إيران تنفي التفاوض مع واشنطن: لا نعول على بايدن

07 يونيو 2020
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -
نفت الحكومة الإيرانية، اليوم الأحد، إجراءها "تفاوضا مباشرا" مع واشنطن لإنجاز صفقة تبادل سجناء، أخيرا، مؤكدة أن الصفقة جاءت لأسباب "إنسانية"، معلنة أنها لا "تعول على ما بعد دونالد ترامب".

وجاء هذا الموقف على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قائلا إن سويسرا قامت بدور الوسيط لإنجاز الصفقة، مشيرا إلى احتجاز مواطنين إيرانيين في الولايات المتحدة لأسباب "غير قانونية وواهية بذريعة الالتفاف على العقوبات الأميركية وانتهاكها".

وأكد موسوي، وفقا للتلفزيون الإيراني، أن بلاده ستوظف طاقاتها كافة للإفراج عن هؤلاء الإيرانيين بمساعدة الحكومة السويسرية.

إلى ذلك، أكد المتحدث الإيراني أن طهران "لم تغادر طاولة التفاوض بل الأميركيون هم من قاموا بذلك من خلال نقض تعهداتهم والقرار 2231 الأممي"، مقللا من أهمية تأثير فشل ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من خلال القول إنه "لا نتصور بأن بقاء ترامب أو ذهابه سيؤدي إلى تطور خاص"، في إشارة واضحة إلى خيبة أمل إيرانية من احتمال وقوع انفراجة في الأزمة مع واشنطن في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في هذه الانتخابات، المزمع إجراؤها يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

من جهته، هاجم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأميرال علي شمخاني، السياسات الأميركية تجاه بلاده، قائلا في تغريدة، اليوم الأحد، إن "الأغبياء الذين كانوا بصدد فرض حصار علينا، اليوم باتوا أنفسهم في حصار بسبب اقتدار إيران" حسب تعبيره، معتبرًا أن "استجداء ترامب وهوك من أجل التفاوض مع جمهورية إيران الإسلامية خير دليل على ذلك".

وأضاف المسؤول الإيراني أن الناقلات الإيرانية الخمس، التي توجهت أخيرا لفنزويلا في طريق عودتها إلى إيران بعد تفريغ شحناتها من الوقود، "دليل على فاعلية استراتيجية المقاومة النشطة" لإيران، التي أعلنت سابقا أنها تتبناها ردا على استراتيجية الضغوط القصوى الأميركية، التي تمارسها واشنطن منذ انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018.

وكانت طهران قد أفرجت الأسبوع الماضي، عن العسكري الأميركي السابق في السلاح البحري مايكل وايت، المعتقل في إيران منذ يوليو/ تموز 2018، مقابل إطلاق واشنطن سراح الطبيب الإيراني مجيد طاهري، المحتجز في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام على خلفية اتهامه بالالتفاف على العقوبات الأميركية ضد طهران.
وجاء ذلك بعد أيام على إفراج واشنطن عن عالم إيراني آخر، يدعى سيروس عسكري، اعتقل عام 2016 بتهمة سرقة وثائق تجارية.

وفي تعليقه على الصفقة، وجه الرئيس الأميركي الشكر لإيران مرتين، في تغريدات، داعيا إياها إلى التفاوض للوصول إلى "اتفاق كبير"، مخاطبا إياها بالقول: "لا تنتظروا حتى ما بعد الانتخابات (الرئاسية الأميركية) لإنجاز ذلك الاتفاق الكبير.. الآن يمكنكم إنجاز اتفاق أفضل".

إلا أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أكد أن الصفقة الأخيرة لم تأت في إطار تفاوض مباشر، مشددا على أنه "لن يحصل أي تفاوض مع أميركا مستقبلا".
كما أن وزير الخارجية الإيراني رد على تصريحات ترامب بالتأكيد أن بلاده "لم تغادر" طاولة التفاوض، محملا الأميركيين مسؤولية الانسحاب الأميركي من الاتفاق من خلال اتهامهم بـ"مقامرة حمقاء"، متجنبا مهاجمة ترامب.


وربط ظريف التفاوض مع واشنطن بإصلاح "خطأ" الانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات، قائلا "الأمر يرتبط بك، وهو متى تصلح ذلك الخطأ".