إيران: ندرس طلب الرئيس اللبناني الإفراج عن نزار زكا

09 يونيو 2019
اعتقل زكا في سبتمبر 2015 (تويتر)
+ الخط -

أكدت السلطات الإيرانية، اليوم الأحد، بشكل رسمي، تلقيها طلباً من الرئيس اللبناني ميشال عون للإفراج عن المواطن اللبناني نزار زكا، الذي يحمل الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة أيضاً، مشيرة إلى أن "الطلب قيد الدراسة وفق الضوابط والمقررات القانونية"، فيما ذكر الأمن العام اللبناني أن مديره العام اللواء عباس إبراهيم، قد غادر اليوم إلى العاصمة الإيرانية لـ"استكمال المساعي لإطلاق سراح زكا".

ونفى المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين اسماعيلي، في حديث لوسائل الإعلام المحلية، أن يكون زكا من ضمن السجناء الإيرانيين المشمولين بعفوٍ أصدره المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم بمناسبة عيد الفطر، بناء على طلب تقدم به رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي لخامنئي للعفو عن هؤلاء السجناء.

وأشار إسماعيلي، في حديثه لوكالة "إيسنا" الإيرانية، إلى أن "السيد نزار زكا تقدم بطلب للإفراج المشروط عنه، ورئيس جمهورية لبنان أيضاً قد طلب المساعدة في ذلك"، موضحاً أن السلطات الإيرانية تقوم بـ"دراسة هذا الطلب وفقاً للمعايير والمقررات القانونية".

وذكر المتحدث الإيراني أنه "بعد الانتهاء من دراسة الملف قضائياً، سيتم الإعلان عن النتيجة"، من دون تحديد موعد لذلك.

واعتقل زكا (51 عاماً)، المقيم في الولايات المتحدة، في أيلول/سبتمبر عام 2015 خلال زيارة لإيران، وحكم عليه في تموز/ يوليو 2016 بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "التجسس" لصالح واشنطن. وقالت طهران حينذاك، إن زكا تربطه "علاقات كثيرة عميقة مع الأوساط العسكرية والاستخبارية الأميركية".

وخلال الانتخابات النيابية اللبنانية عام 2018، قدمت عائلة زكا طلب ترشيح له في محاولة للإضاءة على قضيته، إلا أن اللجنة الانتخابية رفضت الترشيح.


وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أعلنت الثلاثاء الماضي، موافقة السلطات الإيرانية على تسليمها زكا.

وقالت الخارجية اللبنانية في بيان، إنها تبلغت رسمياً من سفير إيران في بيروت "تجاوب السلطات الإيرانية المعنية مع طلب رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون بخصوص العفو بمناسبة عيد الفطر عن اللبناني نزار زكا".



وكانت السلطات الأميركية قد دعت بدورها خلال السنوات الأخيرة إلى الإفراج عن زكا، لكن طهران رفضت ذلك، إلى أن قدّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مبادرة لمبادلة سجناء مع الإدارة الأميركية خلال زيارته الأخيرة لنيويورك في شهر إبريل/نيسان الماضي، اعتبرها المراقبون محاولة من الحكومة الإيرانية لفتح قناة للتواصل مع إدارة ترامب، لكن الأخيرة لم تتجاوب مع المبادرة، مطالبة بالإفراج عن سجنائها لدى إيران فوراً.

وحول ما إذا كان سيتم مبادلة زكا مع سجين إيراني أو هناك شروط للافراج عنه، قال المتحدث باسم السلطة القضائية لوكالة "فارس" الإيرانية، إنه "ستتم دراسة موضوع الإفراج عن زكا بشكل خاص، ولم تحدد بعد شروط لذلك".

واتهمت طهران زكا بأنّه "كان ينوي تنفيذ مشاريع لاختراق المجتمع الإيراني، بالتعاون مع السلطات الأميركية"، فيما تنفي عائلته هذه الاتهامات باستمرار.

وإثر اختفائه، تولّت وسائل إعلام إيرانية ترويج "دعم زكا لتحالف قوى 14 آذار في لبنان، وتقرّبه من مسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت"، إلى أن أكدت طهران رسمياً خبر اعتقاله، وقالت السلطات إنه متهم بارتباطه بـأجهزة أمنية وعسكرية أميركية، كانت تدعمه لتنفيذ بعض المخططات في البلاد.

ونفت عائلة زكا أن يكون ابنها "جاسوساً أميركياً". وقالت العائلة في بيان صدر في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إنها فوجئت بخبر اعتقاله، مؤكدة أنه "يحمل الجنسية اللبنانية ولا يحمل أي جنسية أخرى، ولا تربطه بأي مؤسسة عسكرية أو أمنية أو استخبارية أميركية أو غير أميركية أي علاقة، ولم يعمل يوماً لديها أو لحسابها".

المساهمون