اتصالات مصرية مع أطراف ليبية لمنع تسلل "داعش"

05 يوليو 2016
التسلل عبر الحدود الليبية يثير مخاوف مصرية(أريس ميسيني/فرانس برس)
+ الخط -
جدّدت الاشتباكات التي شهدتها الحدود المصرية ــ الليبية، فجر 30 يونيو/حزيران الماضي، حالة التخوف والقلق لدى النظام المصري، من وجود اضطرابات وتمركز لمسلحين أو مهربين في تلك المنطقة. وتتخوف الأجهزة السيادية والجيش المصري، من وجود توتر على الحدود، خاصة مع ما تشهده ليبيا من مواجهات موسعة بين عدة أطراف، بالتزامن مع تراجع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المناطق التي يسيطر عليها، وإمكانية فرار مسلحين إلى مصر. وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، استهدفت الطائرات الحربية المصرية سياحاً من المكسيك في منطقة جبلية وعرة على الحدود مع ليبيا، ظناً أنهم عناصر تابعون لـ"داعش"، لا سيما أن هجوماً نفذه مسلحو التنظيم ضد الجيش المصري في المنطقة ذاتها.

ومع بداية العمليات ضد "داعش" في ليبيا، بدأت القاهرة بوضع خطة عسكرية استخباراتية لدعم المقربين منها في ليبيا، وتحديداً مع حليفها اللواء خليفة حفتر، فضلاً عن القبائل هناك، للقضاء على كل العناصر التابعة لـ"داعش". بيد أن الهدف الأهم بالنسبة إلى القاهرة تمثل بعدم تسلل عناصر مسلحة سواء تابعة لـ"داعش" أو لأي فصيل آخر أو حتى المهربين إلى الداخل المصري، بحسب ما كشفته مصادر عسكرية مصرية لـ"العربي الجديد"، قبل بضعة أشهر.

وتقول مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إنه خلال اليومين الماضيين، أجرت أجهزة سيادية في الدولة المصرية اتصالات مع أطراف ليبية في محاولة للتأكيد على الاتفاقات بين الطرفين التي تم توقيعها قبل فترة طويلة والتي تتعلق بضبط الحدود. وتضيف المصادر أن المسؤولين المصريين لديهم قلق كبير من تسلل عناصر جهادية أو مهربين إلى الداخل المصري، خاصة مع وجود رغبة لدى "داعش" لتأسيس فرع جديد له في الصحراء الغربية (بين مصر وليبيا)، مشيرة إلى أن القلق من اختراق الحدود الغربية خاصة في بعض المناطق الجبلية الوعرة، التي يصعب فيها رصد التحركات بشكل كبير، بدأ يقل خلال الفترة الماضية، مع عدم رصد أي تقدم في تأسيس فرع لـ"داعش" على الحدود مع ليبيا.


وتشدد المصادر على أن هناك تخوفاً شديداً لدى الجيش المصري والأجهزة السيادية، من تدفق مقاتلين تابعين لـ"داعش" أو مهربين إلى مصر، فارّين من العمليات المسلحة في ليبيا، وبعد تراجع التنظيم ميدانياً في عدة مدن مثل بنغازي ودرنة وسرت، لا سيما أن الأخيرة هي معقل التنظيم في ليبيا. وتؤكد على أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في التجمعات السكنية المصرية الأقرب إلى الحدود الغربية مع ليبيا، والتعاون والتنسيق مع سكان تلك المناطق للإبلاغ عن أي تحركات مريبة أو تواجد أشخاص ليسوا من أبناء المنطقة، مضيفة أن "عمل طائرات الاستطلاع لا يتوقف عن رصد ومتابعة الحدود مع ليبيا، خاصة في المناطق الوعرة، التي يمكن التسلل منها، فضلاً عن الاعتماد على الإخباريات التي تصل من الجانب الليبي عن تسلل المقاتلين والمهربين".

من جانبه، يقول الخبير العسكري، اللواء يسري قنديل، إن الجيش المصري يدرك تماماً خطورة وتداعيات الأزمة الليبية على مصر، لأن ليبيا شأنها شأن غزة وفلسطين تشكل عمقاً استراتيجياً لمصر. ويضيف قنديل لـ"العربي الجديد" أن مصر لن تدخر جهداً في سبيل القضاء على "داعش" والجماعات الإرهابية هناك، لأن أي ضرر على ليبيا ينعكس بالضرورة على مصر، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي يدعم الأطراف المعترف بها دولياً وإقليماً ومحلياً، ولا يتعامل إلا مع شيوخ القبائل والحكومات المتعاقبة.

ويلفت قنديل إلى أن بقاء ليبيا في اضطرابات لا يصب في صالح مصر. ولهذا السبب يهتم السيسي بتلك القضية تماماً، وهو يستطيع بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية القضاء على الإرهاب هناك، سواء بتدخل عسكري عن طريق توجيه ضربات أو دعم الجيش الليبي والقبائل لمواجهة "داعش". ويشدد الخبير العسكري على مسألة ضبط الحدود الغربية ومنع مرور السلاح كما كان يحدث عقب ثورة "25 يناير"، فضلاً عن منع مرور المسلحين من وإلى ليبيا، خوفاً من تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة في مصر.

وكان المتحدث الرسمي العسكري، العميد محمد سمير، أعلن أنه في إطار جهود القوات المسلحة لتأمين الحدود ومكافحة أعمال التهريب، وأثناء تحرك دوريات من قوات حرس الحدود ضمن نطاق المسؤولية بمنطقة صحراوية على الحدود الغربية، تعرضت لنيران مفاجئة من عناصر تهريب مسلحة. وقال سمير، في بيان رسمي على صفحته على موقع "فايسبوك"، إنه تم تعامل القوات مع عناصر التهريب بالنيران ولاذت بالفرار غرباً ونتج عن ذلك مقتل وإصابة عدد من المهربين واستشهاد ضابطين وأربعة جنود.