إيران تتهم واشنطن بزيادة التوتر عبر دعمها الاحتجاجات... وتعتبر حكومة الحوثيين "شرعية"

25 نوفمبر 2019
اتّهام دول بتقديم دعم أمني "لمثيري الشغب"(عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت الخارجية الإيرانية أنها ترفض بشدة "التدخلات الأجنبية" في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران، داعية "الدول المتورطة في ذلك" إلى تحمّل مسؤولياتها، متهمة واشنطن بالسعي لزيادة التوترات مع طهران عبر دعمها الاضطرابات الأمنية الأخيرة، مع القول إن البلاد تعترف بـ"حق التظاهر والاحتجاج السلمي"، لكنها أكدت أن "الشغب أمر منفصل وشاركت مجموعات مسلحة وإرهابية في أحداث الشغب الأخيرة".

وجاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الإثنين، معتبراً "دعم الشغب تدخلاً في شؤون إيران، في إطار سياسة الضغوط الأميركية القصوى"، متهماً دولاً لم يسمّها بتقديم "دعم أمني لمثيري الشغب".

وندّد موسوي بالتصريحات الأميركية حول الاحتجاجات في بلاده، واصفاً إياها بـ"تدخلات لا تنم عن الصداقة مع الشعب الإيراني"، معرباً عن استغرابه "تراجع مستوى السياسة الخارجية لدولة يدعو وزير خارجيتها والمتحدثون باسمها، الناس لتسجيل أعمال الشغب وعمليات إحراق البنوك والمؤسسات وإرسال ذلك لهم"، وذلك في إشارة إلى المسؤولين الأميركيين.

وعن خيارات بلاده في مواجهة "هذه الضغوط والتهديدات"، بحسب قوله، أشار موسوي إلى اعتزام طهران التصدي لها، واتخاذ خطوات لتوثيقها ومتابعتها حقوقياً وقانونياً في الأوساط الدولية.

حكومة الحوثيين "شرعية"

وتعقيبا على سؤال حول احتجاج الجامعة العربية على خطوة إيران تسليم السفارة اليمنية إلى إبراهيم الديلمي، الذي عيّنته جماعة الحوثيين سفيراً لليمن لدى طهران، واعترافها بهم كسلطة شرعية من خلال ذلك، قال موسوي: "لا نرفض ولا نؤيد هذا الانتقاد"، مشيراً إلى أن "الحكومة المستقرّة في صنعاء هي حكومة شرعية، تتفاوض معها دول مختلفة منها الأوروبيون والأمم المتحدة".

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه "من الطبيعي أن توفد الدول سفراءها، وإيران تقبل بهم، وتتعامل معهم كدول صديقة".


تجاوب إقليمي: "هرمز للسلام"

وعرّج موسوي على التحالف العسكري الدولي البحري في مياه الخليج، الذي بدأ نشاطه قبل نحو شهر بقيادة الولايات المتحدة، قائلاً إن بلاده ترفض "أي دور للدول الأجنبية في المنطقة"، معتبراً أن ذلك يتسبب في زيادة التوترات والاضطرابات.

وفيما دعا دول المنطقة إلى المساهمة في تأمين أمنها، اعتبر أن "الأمن لا يُشترى ولا يُستورد"، مشيراً إلى مشروع بلاده بعنوان "هرمز للسلام"، ليدعو مجدداً دول الخليج إلى الانخراط فيه لتأمين أمن المنطقة.

وكشف أن ثلاث دول ردّت بشكل إيجابي على المشروع الإيراني، من دون تسميتها، قائلاً إن بقية الدول تعمل على دراسة الخطة.

وشدد على أن طهران ترحّب بخفض التوترات في المنطقة، مشيراً إلى زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه إلى إيران، الأسبوع الماضي، ولقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين، قائلاً إن الزيارة تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.


زيارة بنس

وتعليقاً على زيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، لإقليم كردستان العراق، من دون زيارة العاصمة العراقية بغداد، رفض موسوي هذه الخطوة الأميركية، معتبراً إياها "مناورة إعلامية غير مجدية".

وفيما اعتبر المتحدث الإيراني أن بنس تجاوز الأعراف الدبلوماسية، دعا إلى أن تكون العلاقات عبر بغداد، رافضاً أن يؤثر الإجراء على علاقات طهران مع الإقليم، ليؤكد أنها تتمتع بعلاقات جيدة مع بغداد وأربيل.

اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي

وفي جانب آخر من مؤتمره الصحافي، تطرّق موسوي إلى تطورات الاتفاق النووي، معتبراً "الدعم اللفظي الأوروبي" للاتفاق النووي "مرفوضاً"، داعياً أوروبا إلى القيام بمسؤولياتها تجاه الاتفاق، كاشفاً أن اللجنة المشتركة للدول الأعضاء في الاتفاق النووي ستلتئم في السادس من ديسمبر/كانون الأول المقبل في فيينا على مستوى مساعدي وزراء الخارجية.