اتجهت إيران خلال الفترة الأخيرة إلى إغراء آلاف العراقيين من أجل جذبهم للسياحة والتسوق والاستثمار وتحريك عجلة أسواقها الراكدة، عبر توظيف الدين من خلال دعوة عشرات الآلاف لقضاء عطلاتهم في إيران وزيارة الأضرحة والمعالم الدينية بل وعملت على جلب أموال العراقيين للاستثمار في العديد من القطاعات.
وحسب محللين، فإنه مع استمرار تدهور الوضع الأمني في بلادهم يبحث العراقيون عن فرصة للخلاص من القتل الذي صار يهدد الجميع بلا توقف منذ الاحتلال الأميركي عام 2003، وفيما اتخذ البعض مناطق في العراق تعتبر آمنة نسبياً، كإقليم كردستان (شمال العراق)، مستقراً لهم بعد هربهم من مناطقهم جراء أعمال العنف والحروب، بدأ آلاف العراقيين البحث عن فرصة عيش آمن، في مكان آخر قريب منهم قدم لهم الكثير من التسهيلات وهو إيران.
فرصة لتحريك الاقتصاد
ووجدت إيران، الجارة الشرقية للعراق، في الوضع الأمني المضطرب في معظم مدن العراق فرصة لجذب مواطنيها لتحريك حالة الركود الاقتصادي التي تعاني منها طهران وتدوير حركة الاستثمار بفتح الأبواب أمامهم للسياحة والاستثمار، حسب المحللين.
وما يساهم في رفع أعداد الراغبين في التوجه إلى إيران، مليشيات الحشد الشعبي العراقية التي
يحثها رجال دين على زيارة طهران بما فيها من فوائد دنيوية ودينية على حد وصف أحدهم.
وتعليقاً على هذه الظاهرة، يرى المحلل الاستراتيجي العراقي، محمد أمين، في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن "إيران من خلال الأعداد الهائلة من العراقيين الذين يفدون لزيارتها تستفيد كثيراً في وقت تحتاج إلى أكبر كمية من العملة الصعبة للظروف التي تعانيها من جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي".
ولفت أمين النظر إلى أن إيران تمكنت من تحويل وجهة السياحة والاستثمار بالنسبة للعراقيين نحوها بنسبة كبيرة، مستغلة الظرف الذي يمر به العراق والمنطقة". وتابع: "الكلفة المرتفعة للسفر إلى الأردن والأوضاع الأمنية في سورية وعدم استقرار مصر حرمت العراقيين من السفر لهذه البلدان التي كانت وجهتهم الأهم في سنين سابقة".
وأضاف أمين، أن إيران "عملت بشكل مكثف لجذب العراقيين، ونجحت بذلك، وصار بعض العراقيين يقيمون فيها هرباً من الإرهاب وانعدام الأمن، والأمر ذاته شجع أصحاب رؤوس الأموال من العراقيين على تحويل أموالهم إلى إيران والاستثمار هناك".
وختم أمين قوله إنه "في كل تلك الحالات نجد أن إيران الرابح الوحيد من كل ما يجري في العراق ودول المنطقة".
اجراءات أمنية واقتصادية
وحول نفس الظاهرة، قال المستشار الاقتصادي لمركز بغداد المالي (منظمة محلية مستقلة)، علي هاني العدناني، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف جذب إيران لرؤوس الأموال العراقية بات ذا طابعين سياسي واقتصادي في نفس الوقت، وهناك من يتحكم بهذا الملف ويتم استبعاد من يحاول وقف هذه الظاهرة من المسؤولين".
وأوضح العدناني أنه خلال عام 2015 هاجرت أكثر من تسعة مليارات دولار من العراق إلى إيران عبر المشاريع التي تفتتح هناك وغالبيتها في المحافظات الإيرانية التي تحوي على أضرحة فضلا عن السياحة الدينية والرحلات العلاجية للعراقيين كما شكلت السنوات التي قبلها
عامل إنقاذ لاقتصاد إيران المتهاوي حينها بسبب العقوبات الغربية على برنامجها النووي". وأضاف، أن "جهات سياسية ومن أجل إرضاء إيران متورطة في هذا الموضوع".
وحسب عراقيين سافروا إلى إيران، يتجه الشباب إلى طهران في زيارات سياحية وبعضهم يذهب من أجل الحصول على فرصة عمل أو الاستثمار هناك في حالة توافر رؤوس أموال لهم، وذلك هرباً من الاضطرابات الأمنية التي يعاني منها العراق.
ولوحظ في خلال لقاءات مع مقاتلي المليشيات وهم بعشرات الآلاف ينصح قياداتهم ورجال الدين باستغلال الإجازات في السفر إلى إيران؛ وذلك لمزايا متعددة، كما يقول مقاتلون في مليشيات الحشد الشعبي، تحدثوا لمراسل "العربي الجديد".
وفي هذا السياق، يقول المقاتل في صفوف الحشد الشعبي عبد العزيز الربيعي، لـ"العربي الجديد"، "أقضي ما يترواح بين 4 و6 إجازات سنوياً في إيران" وبالرغم من إنه متطوع لا يتقاضى أجراً من قتاله، لكنه ينفق حوالي 500 دولار في كل رحلة إلى إيران، حسب تعبيره.
وأضاف أن "الذهاب إلى إيران مفيد بالنسبة لي ولغيري، هناك أزور الأضرحة الدينية، وأستجم وأتسوق، إيران بلد جميل وأسعار المعيشة فيها زهيدة".
وتابع الربيعي "بالنسبة لي لا أملك مالاً يعينني على تلك الرحلات ولكن أقاربي وأصدقائي يدفعون تكاليف سفراتي، إنهم يحترمونني كثيراً كوني متطوعاً للقتال امتثالاً لأمر المرجعية (فتوى المرجع علي السيستاني)".
تنمية السياحة الدينية
وكان السيستاني، أفتى صيف 2014 بـ "الجهاد الكفائي" لقتال تنظيم "داعش" الذي سيطر حينها على الموصل وتمدد في سيطرته لمدن أخرى. ونتيجة الفتوى تطوع عشرات الآلاف من العراقيين، بأعمار مختلفة، بينهم كبار السن، وتأسست وفقاً لذلك قوات "الحشد الشعبي" وانضمت إليها كافة المليشيات التي ظهرت في العراق بعد غزوه في 2003.
وزيارة الأضرحة غاية مهمة لدى زوار إيران، وقد سعت إيران لجعل مدنها جاذبة للسياحة الدينية من خلال الاهتمام ببناء الأضرحة بأسلوب جاذب، وتوفير كل ما من شأنه أن يشد الزائر، من توفير أماكن استراحة وفنادق وأسواق في المناطق التي تحتوي على تلك الأضرحة.
وحسب تقارير رسمية إيرانية، تشتهر إيران بوجود عدد من الأضرحة التي اعتنت إيران
بإعمارها في خلال السنوات العشر الماضية، ففي مدينة مشهد، التي تعتبر أهم المدن الإيرانية كونها تضم مرقد الإمام علي الرضا بن موسى بن جعفر من أحفاد الإمام علي بن أبي طالب، كما تضم "قدك كاه" (موضع قدم الإمام علي الرضا) ومتحف الإمام الرضا ومضيف الإمام الرضا وغيره من المعالم الدينية.
وقال المتخرج من الحوزة العلمية في النجف بالعراق، حسين الموسوي، لـ"العربي الجديد"، "إن زيارة إيران ذات محاسن عديدة، فهي بلد مسلم يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي". وأشار إلى أنه ينصح كذلك بـ"الاستثمار فيه لمن يستطيع ذلك؛ فهو بلد مسلم والاستثمار فيه يعود بفائدته على المسلمين، لاسيما أنه يعتمد النظم الإسلامية في تعاملاته بمجال العمل المصرفي مبتعداً عن معاملات الربا التي يحرمها الشرع".
أضاف "أستمر بنصح الناس، والمقاتلين في صفوف الحشد الشعبي من خلال مواعظي بالسفر إلى إيران، ومحاولة الاستمتاع بأجواء مدنها وزيارة الأماكن الدينية". واستطرد "ولا ننسى أنه بلد يتمتع بالأمان، أيضاً من السهل الحصول على تأشيرة الدخول والإقامة فيه، وهو ما لا يتوافر في بلدان أخرى".
وحسب ما تؤكده تقارير رسمية عراقية، فإن الآلاف يذهبون إلى إيران يومياً لزيارة الأماكن المقدسة، وتتضاعف الأعداد في العطل والمناسبات الدينية.
فرصة لتحريك الاقتصاد
ووجدت إيران، الجارة الشرقية للعراق، في الوضع الأمني المضطرب في معظم مدن العراق فرصة لجذب مواطنيها لتحريك حالة الركود الاقتصادي التي تعاني منها طهران وتدوير حركة الاستثمار بفتح الأبواب أمامهم للسياحة والاستثمار، حسب المحللين.
وما يساهم في رفع أعداد الراغبين في التوجه إلى إيران، مليشيات الحشد الشعبي العراقية التي
وتعليقاً على هذه الظاهرة، يرى المحلل الاستراتيجي العراقي، محمد أمين، في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن "إيران من خلال الأعداد الهائلة من العراقيين الذين يفدون لزيارتها تستفيد كثيراً في وقت تحتاج إلى أكبر كمية من العملة الصعبة للظروف التي تعانيها من جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي".
ولفت أمين النظر إلى أن إيران تمكنت من تحويل وجهة السياحة والاستثمار بالنسبة للعراقيين نحوها بنسبة كبيرة، مستغلة الظرف الذي يمر به العراق والمنطقة". وتابع: "الكلفة المرتفعة للسفر إلى الأردن والأوضاع الأمنية في سورية وعدم استقرار مصر حرمت العراقيين من السفر لهذه البلدان التي كانت وجهتهم الأهم في سنين سابقة".
وأضاف أمين، أن إيران "عملت بشكل مكثف لجذب العراقيين، ونجحت بذلك، وصار بعض العراقيين يقيمون فيها هرباً من الإرهاب وانعدام الأمن، والأمر ذاته شجع أصحاب رؤوس الأموال من العراقيين على تحويل أموالهم إلى إيران والاستثمار هناك".
وختم أمين قوله إنه "في كل تلك الحالات نجد أن إيران الرابح الوحيد من كل ما يجري في العراق ودول المنطقة".
اجراءات أمنية واقتصادية
وحول نفس الظاهرة، قال المستشار الاقتصادي لمركز بغداد المالي (منظمة محلية مستقلة)، علي هاني العدناني، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف جذب إيران لرؤوس الأموال العراقية بات ذا طابعين سياسي واقتصادي في نفس الوقت، وهناك من يتحكم بهذا الملف ويتم استبعاد من يحاول وقف هذه الظاهرة من المسؤولين".
وأوضح العدناني أنه خلال عام 2015 هاجرت أكثر من تسعة مليارات دولار من العراق إلى إيران عبر المشاريع التي تفتتح هناك وغالبيتها في المحافظات الإيرانية التي تحوي على أضرحة فضلا عن السياحة الدينية والرحلات العلاجية للعراقيين كما شكلت السنوات التي قبلها
وحسب عراقيين سافروا إلى إيران، يتجه الشباب إلى طهران في زيارات سياحية وبعضهم يذهب من أجل الحصول على فرصة عمل أو الاستثمار هناك في حالة توافر رؤوس أموال لهم، وذلك هرباً من الاضطرابات الأمنية التي يعاني منها العراق.
ولوحظ في خلال لقاءات مع مقاتلي المليشيات وهم بعشرات الآلاف ينصح قياداتهم ورجال الدين باستغلال الإجازات في السفر إلى إيران؛ وذلك لمزايا متعددة، كما يقول مقاتلون في مليشيات الحشد الشعبي، تحدثوا لمراسل "العربي الجديد".
وفي هذا السياق، يقول المقاتل في صفوف الحشد الشعبي عبد العزيز الربيعي، لـ"العربي الجديد"، "أقضي ما يترواح بين 4 و6 إجازات سنوياً في إيران" وبالرغم من إنه متطوع لا يتقاضى أجراً من قتاله، لكنه ينفق حوالي 500 دولار في كل رحلة إلى إيران، حسب تعبيره.
وأضاف أن "الذهاب إلى إيران مفيد بالنسبة لي ولغيري، هناك أزور الأضرحة الدينية، وأستجم وأتسوق، إيران بلد جميل وأسعار المعيشة فيها زهيدة".
وتابع الربيعي "بالنسبة لي لا أملك مالاً يعينني على تلك الرحلات ولكن أقاربي وأصدقائي يدفعون تكاليف سفراتي، إنهم يحترمونني كثيراً كوني متطوعاً للقتال امتثالاً لأمر المرجعية (فتوى المرجع علي السيستاني)".
تنمية السياحة الدينية
وكان السيستاني، أفتى صيف 2014 بـ "الجهاد الكفائي" لقتال تنظيم "داعش" الذي سيطر حينها على الموصل وتمدد في سيطرته لمدن أخرى. ونتيجة الفتوى تطوع عشرات الآلاف من العراقيين، بأعمار مختلفة، بينهم كبار السن، وتأسست وفقاً لذلك قوات "الحشد الشعبي" وانضمت إليها كافة المليشيات التي ظهرت في العراق بعد غزوه في 2003.
وزيارة الأضرحة غاية مهمة لدى زوار إيران، وقد سعت إيران لجعل مدنها جاذبة للسياحة الدينية من خلال الاهتمام ببناء الأضرحة بأسلوب جاذب، وتوفير كل ما من شأنه أن يشد الزائر، من توفير أماكن استراحة وفنادق وأسواق في المناطق التي تحتوي على تلك الأضرحة.
وحسب تقارير رسمية إيرانية، تشتهر إيران بوجود عدد من الأضرحة التي اعتنت إيران
وقال المتخرج من الحوزة العلمية في النجف بالعراق، حسين الموسوي، لـ"العربي الجديد"، "إن زيارة إيران ذات محاسن عديدة، فهي بلد مسلم يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي". وأشار إلى أنه ينصح كذلك بـ"الاستثمار فيه لمن يستطيع ذلك؛ فهو بلد مسلم والاستثمار فيه يعود بفائدته على المسلمين، لاسيما أنه يعتمد النظم الإسلامية في تعاملاته بمجال العمل المصرفي مبتعداً عن معاملات الربا التي يحرمها الشرع".
أضاف "أستمر بنصح الناس، والمقاتلين في صفوف الحشد الشعبي من خلال مواعظي بالسفر إلى إيران، ومحاولة الاستمتاع بأجواء مدنها وزيارة الأماكن الدينية". واستطرد "ولا ننسى أنه بلد يتمتع بالأمان، أيضاً من السهل الحصول على تأشيرة الدخول والإقامة فيه، وهو ما لا يتوافر في بلدان أخرى".
وحسب ما تؤكده تقارير رسمية عراقية، فإن الآلاف يذهبون إلى إيران يومياً لزيارة الأماكن المقدسة، وتتضاعف الأعداد في العطل والمناسبات الدينية.