ومن الضحايا القيادي البارز في "الحرس الثوري" الإيراني، العميد ناصر شعباني، الذي شغل مناصب قيادية مهمة في الحرس خلال 37 عاماً من عمله في هذه المؤسسة العسكرية الإيرانية.
ويعد شعباني هو ثالث قيادي بارز في الحرس الإيراني يقتله فيروس كورونا. فقد أعلن، أمس الخميس، عن وفاة العقيد محمود بلارك، رئيس عمليات مقر "القدس" بالقوات البرية التابعة لـ"الحرس الثوري". كما سبق أن ذاع نبأء وفاة النائب الأسبق لرئيس الدائرة السياسية بالحرس، فرزاد تذري، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وبحسب البيانات الجديدة، فإن طهران لا تزال تتصدر قائمة المصابين، بعد تسجيل 303 حالات جديدة فيها، تليها محافظة مازندران، شمالي البلاد، بـ192 إصابة جديدة، ومن ثم محافظتا أصفهان وخراسان الرضوية بـ110 حالات في كل منهما.
ومن بين المصابين بكورونا عدد من المسؤولين والشخصيات الإيرانية، آخرهم مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، الذي أعلن عن إصابته بالفيروس مساء أمس، الخميس.
في سياق متّصل، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، اليوم الجمعة، تأسيس مقر "الإمام الرضا" الصحي لمواجهة كورونا، مشيراً إلى إجراء عملية فحص ورصد لجميع الإيرانيين خلال الأيام العشرة المقبلة.
وأوضح أن "من ليس مشتبهاً بإصابته بكورونا سيبقى في المنزل وفقاً لبروتوكولات صحية محددة، والمشتبه في إصابتهم سيتم نقلهم إلى المصحات والمراكز الصحية"، مضيفاً أن "القوات المسلحة ستساعد الحكومة من خلال تخصيص ألف مصحة ثابتة ومتجولة".
وأشار رئيس هيئة الأركان الإيرانية إلى وجود "قرار وطني لتقييد حركة التنقل في الطرقات والمتاجر والشوارع"، مشدداً على بدء ذلك خلال الساعات الـ24 المقبلة، في تدبير يشير إلى وجود نية لفرض إغلاق تام على البلاد بالتدريج، لكن السلطات الإيرانية لا تعلن عن الأمر في الوقت الحاضر، خشية أن يدفع ذلك المواطنين إلى تخزين السلع الضرورية.
وجاء تأسيس المقر الصحي من القوات المسلّحة الإيرانية بعدما وجّه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، مساء الخميس، خطاباً إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، محمد باقري، تضمن أمراً بتشكيل مقر مواجهة كورونا.
ودعا خامنئي، في خطابه، إلى "ضرورة اتخاذ مزيد من التدابير اللازمة لمواجهة تفشي كورونا، فضلاً عن إنشاء مستشفيات ومصحات ميدانية وخدمات علاجية". وأكد خامنئي "ضرورة أن يعمل المقر (المزمع تأسيسه) بتنسيق كامل مع الحكومة ووزارة الصحة".
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تواجه فيه إيران مصاعب في مواجهة كورونا بسبب العقوبات الأميركية، ما حدا بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى إطلاق نداء عاجل إلى العالم عبر حسابه على "تويتر"، مساء الخميس، لمساعدة بلاده في مواجهة الفيروس المستجد، قائلاً إن "الفيروسات لا تميز وعلى الإنسان أيضاً ألا يميز (في المساعدة)"، مرفقاً تغريدته بقائمة تحتوي 30 صنفاً من المستلزمات والمعدات الطبية، قال إنها تشكّل الاحتياجات الأكثر ضرورية في الوقت الراهن.
ومن هذه الاحتياجات، أشار ظريف إلى حاجة إيران إلى 172 مليون كمامة، و100 مليون قفاز، و3 ملايين و200 ألف طقم خاص لكشف الفيروس وألف جهاز تنفس.
Twitter Post
|
كذلك وجّه ظريف خطاباً إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ورؤساء المنظمات الدولية ووزراء خارجية دول العالم، داعياً فيه إلى ضرورة العمل على إلغاء العقوبات الأميركية على إيران، معتبراً أنها "تشكّل عقبة أساسية في مواجهة انتشار كورونا في إيران".
في غضون ذلك، طلب محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، من مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، 5 مليارات دولار من صندوق الطوارئ، وهو أداة التمويل السريع، للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا.