أعلن المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية في إيران، تنفيذ حكم الإعدام بحق "العميل محمود موسوي مجد"، فجر اليوم الإثنين، والذي كان يعمل لصالح أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، بحسب السلطة.
وجاء تنفيذ الحكم بعدما كشف المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، في التاسع من الشهر السابق، عن إصدار حكم بالإعدام بحق محمود موسوي مجد، قال إنه عمل لصالح أجهزة الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه". وأضاف إسماعيلي أن مجد كان يتجسس على قوات "فيلق القدس" و"يرصد تحركات الفريق قاسم سليماني ويزود العدو بأماكن وجوده وتنقلاته"، مشيراً إلى أنه كان يتقاضى 5 آلاف دولار شهرياً مقابل التجسس.
وكان مجد قد اعتقل على يد "حزب الله" اللبناني، وتم تسليمه لإيران قبل عامين من اغتيال سليماني، حيث أكدت السلطة القضائية أنه لم تكن له علاقة بالاغتيال.
وعمل مجد مع "فيلق القدس" الإيراني في سورية لسنوات عدة، وبحسب وسائل إعلام مقربة من "الحرس الثوري" الإيراني، فإن عائلته هاجرت إلى سورية في سبعينيات القرن الماضي قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، مشيرة إلى أنه كان يتقن اللغتين العربية والإنكليزية، وعمل مترجماً في شركة في سورية كانت على علاقة مع إيران.
مجد هو ثاني شخص يُعدم خلال الأسبوعين الأخيرين بتهمة العمالة للاستخبارات الأميركية والإسرائيلية
وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، اليوم الإثنين، أن مجد، بسبب إتقانه اللغة العربية ومعرفته بالجغرافيا السورية، أصبح يعمل لدى قوات "فيلق القدس" الإيراني في سورية، و"تولى مسؤوليات في مجموعات (إيرانية) كانت تنشط من إدلب حتى اللاذقية"، مشيرة إلى أنه "لم يكن عضواً تنظيمياً في الحرس الثوري، لكنه كمترجم تمكن من الوصول إلى مواقع حساسة". وأضافت الوكالة أن موسوي مجد كان قد سرّب للاستخبارات الأجنبية معلومات عن الوحدات العسكرية الإيرانية في سورية، والمعدات العسكرية، وأجهزة الاتصال، والقادة الإيرانيين هناك، من ضمنهم الجنرال سليماني وتنقلاتهم ومناطق وجود القواعد الإيرانية.
وفي وقت سابق، نشرت قناة "بي بي سي" البريطانية، تقريراً عن مجد، قالت فيه إن ملفه "مليء بالألغاز"، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع أصدقائه في سورية، وهم نفوا تهمة التجسس عنه، مرجعين اعتقاله وتهمة التجسس إلى "تصفية حسابات مجموعة متنفذة من القادة العسكريين الإيرانيين في سورية مع مجد". كما نقلت القناة عن والد مجد تأكيده أن ابنه كان قد أنهى عمله مع الإيرانيين في سورية قبل فترة من اعتقاله، إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من "الحرس الثوري" نفت صحة رواية "بي بي سي"، مؤكدة أنه "كان جاسوساً".
وفي تقرير، نشرته اليوم الإثنين، نفت وكالة "نورنيوز" صحة التقارير التي تتداولها وسائل إعلام أجنبية وإيرانية معارضة عن مجد، مشيرة إلى أن "الصور والأفلام المسجلة عنه تظهر أنه على عكس ملامحه التي تعكس وجهاً متديناً، كان يتناول الخمر ويقضي معظم أوقاته في ملاهٍ بلبنان".
يشار إلى أن مجد هو ثاني "عميل" يُعدم خلال الأسبوعين الأخيرين بتهمة العمالة للاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، حيث أكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، الثلاثاء الماضي، تنفيذ حكم الإعدام على "رضا عسغري الموظف المتقاعد بوزارة الدفاع، بتهمة التجسس على الأنشطة الصاروخية" في البلاد.
وقال إسماعيلي إن "عسغري كان قد تقاعد خلال العام 2017 قبل موعده، وبعد التقاعد ارتبط بجهاز الاستخبارات المركزية الأميركي، وبسبب معرفته بالأنشطة الصاروخية الإيرانية، باع معلومات لـ"سي آي أيه" مقابل تلقي أموال". وشدد إسماعيلي على أن السلطة القضائية الإيرانية "لا تجامل أحداً ولا تساوم على أمن البلاد".