شاركت جمعية دعم ضحايا الإرهاب في إيران، بمناسبة يوم المرأة والأم الإيرانية، في احتفالية صغيرة أقيمت للنساء في منطقة يوسف أباد القريبة من وسط العاصمة طهران اليوم السبت، تحت عنوان " في رواية أخرى عن حقوق المرأة"، حضرتها سيدات أصبن إثر تفجيرات أو عمليات إرهابية وقعت في البلاد في سنوات أعقبت انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979.
المبادرة جاءت بهدف دمجهن أكثر في المجتمع ومشاركة الحاضرات قصصهن، وهو ما قد يزيد من دعم النساء اللاتي تعرضن لإصابات جعلتهن يفقدن القدرة على إكمال حياتهن بشكل طبيعي.
كانت السيدة غلرخ تجلس على كرسيها المتحرك في مقدمة الصالة التي أجريت فيها الاحتفالية، وهي مسنة مقعدة إثر انفجار قنبلة في شارع ولي عصر المعروف في طهران في عقود سابقة،
روت للحاضرات قصتها المؤثرة في ذلك اليوم، كان زوجها قد اشترى سيارة جديدة فخرجت معه تحمل رضيعها في الجولة الأولى بها، وقع انفجار ضخم في محطة التزود بالوقود، وكانت النتيجة وفاة زوجها وإصابتها بالشلل، دون أن يتعرض طفلهما لأي إصابة.
روت للحاضرات قصتها المؤثرة في ذلك اليوم، كان زوجها قد اشترى سيارة جديدة فخرجت معه تحمل رضيعها في الجولة الأولى بها، وقع انفجار ضخم في محطة التزود بالوقود، وكانت النتيجة وفاة زوجها وإصابتها بالشلل، دون أن يتعرض طفلهما لأي إصابة.
كان واضحا أن غلرخ تتذكر تفاصيل الحادثة جيدا، ووصفت كل ما كان يحيط بها، وقالت إنها سافرت خارج إيران لتلقي العلاج، لكنها بقيت على كرسيها المتحرك معظم حياتها، مع تأكيدها أن الأمور لم تعد كما كانت منذ تلك اللحظة، وقرأت على الحاضرات شعرا بالفرنسية مفاده أن الحياة جميلة للغاية رغم كل هذا، مع أنها أشارت لتفضيلها الموت بعد انفجار القنبلة مباشرة على سيناريو أن يرحل طفلها.
صفي ياري، وهي أصغر سناً، شاركت الحاضرات قصتها أيضا، وكانت أكثر وضوحا في الحديث على ضرورة اتخاذ إجراءات لمساعدة المرأة في المجتمع، فقد كانت مع والديها في بازار طهران الشعبي حين وقع انفجار مماثل أيضا في سنوات ما بعد الثورة، ففقدت والديها وتعرضت لإصابة بالغة في قدمها، وأضافت أن النساء أمثالها بحاجة للدعم، فهن يردن الحياة، وقد مررن بتجارب صعبة.
وبحسب مسؤولين في جمعية دعم ضحايا الإرهاب، فإن عدد المصابات والضحايا من النساء إثر تفجيرات وعمليات وقعت في إيران بعد الثورة يزيد على أربعة آلاف امرأة، وإذا ما تم احتساب من لحقت بهن إصابات غير مباشرة أو سطحية والمتأثرات نفسيا فسيصبح هذا الرقم أعلى من ذلك بكثير.
وأوضحوا أن الجمعية تحاول تقديم مساعدة للسيدات من خلال إجراء مؤتمرات واحتفاليات لهن قد تساعد بانسجامهن ودمجهن أكثر في المجتمع، وتكتفي بذلك حاليا بسبب الإمكانات المحدودة على هذا الصعيد، لكن هذا قد يساعد على الدعم النفسي.
وأشارت الباحثة في مركز التحقيقات والدراسات الاجتماعية التابع لجامعة طهران، أعظم آهنغر في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن في إيران ما يزيد على 17 ألف ضحية إثر عمليات تصنف إرهابية، ويشمل هذا العدد الرجال والنساء على حد سواء، 12 ألفاً من هؤلاء قتلوا خلال السنوات الأولى التي أعقبت الثورة، بينما الخمسة آلاف المتبقون قتلوا بعد ذلك، بعضهم خلال اشتباكات وعمليات وقعت على الحدود أو إثر عمليات اغتيال كتلك التي طاولت علماء البلاد النوويين، ولكل هؤلاء أقارب من السيدات أيضا..
اقــرأ أيضاً
وذكرت آهنغر أنها ما زالت تجري دراساتها للتعرف إلى الأعداد الدقيقة للسيدات، لكنها أشارت أن العدد التقريبي للضحايا المتوفيات منهن يتراوح بين 1200 إلى 1700 امرأة، وتقول إن عدد المصابات سواء بأضرار جسمية أو نفسية، وأولئك اللاتي خسرن فرصة الحياة الطبيعية ليس بالقليل، ويجب إجراء دراسات دقيقة قد تساعد في التعرف إليهن جميعا، فكثيرات يحتجن لخدمات صحية ونفسية، إضافة إلى أن بعض الفتيات ممن فقدن آباء أو كلا الوالدين خسرن حقوقا ثانية من قبيل الإرث.