يتعقّد المشهد الميداني بمدينة الفلوجة، التي أعلنت الحكومة العراقيّة السيطرة عليها قبل عدّة أيّام، وعلى ما يبدو فإنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) استطاع ترتيب صفوفه وأعاد تنظيمها من جديد، ما وسّع من دائرة المعارك في عموم المدينة.
وقال ضابط في الشرطة المحليّة في المدينة لـ"العربي الجديد"، إنّ "رقعة المعارك والاشتباكات في مدينة الفلوجة اتسعت بشكل كبير، لتشمل عموم مناطق المدينة فضلا عن شماليّها، والذي يعدّ مركز تواجد داعش في الفلوجة".
وأشار إلى أنّ "القوات العراقيّة عزّزت يوم أمس تواجدها، بعد وصول قوات عسكرية كبيرة انضمّت للقوات المقاتلة داخل المدينة للسيطرة على الوضع، لكنّ الاشتباكات احتدمت"، موضحا أنّ "القوات العراقيّة كانت تسعى لتحرير شمال المدينة، لكن هذه التطورات استدعت التركيز للمحافظة على وسط المدينة".
الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد أنّ "الاشتباكات احتدمت منذ الأمس في مناطق النزال والسراي والمقبرة وسط الفلوجة"، مبيّنا أنّها "شبه مستمرّة، والقصف المتبادل أوقع خسائر في صفوف الجهتين، فضلا عن الخسائر التي تقع من خلال الاشتباكات".
وأشار إلى أنّ "الدور الأميركي ضعيف جدّا قياسا بالأيّام السابقة، وأنّ عدد الطلعات التي ينفذها طيران التحالف ليس بالمستوى المطلوب، الأمر الذي منح "داعش" فرصة التنقل وتعزيز جيوبه وسط المدينة، وتنفيذ الهجمات وتفجير السيّارات المفخخة".
وقال الساعدي في تصريح صحافي، إنّه "في حال انهار تنظيم داعش في هذا المحور ووصلت القطعات العراقيّة الى حي الجولان (شمالا)، فلن تسمع إطلاقة داخل الفلوجة"، مشيراً الى أنّ "قوات الجيش التي تتحرّك شمالا من حي الشرطة، ولم تدخل بعد منطقة الجغيفي على المشارف الشماليّة للمدينة".
كما بيّن أنّ "معظم عناصر داعش قتلوا واعتقلوا خلال محاولة الهرب مع المدنيين، وبينهم المئات من الأجانب، بينما لم يقتل سوى ستة عناصر من قوات مكافحة الإرهاب"، مرجّحا "حسم المعركة قريبا".