إيران الشرطية من جديد

11 فبراير 2016
+ الخط -
ليس مصادفة أن تتم ملاحقة تجار المخدرات والأسلحة وشركات تبيض الأموال التابعة للحرس الثوري الإيراني، وكل العاملين في فرع الشؤون التجارية ضمن وحدة العمليات الخارجية الناشطة على جغرافيا الكرة الأرضية، بما فيها دول الغرب الأميركية والوسط الأوروبية، لكنها، وعلى ما يبدو، هي بداية نهاية حقبة غير شرعية وبدء مرحلة من العلاقات الندية الدبلوماسية والاقتصادية المباشرة بين إيران ودول "الشر" المطلق، "الصهيونية" سابقاً.
وحركة إيران التجارية، بعد إلغاء الحظر عن عائدات أموالها النفطية، باتجاه أوروبا و أميركا، لن تكون بالنسبة للقارئ الجيد إلا محطة جدية تستوجب قراءة موضوعية، خصوصاً وأنها تصب في مصلحة دول أوروبية، تعاني، أخيراً، من أزمات مالية، طبعاً برعاية أميركية ورضى صيني وروسي، ولا ممانعة كورية شمالية، في وقت سيكشف لاحقاً عن خطة لمحاربة أموال العرب الأميرية التي تمول الحركات والجماعات الإرهابية التي تمارس أعمالاً تخريبية في الدول نفسها التي تسعى الجمهورية الإيرانية، و لو صورياً، إلى مساعدتها في تخطي أزمتها المالية.
أما حرب البترول وأسعار النفط فحكاية تلزمها عقول متوقدة ذكية، تتخطى قراءة المعلن على لسان السلطات الأميركية، لتتسنى معرفة أهدافها غير المعلنة، والتي ستقضي على الثروة العربية، وتضيفها مشكلة إلى مشكلاتها المحلية، وإلا كيف تكون بعد ما تقدم تخاض ضد العائدات الإيرانية المفرج عنها، وفي ظل السماح بمشاركة الروس في القرارات الإقليمية وبتحييد القوى التركية ودغدغة المشاعر الإسرائيلية، وتقديم تعهدات ميدانية وأمنية، بخصوص الحدود الجنوبية السورية وعلى الأرض الفلسطينية، وعند الحدود اللبنانية الجنوبية؟
إنها إنتخابات الرئاسة الأميركية، وهي سياسة الإدارة القادمة الكلينتونية، التي تعتمد الحرب بالواسطة وبالطرق الباردة الدبلوماسية، وهي بمساعدة الإدارة الديمقراطية الحالية، تقدم محبتها للأميركيين من أصول إيرانية وروسية واليهودية، والعرب بغباء يعتقدون أنها حزم وانتصار لسياسة التحالف الأمريكية العربية.
إنه باختصار الشرق الأوسط الجديد، حيث العرب فيه أقلية، تحدهم دولاً إقليمية قوية، ليس فيها للسنية أو الشيعية أي معنى أو تفسير، والدليل صمت دول إسلامية سنية شرق أقصوية، وأخرى آسيوية، ومثلها إفريقية ومنها الجاليات العربية الإسلامية السنية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وفي البلاد الباردة الكندية والبعيدة الاسترالية. هي السياسة الأميركية نفسها وإيران ستكون شرطة إقليمية، مهمتها تكبيل الدول الخليجية تماماً، كما كان لكيان العصابة الصهيوينة دور شرطي الدول الشرق أوسطية.


avata
avata
كرم محمد السكافي (لبنان)
كرم محمد السكافي (لبنان)