ابتسامة بائع الورد

07 ابريل 2015
قد يحمل أسماء كثيرة من مكان آخر (حسين بيضون)
+ الخط -

لا يملك الفتى (الصورة) غير الورود الحمراء يبيعها لركاب السيارات المارّة على التقاطع البيروتي الشهير. جاء الفتى الذي قد يحمل أسماء كثيرة من مكان آخر. مكان كان اسمه منزل. ترك عائلةً ومدرسةً وجيران وحضناً دافئاً خلفه. لم يتركها بخيار شخصي، ولم يتركها لأنه يحب الورود إلى هذا الحد. تركها لأنه اضطر إلى ذلك.

الحروب لا ترحم. الأذى لا يرحم. الفقر لا يرحم. والجوع لا يرحم. ألم العوز لا يصيب إلا صاحبه والأقربين. ولأن بعض الناس لا يتحملون رؤية أهلهم يجوعون ويعانون، ولأن الحياة تفرض على البعض خيارات لم تكن يوماً في الحسبان، اضطر الفتى إلى ترك كل شيء خلفه والمجيء إلى المدينة. فحمل باقة الورد ليبيع منها إلى أصحاب السيارات المارة، لعلّ النقود القليلة تساهم في التخفيف من وطأة جوع وعوز أولئك الذين يحبهم.

ورغم كلّ ذلك، يحاول الفتى أن يرسم على وجهه ابتسامة. ربما لا تكون هذه الابتسامة حقيقية لكنها كلّ ما يملك اليوم.
دلالات