إياد أبو الشامات: "غداً نلتقي"... يا سورية

20 مايو 2015
لأبو الشامات تجربة إخراجية واحدة (العربي الجديد)
+ الخط -
إياد أبو الشامات ممثل سوري، تخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1996. ومثّل في مسلسلات عدة مثل: "الثريا"، "شاء الهوى"، "أشواك ناعمة"، "قيود عائلية"، "الخيط الأبيض"، "ولادة من الخاصرة"... ومسرحيات من أهمّها "خارج السرب"، تأليف محمد الماغوط، وشارك في الفيلم السوري "حرّاس الصمت". كما لمع اسمه كواحد من أهمّ ممثّلي الدوبلاج في سورية.

بداية حديثنا كانت عن آخر أعماله، مسلسل "غداً نلتقي"، وعن عودته كاتباً وليس ممثلاً قال: "مسلسل "غداً نلتقي" عمل درامي من إنتاج شركة "كلاكيت"، كتبت قصته وبنيته الدرامية بمشاركة المخرج رامي حنّا، أما السيناريو والحوار فتوليتهما بنفسي. من المتوقع أن يعرض في رمضان المقبل على قنوات فضائية عربية عدة، وهو يحكي عن الحرب والحب والموت، ويركز على الموت الذي أصبح يحيط بنا كسوريين في الفترة الأخيرة، الموت الذي أصبح بلا أي معنى، مجرد أرقام تمر ضمن شريط أخباري، يتمّ تداولها يومياً أسفل شاشة نشرة الأخبار... كما يحاول العمل إعادة الاعتبار للموت أيضاً، الذي لم يعد بالإمكان إيقافه في المدى المنظور، وإعادة الاعتبار للحبّ، الذي نراه، أنا ومخرج العمل، الوجه الآخر للموت، والخلاص الذي يمكنه يوماً ما أن يخلصنا مما نحن فيه".

ومسلسل "غداً نلتقي" ليس محاولة إياد الأولى، لكتابة نصّ درامي، ولكنها الأولى التي ترى النور، وعن سبب توجهه للكتابة أوضح: "قصتي مع الكتابة قديمة، وهي تعود الى أوّل عمل درامي مثّلت فيه فور تخرجي من قسم التمثيل، فقد وجدت نفسي أعاني في أدائي، كنت مرتبكاً بسبب سطحية النصّ وسوء حواره وبنائه المفكك درامياً، وسألت نفسي حينها، كيف يمكن ان نصنع نصّاً تلفزيونياً جيداً. ثم لاحقاً عملت في أعمال درامية مختلفة الجودة، من حيث النص، إلا أنّ السؤال عن جودة النص بقي يلاحقني ويؤرقني، الأمر الذي دفعني للقراءة والبحث، والتجريب بطريقة تشبه المختبر، ولكن، كوني ممثلاً كان التمثيل بالنسبة لي مغرياً، وكانت ظروف العمل ضاغطة، كل ذلك حال دون جلوسي خلف الطاولة والتركيز في مشروع كتابي، الى أن جاءت الحرب، وسافرت لفرنسا، ووجدت نفسي للمرة الأولى قادراً على العمل بتركيز، ومن دون أي انشغالات جانبية لإنجاز نصّ درامي".

إقرأ أيضاً: رافي وهبي: المأساة السورية لا تجذب القنوات الدرامية


يعمل الجيل الدرامي المعاصر حالياً في ثنائية وشراكة "المخرج والمؤلف"، وهذه كانت طريقة إياد في عمله الأول ككاتب، فقد كتبه بتوليفة مميزة مع المخرج رامي حنا، وبما أنهما في بلدين مختلفين، ولم يلتقيا خلال الكتابة، كان لا بدّ من التوقف عند تفاصيل هذه التجربة، التي قال اياد عنها: "أنا ورامي حنّا صديقان مقرّبان منذ كنّا في المعهد العالي، وهو كان شريكي في المختبر أو الورشة الدرامية التي انشغلت بها، مع صديق ثالث هو محمد ابو لبن. أستمرّت تلك الورشة 3 سنوات لنعدّ نصّاً تلفزيونياً، وهي فترة طويلة بالطبع ومع ذلك لم ير النص النور لمصاعب إنتاجية، لكننا بحجته وعبر تلك السنوات الثلاث استطعنا أن نقرأ ونشاهد ونجرّب ونتحاور ونستفيد من وجهات النظر ومن تجارب بعضنا البعض، يمكن القول إن مشروعنا الأوّل كان حجّة لنبني رؤيتنا الفنية، وأنا أعتبر تلك الفترة مؤثّرة جدّاً في تكويني الفنّي بعد فترة الدراسة.. ثم قمنا انا ورامي بالعمل على عدّة تجارب منها فيلم سينمائي، إلا أنّ مشاريعنا كانت تصطدم دائماً بواقع الانتاج وتوجّهات السوق التي لم تجذبها أفكارنا، إلى أن تحمّس لفكرة عملنا الحالي المنتج إياد نجار فقرّر المغامرة معنا.

أما بالنسبة لطريقة عملنا، ككاتب ومخرج، استمرت بيننا النقاشات الماراثونية لشهر كامل، عبر ساعات من مكالمات النت المجانية، قمنا خلالها بتأسيس وبناء شخصيات العمل لأقوم بعد ذلك بكتابة حلقاته.

إقرأ أيضاً: الدراما السورية تعيد النازحين إلى الواجهة



الدوبلير والممثل

تجربة إياد في الدوبلاج ناجحة، جعلت صوته أليفاً للجمهور، ورغم إشكاليات العلاقة بين الممثل والدوبلير إلا انّ الممثل الشاب بدا متقبّلاً لها، وعن ذلك قال: "عملت في كل مجالات الفن، ممثلاً في المسرح والتلفزيون والاذاعة، كما قدمت برامجاً في الراديو والتلفزيون وكتبت افلاماً وأخرجت فيلماً قصيراً، بالإضافة الى ذلك عملت كممثل دوبلاج، والسبب في ذلك انني من الممثلين الذين لم يولدوا في الوسط الفني وبفمهم ملعقة من الذهب، أنا من الصنف الذي أطلق عليه لقب"الممثل العامل"، الذي يُلقي بنفسه في خضم هذه المهنة ليطوّر أدواته عبر التجربة ويوسّع مساحته وهامشه بالتراكم والعمل عبر السنين. أما عن موجة الدوبلاج فأنا اعتقد أن التوجه السياسي حينها في العلاقة بين سوريا وتركيا كان سبباً مهماً في انفتاح البلدين على بعضهما، هذا بالإضافة إلى نوعية تلك الأعمال، ولأن مواضيعها ناسبت ذوق المشاهد العربي، الذي كان يرى تشابهاً اجتماعياً شديد القرب به، لكن ربما أكثر انفتاحاً.
إضافة إلى جمال مواقع التصوير والقصص العنفوانية المسلية التي يمكن مشاهدتها بدون أي جهد. ولا أخفيك أيضاً، أنّ المردود المادي للدوبلاج كان في فترة ما عالياً، وقد حماني بذلك من قبول أعمال تلفزيونية كانت دون المستوى المطلوب، قد تجدين كلامي غريباً قليلاً، ولكنه الواقع، فقد كنت أفضل الاختباء خلف الميكروفون على التهريج أمام الكاميرا من أجل لقمة العيش".

"حرية"

لإياد ابوالشامات تجربة إخراجية واحدة من خلال العمل الدرامي "هذا العالم"، تحت عنوان "حرية"، ولكن هذه التجربة رغم نجاحها لم تتكرّر، عن السباب قال: "تجربة الإخراج كانت بالنسبة لي خطوة مؤجلة كنت أطمح لها، وقد جاء فيلم "حرية" بالمصادفة البحتة، وانقاذاً لموقف ولظرف طارئ في مسلسل "هذا العالم"، ولقد سمعت كلاماً جيداً عن تلك التجربة من عدّة أشخاص، بينهم منتجون وأصحاب قرار ولكن التجربة لم تتكرر بسبب الحرب وتغير الأولويات في جميع مشاريعنا، لكني الآن بصدد كتابة فيلم سأقوم بإخراجه في فرنسا، وبكلفة منخفضة جداً، وربما تكون هذه التجربة بداية لشيء ما لاحقاً".
المساهمون