إيبولا يعيد "كابوس" اقتحام الفيروسات لأجندات كبرى الأحداث الرياضية

18 أكتوبر 2014
إنفوجراف العربي الجديد عن الأوبئة وأثرها على الرياضة
+ الخط -

فضّل المغرب إلغاء معظم الأحداث الرياضية التي سيستضيفها خلال العام الجاري، بسبب مشاركة منتخبات أفريقية فيها، بالتزامن مع تفشي وباء "إيبولا" في دول غرب القارة السّمراء، وهو ما يعيد إلى الأذهان العديد من الأحداث الرياضية التي هددتها الأوبئة بالإلغاء أو التأجيل والإيقاف.

وتكمن خطورة المرض في سرعة انتشاره وأعراضه التي تنتهي بالوفاة، إذ تبدأ بأعراض الحمى العادية من ارتفاع درجات الحرارة والصداع وآلام العضلات وتطور الأمور إلى الغثيان والقيء والإسهال، ومع تطور الأعراض السريع تصعب السيطرة عليه.

وانتشر المرض بشكل وبائي وخارج عن السيطرة في دول غرب أفريقيا، وخصوصاً في غينيا ونيجيريا وليبيريا وسيراليون، والتي قررت إيقاف النشاط الرياضي في البلاد لتفادي تعقد الأمور بشكل أكبر، وتفشي المرض على نطاق أوسع.

وانتقل القلق إلى باقي أفريقيا وخاصة المغرب، الذي كان من المقرر أن يستضيف أكثر من حدث رياضي في الفترة المقبلة، وعلى رأسها كأس الأمم الأفريقية، التي تجري التصفيات المؤهلة لمبارياتها في الفترة الحالية، بعدما طلب تأجيله أو استضافة بطولة العام المقبل، وهو ما رفضه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).

وأجّل المغرب بطولة أفريقيا للدراجات بسبب المرض، بينما اعتذر عن تنظيم بطولتي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ودورة الألعاب العربية، مؤكداً تحمّله أي عقوبات من قبل الاتحادات المسؤولة عن البطولات.

وفي خطوة غريبة، رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلغاء أو تأجيل البطولة بالرغم من تأزم الموقف وتزايد انتشار المرض وتعدد الدول التي شهدت حالات إصابات بالمرض القاتل، ليقرر نقل البطولة إلى جنوب أفريقيا أو مصر أو السودان، إلا أن الأخير اعتذر هو الآخر عن استضافة البطولة.

ويبدو أن المغرب يرغب في البقاء بعيداً عن أي سبب قد يزيد من فرص انتقال المرض إلى داخل البلاد، في ظل مشاركة دول من غرب أفريقيا في مختلف البطولات التي كان سينظمها.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تؤثر فيها الأمراض والأوبئة على عالم الرياضة، فلو لم تكن قد تسببت في إيقاف أو إلغاء بعض المنافسات، إلا أنها أصابت بعض الرياضيين المشاركين في بطولات أقيمت على أراض ظهرت فيها أخطر أمراض القرن الحادي والعشرين.

ومن ضمن أوبئة القرن الحالي التي تسببت في إيقاف بعض المنافسات الرياضية بشكل جزئي، يأتي مرض أنفلونزا الخنازير الذي وصل إلى ذروته بنهاية عام 2009 وبداية 2010، وإصيب بها نجم الكرة الإميركي لاندون دونافان، والسنغالي ديمبا با.

وتسبب الوباء وقتها في إيقاف بطولة الدوري التشيكي بعد إصابة 10 لاعبين دفعة واحدة من فريق فيكتوريا بلزن بالمرض، بينما تم تأجيل مباراة الكلاسيكو بين مارسيليا وباريس سان جيرمان في 2010 خوفا من انتشار المرض.

أما وباء سارس فظهر لأول مرة في الصين عام 2003، وأشارت التقارير والأبحاث الطبية إلى أن الخفافيش هي المسببة لانتقال هذا المرض إلى البشر، وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي وسريع الانتشار، وقد يسبب الوفاة.

وكانت قارة آسيا هي الأكثر تأثراً بسارس، الذي تسبب في إلغاء بطولة لكرة القدم تحت 23 عاماً في تايلاند، بالإضافة إلى تأجيل بعض المباريات والتصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية 2004، بينما ألغى فريق أستون فيلا الإنجليزي معسكره الآسيوى وقتها خوفاً من التعرض للعدوى بالمرض الخطير، قبل أن تتحسن الأوضاع وتعود الأمور إلى طبيعتها.

وكان لمرض أنفلونزا الطيور هو الآخر تأثير على عالم الرياضة ولكن محدود، إذ كان في أوج انتشاره عام 2006، بالتزامن مع بطولة كأس العالم في ألمانيا، وكانت السلطات تفكر وقتها في تأجيل البطولة لحين السيطرة على انتشار المرض، إلا أنه مع توافر العلاج وسبل مواجهة المرض، قررت البلاد إقامة البطولة الأهم في عالم كرة القدم في الموعد المحدد.

بينما قرر الاتحاد المكسيكي في الفترة نفسها إقامة بعض مبارياته من دون جمهور لتقليل التجمهر في مكان واحد، بعد الكشف عن أول حالة إصابة بالمرض في ولاية تشيسباس في مطلع عام 2009.

أما إيبولا فكان تأثيره في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، لتعاني دول غرب أفريقيا من المرض، وسط افتقار لسبل مواجهته أو حتى إجراء الأبحاث لمعرفة ماهيته والعلاج المناسب للقضاء عليه، لتكتفي دول سيراليون وليبيريا بإيقاف النشاط الرياضي لتجنب انتشار العدوى على نطاق أوسع، بينما قرر منتخب سيشيل الانسحاب من مباراة العودة أمام المنتخب السيراليوني، تجنباً للسفر إلى البلاد، بنصيحة من وزارة الصحة هناك، التي اعتبرت أن الرياضة لن تكون أهم من حياة شعب قد يدهمه وباء مجهول حصد أرواح المئات حتى الآن.
دلالات
المساهمون