18 مايو 2016
إيران: لا حرب ولاسلم
حسام الطائي (العراق)
يزداد الصراع العربي الإيراني تأزما بسبب السياسة الإيرانية العبثية المتبعة في الخليج والمنطقة، خصوصاً بعد الثورات العربية، حيث وجدت إيران فُرصتها للإختراق وزرع الخلايا الإرهابية التي ساهمت في زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية.
بعدما بدأت مواجهات مُباشرة للقضاء على هذه الخلايا والسياسات العبثية، ووصول هذه المواجهة الى أقصاها في قطع العلاقات بين دول الخليج وإيران، يُمكن طرح سؤال: هل ينفع الحوار مع إيران، والاتفاق على إيقاف تدخلاتها في الدول العربية؟
للإجابة: يمكننا العودة إلى الخلف قليلا، لرؤية أولى مراحل التدخل الإيراني، بعد احتلال العراق عام 2003، حيث ظهرت سياسات التحريض الطائفي والاحتلال الفكري لابتلاع العراق، وجعله دولة مُضطربة وفاشلة مع إدخاله في حروب أهلية تؤدي إلى تقسيمه. حينها بدأت الدول العربية بالتحذير والتنديد بهذه السياسة تجاه العراق.
المرحلة الثانية من التدخل الإيراني كانت مع انطلاق الثورات العربية، حيث استغلت إيران سقوط الأنظمة والضعف الأمني لبناء الخلايا الإرهابية، ودعمها بالمال والسلاح، لتنفذ عمليات ضد الحكومات الجديدة وحكومات الدول المستقرة، في حين أن المرحلة الثالثة كانت في اليمن، وهي الأكثر خطراً، لأن التدخل الإيراني لم يقف عند حدود الدولة، بل تجاوزها، لتبدأ مليشيا الحوثي، وبتوجيه إيراني، بإطلاق تهديدات الحرب ضد السعودية، وتحريك منصات الصواريخ بعيدة المدى، وتحشيد آليات الجيش اليمني على الحدود، مع إدخال كثيرين من عناصر الحرس الثوري ومليشيا حزب الله، ليعملوا مستشارين وقياديين لإدارة الحرب، مُشكلة تهديداً للأمن القومي الخليجي.
بالعودة إلى السؤال، نجيب: لن ينفع الحوار والاتفاق مع إيران، لأنها لن توقف تدخلاتها، وبالتالي، سيكون الحل هو حالة "اللاحرب واللاسلم"، مُترافقة بتخفيض العلاقات الدبلوماسية أو قطعها نهائياً، والاستعداد المُستمر لأي عمل عسكري، خصوصاً مع استمرار تهديدات المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية. وهذا الحل يُشبه حالة اليابان وروسيا التي احتلت جزر الكوريل اليابانية، فلا حرب ولاسلم بينهما، مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكذلك حالة الهند وباكستان وخلافهما على إقليم كشمير، فمُنذ عام 1947، لا حرب ولاسلم مع تهديدات مُستمرة بينهما، بالتالي، فإن الاستعداد العربي الدائم للحرب، وعدم تحقيق السلام مع إيران أفضل الحلول.
بعدما بدأت مواجهات مُباشرة للقضاء على هذه الخلايا والسياسات العبثية، ووصول هذه المواجهة الى أقصاها في قطع العلاقات بين دول الخليج وإيران، يُمكن طرح سؤال: هل ينفع الحوار مع إيران، والاتفاق على إيقاف تدخلاتها في الدول العربية؟
للإجابة: يمكننا العودة إلى الخلف قليلا، لرؤية أولى مراحل التدخل الإيراني، بعد احتلال العراق عام 2003، حيث ظهرت سياسات التحريض الطائفي والاحتلال الفكري لابتلاع العراق، وجعله دولة مُضطربة وفاشلة مع إدخاله في حروب أهلية تؤدي إلى تقسيمه. حينها بدأت الدول العربية بالتحذير والتنديد بهذه السياسة تجاه العراق.
المرحلة الثانية من التدخل الإيراني كانت مع انطلاق الثورات العربية، حيث استغلت إيران سقوط الأنظمة والضعف الأمني لبناء الخلايا الإرهابية، ودعمها بالمال والسلاح، لتنفذ عمليات ضد الحكومات الجديدة وحكومات الدول المستقرة، في حين أن المرحلة الثالثة كانت في اليمن، وهي الأكثر خطراً، لأن التدخل الإيراني لم يقف عند حدود الدولة، بل تجاوزها، لتبدأ مليشيا الحوثي، وبتوجيه إيراني، بإطلاق تهديدات الحرب ضد السعودية، وتحريك منصات الصواريخ بعيدة المدى، وتحشيد آليات الجيش اليمني على الحدود، مع إدخال كثيرين من عناصر الحرس الثوري ومليشيا حزب الله، ليعملوا مستشارين وقياديين لإدارة الحرب، مُشكلة تهديداً للأمن القومي الخليجي.
بالعودة إلى السؤال، نجيب: لن ينفع الحوار والاتفاق مع إيران، لأنها لن توقف تدخلاتها، وبالتالي، سيكون الحل هو حالة "اللاحرب واللاسلم"، مُترافقة بتخفيض العلاقات الدبلوماسية أو قطعها نهائياً، والاستعداد المُستمر لأي عمل عسكري، خصوصاً مع استمرار تهديدات المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية. وهذا الحل يُشبه حالة اليابان وروسيا التي احتلت جزر الكوريل اليابانية، فلا حرب ولاسلم بينهما، مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكذلك حالة الهند وباكستان وخلافهما على إقليم كشمير، فمُنذ عام 1947، لا حرب ولاسلم مع تهديدات مُستمرة بينهما، بالتالي، فإن الاستعداد العربي الدائم للحرب، وعدم تحقيق السلام مع إيران أفضل الحلول.
مقالات أخرى
17 ابريل 2016
06 ابريل 2016
30 مارس 2016