إيران: بعد انتقادات المحافظين النيابة العامة توقف بث فيلم "بيت الأب"

29 أكتوبر 2019
منع عرض فيلم "بيت الأب" في إيران (تويتر)
+ الخط -
أوقفت النيابة العامة في طهران عرض فيلم "بيت الأب" في دور السينما بسبب بعض مشاهد العنف ضد المرأة. ويأتي هذا القرار بعدما أوقف عرض الشريط نفسه عام 2014. وعزت النيابة العامة في طهران، في بيان توضيحي، قرارها  إلى عدم قيام القائمين على العمل بالتعديلات المطلوبة، وعدم شطب كل مظاهر العنف.

وتوعدت النيابة في بيانها الذي نشرته وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية بمحاكمة المخالفين والمقصرين. ونقلت الوكالة عن نقّاد، قولهم إن النسخة الثانية للفيلم بعد التعديل لا تختلف كثيراً عن النسخة الأصلية، وأنها لا تتضمن التعديلات المطلوبة، وتروّج صورة سلبية عن المجتمع الإيراني.

من جهتها، أكدت منظمة الشؤون السينمائية في إيران خبر إيقاف بث الفيلم الذي أنتج قبل تسعة أعوام وأخرجه كيانوش عياري. ويروي الشريط قصص حياة أجيال من عائلة إيرانية قبل 90 عاماً حتى العام 2000 داخل بيت تقليدي، مسلطاً الضوء على المشاكل التي تعاني منها المرأة الإيرانية والعنف ضدها، والتعصبات المجتمعية تجاهها خلال العقود الماضية.

وبعدما أوقف بث الفيلم عام 2014، عاد بعد خمسة أعوام إلى العرض في دور السينما بطهران الأربعاء الماضي، إثر حصوله على الترخيص من المنظمة السينمائية، لكن سرعان ما تم إيقافه مرة ثانية.

ومنذ بدء عرضه مجدداً شنت وسائل إعلام محسوبة على التيار المحافظ، وفي مقدمتها صحيفة "كيهان" المعروفة بتشددها، هجوماً عنيفاً على منظمة الشؤون السينمائية، التابعة لوزارة الإرشاد والثقافة الإسلامية لإعطائها ترخيصاً للعميل.


واتهمت "كيهان" الخميس الماضي، القائمين على إنتاج وإخراج فيلم "بيت الأب" بتقديم "صورة موهنة ومتوحشة عن الإيرانيين"، مشيرة إلى أحد المشاهد حيث يتم قتل فتاة إيرانية من قبل والدها وشقيقها بطريقة بشعة ودفنها، معتبرة أن الفيلم صوّر المشهد كأن هذه الجريمة نابعة عن الثقافة والتقاليد الإيرانية.

وفي تقرير لها، اتهمت وكالة "فارس" الإيرانية منظمة الشؤون السينمائية بالتقصير، لإصدارها ترخيص عرض الفيلم، واصفة إياه بعمل سينمائي مناهض للمجتمع وقيمه.

ووصلت اعتراضات المحافظين على بث الفيلم إلى البرلمان الإيراني، ليعتبره النائب المحافظ أحمد سالك عملاً مناهضاً للقيم، داعياً وزارة الإرشاد إلى حظر بثه. بدوره، اعتبر الناقد السينمائي جبار آذين لوكالة "ميزان" أن العمل "مرير وأسود"، متهماً المخرج كيانوش عياري بتجاهل الثقافة والمعتقدات الإيرانية.

في المقابل، دافع مخرجون وفنانون إيرانيون عن الفيلم، منهم المخرج مازيار ميري الذي وصف منتقدي "بيت الأب" بأنهم "أعداء السينما الإيرانية".

وفي تعليقه على قرار النيابة العامة في طهران لوقف بث الفيلم، انتقد رئيس منظمة الشؤون السينمائية في إيران حسين انتظامي القرار، ودعى وزارة الإرشاد، لتكون هي المرجعية في إبداء الرأي بشأن المنتجات الثقافية والفنية، على اعتبارها الجهة المخولة بذلك قانونياً.

وقال انتظامي إنه بحسب القانون، فإن لجنة إصدار ترخيص الإنتاج والعرض بالمنظمة هي التي أصدرت الترخيص لعرض الفيلم، متسائلاً: "كيف يمكن أن يكون أعضاء اللجنة هم ضد الوطن والعائلة والدين، بينما كلهم متخصصون وأصحاب رأي".

وعلى شبكات التواصل، تفاوتت ردود الفعل على إعادة عرض فيلم "بيت الأب"، ووقف بثه مجدداً بين الترحيب والتجريح والنقد.

فغرّد مسعود بصيري عن مضامين الفيلم من خلال نشر صورة عن دعايته، متسائلاً: "هذا الفيلم يمثل أي شريحة في المجتمع الإيراني؟ ماذا يجري في معاونية السينما بوزارة الإرشاد والثقافة؟ ولماذا ينتج هذا الفيلم؟".


ومن جانبه، كتب بهمن دار الشفايي على "تويتر" "خلال هذه السنوات لم أستمتع بمشاهدة أي فيلم بقدر ما استمتعت بفيلم بيت الأب"، داعياً الراغبين إلى مشاهدته "سريعاً قبل أن يتم وقف بثه مثل المرة الماضية"، وهو ما حدث بالفعل.


إلى ذلك، غردت الإيرانية سبا حيدرخاني أنها بعد سماعها نبأ وقف عرض "بيت الأب" اتصلت بمخرجه كيانوش عياري لتستفسر عن سبب ذلك، مشيرة "أنه لم يكن مطلعاً بعد على القرار القضائي وقال لي بحزن إنه خبر سيئ".

المساهمون