انقسام بين الفصائل الموجودة في المنطقة، إذ اتفقت بعض الفصائل مع روسيا على خروج مقاتليها على دفعتين، الأمر الذي رفضته فصائل أخرى مثل "جيش الإسلام" و حركة "أحرار الشام".