إيطاليا التي لم ينتظرها كثيرون

21 يونيو 2016
إيطاليا تألقت في الدور الأول (Getty)
+ الخط -
إيطاليا إلى الدور الثاني من الباب الرئيسي، من باب صدارة المجموعة، بعد مباراتين فقط حسمت الأمور، في مجموعة كان بعضهم يرى أن إيطاليا ستحتل المركز الثالث فيها أو حتى الأخير.

لطالما كان التشاؤم دافعاً كبيراً للإيطاليين لتقديم أقصى ما عندهم، فكيف إذا كان المدرّب شخصاً من نوعية أنطونيو كونتي.

الصحافيون في إيطاليا، يقولون، الآن، ربما بالغنا في انتقاد المنتخب قبل البطولة، فعملياً دفاعنا مع بوفون هو الأقوى في العالم، دانييلي دي روسي مع استعادة مستواه هو من الأفضل في العالم في مركزه، أنطونيو كاندريفا، أيضاً، من المميزين جداً، هذا يعني أننا نملك نصف فريق مع حارس مرمى، هم من الأفضل في مراكزهم.

في الواقع هذا تحليل منطقي، المنتخب لا يملك نجماً يجذب وحده الأضواء، ربما هذا من نقاط قوته وليس العكس، دي روسي كان واضحاً عندما قال النجم في إيطاليا هو كونتي، أسلوبه وطريقة تحضيره للمباريات تعوّض غياب النجوم الكبار، إيطاليا هذه تشبه كونتى، من بوفون إلى إيدير، اللاعب الذي آمن به كونتى على الرغم من عدم اقتناع أحد بذلك، وربح الرهان بالتأكيد.

بعيداً عما يكتب عن أسلوب إيطاليا غير الممتع، خاصة بالنسبة للمنتخبات التي تواجهها، في أروقة كل المنتخبات المتأهلة، خاصة تلك الكبيرة منها، خشية من مواجهة الأتزوري، لا أحد يتمنى أن يلعب أمام فريق صلب إلى هذا الحد، لا يملك المواهب الكبيرة في الهجوم هذا مؤكد، أساساً، لو إيطاليا هذه تملك في الهجوم نجوماً من وزن روبيرتو باجيو مثلاً، لكان على البقية أن يفكّروا فقط بالمركز الثاني على الأرجح.

الهدف الأول لكونتي تحقّق، خيبة البرازيل صارت فعلاً من الماضي الآن، الحاضر يقول، إن هذا المنتخب يمكنه فعلاً الذهاب بعيداً، ليس مرشحاً كألمانيا، فرنسا وإسبانيا، لكنه يخيف كل هؤلاء، مع مدرّب يحفّز لاعبيه على خوض كل مباراة وكأنها معركة حياة أو موت، تماماً كما يختم اللاعبون النشيد الوطني قبل المباراة، عندما يشاهد الجميع بوفون خاصة، مغمّض العينين يصرخ بصوت عال هو والبقيّة: "نحن جاهزون للموت، فقد نادتنا إيطاليا".

لمتابعة الكاتبة .. https://twitter.com/ShifaaMrad
المساهمون