قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في مقابلة نُشرت يوم الأربعاء، إن إيطاليا ستقدم مقترحاتها لمواجهة التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا إلى الاتحاد الأوروبي في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.
في 21 يوليو/ تموز ، توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تاريخي بشأن خطة للتعافي من فيروس كورونا بقيمة 750 مليار يورو، جاء تمويلها لأول مرة من طريق الديون المشتركة.
ويجب على البلدان المستفيدة من البرنامج، بما فيها إيطاليا، التي ستتلقى 209 مليارات يورو، تقديم خططها الوطنية للتعافي إلى بروكسل، مع التركيز على أولويات مفوضية الاتحاد الأوروبي للتحول البيئي والرقمي، فضلاً عن تحسين القدرة التنافسية.
وصرح كونتي لصحيفة "إلفاتو كوتيديانو"، قائلاً: "نعتزم تقديم خطتنا للتعافي في منتصف أكتوبر. نحن نعمل حالياً على مجموعة مختارة من المقترحات التي تستجيب مباشرةً لمعايير التمويل الأوروبي التي تنطوي على استثمارات وإصلاحات هيكلية لجعل البلاد أكثر تنافسية وقوة".
وتابع كونتي: "سنولي اهتماماً كبيراً للبنية التحتية المادية وغير المادية، ونهدف إلى الاستثمار في المدارس والجامعات والأبحاث. كذلك سننتهز الفرصة لتحسين كفاءة الإدارة العامة والعدالة".
وأقرّت الحكومة الإيطالية في مطلع أغسطس/ آب حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 25 مليار يورو (29 مليار دولار) لإنعاش الاقتصاد المتضرر من أزمة فيروس كورونا.
وكانت إيطاليا أول دولة أوروبية يتفشى فيها الوباء، ما اضطرها إلى فرض إغلاق عام استمرّ أكثر من شهرين، كانت له تداعيات كبيرة على الاقتصاد.
وتتضمن الحزمة التي وافقت عليها الحكومة أكثر من 100 بند، تبدأ من دفع الضرائب المتأخرة على عامين، وصولاً إلى وضع توجيهات بشأن تسريح العمال.
وبموجب الخطة، ستكون هناك مزايا ضريبية أكبر للمناطق الجنوبية في إيطاليا التي تعدّ أقل نمواً من الشمال الصناعي.
والخطة التي تدعو أيضا السفن السياحية إلى استئناف رحلاتها اعتباراً من 15 آب/ أغسطس، والمعارض التجارية لمعاودة نشاطها اعتباراً من أيلول/ سبتمبر، يجب أن يوافق عليها البرلمان الذي تتمتع فيه الحكومة بغالبية.
وهناك بند يتناول تمديد دفع الإعانات الشهرية الطارئة للأسر الفقيرة التي تراوح بين 400 و800 يورو، إضافة إلى مبلغ 500 مليون يورو مخصصة لساعات العمل الإضافية للعاملين في القطاع الصحي.
من جهة أخرى، نزلت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء وعجزت عن اكتساب قوة من صعود قياسي لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأميركي، فيما يخشى مستثمرون أن تعرقل زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا التعافي الاقتصادي الناشئ في القارة.
ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.1 بالمئة، وقاد قطاعا التعدين والنفط والغاز الخسائر. ونزلت أسهم بي.بي وتوتال ورويال داتش شل بين 0.4 وواحد بالمئة مع تراجع أسعار الخام وسط قلق بشأن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة.
وساهمت برامج تحفيز بتريليونات الدولارات وصعود أسهم التكنولوجيا ستاندرد أند بورز 500 على تعزيز الاتجاه الصعودي في السوق يوم الثلاثاء، لكن الشكوك بشأن قوة التعافي الاقتصادي من الأزمة الصحية حدّت من المكاسب في أسواق أخرى.
وفرضت عدة دول في أوروبا قيود سفر جديدة بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا. وقفز سهم مجموعة ميرسك للشحن 5.6 بالمئة، بعد أن أعادت تأكيد توقعات أرباح العام كاملاً عند مستوى أعلى من التوقعات السابقة.