إنهم يكتبونني

16 نوفمبر 2014
+ الخط -
ـ "لا يوجد كتاب يخلو من التحيز السياسي، الرأي القائل إن الفن ينبغي ألا يربطه شيء بالسياسة هو، بحد ذاته، موقف سياسي".
جورج أورويل

ـ "على المرء أن يغير اسمه، بعد كل تجربة مهمة".
ويليام سيوران

ـ "اللغة لا تتكون من كلمات. اللغة تتكون من بشر. عندما تقول "أحبك" تندفع بينك وبين محبوبك مئات من علاقات الحب، مئات من "أحبك" تخرج عبر بوابة "أحبك" التي تقولها أنت، ليس كنسخ من هذه العلاقات، ولكن، كخارطة خاصة بك، تصف عليها هذه العلاقات، لا يوجد حب واحد، ولكن يوجد حب كثير، حُبّك الخاص ليس محصلة جمع هذه العلاقات، ولكنه تأليف وتآلف بينهما، هل ينبغي على المرء أن يصرف جهده في تركيب حبٍّ، يتميز عن حب الآخر وينأى عنه؟ أم أن يفسح صدره قليلاً، لكي يرى كيف يتشكل حبه من تقاطع خطوط كثيرة دائبة الحركة".
هيثم الورداني من مجموعته القصصية "جماعة الأدب الناقص"

ـ "إن الذين في مقدورهم أن يقتطفوا عن ظهر قلب، وبدقة، من آلاف الكتب التي قرأوا، ويستطيعون أن يسردوا حبكة رواية بتفاصيلها، ويستطيعون أن يسردوا أسماء وتواريخ أحداث تاريخية، وما إلى ذلك، ويتمتعون بنوع هائل من الذاكرات، لطالما بدوا لي منفرين. أنا أحد أصحاب الذاكرة الضعيفة في مجالات معينة، وقوية في مجالات أخرى، باختصار، فقط الذاكرة التي تفيدني. وعندما أرغب حقاً في تذكر شيء ما، أستطيع أن أفعل ذلك، وإن كان يستغرق مني وقتاً طويلاً، ويستهلك جهداً مضنياً. إني أعلم بهدوء أن لا شيء يضيع، لكني، أعلم، أيضاً، أنه من المهم أن أصقل "قدراً من النسيان". لم أنس قط النكهة والمذاق والعبق والجو العام، بالإضافة إلى قيمة، أو انعدام قيمة شيء ما".
هنري ميللر من كتاب "الكتب في حياتي"

ـ "كان واحداً من أولئك الذين يقضون حياتهم من دون هدف، في خلافٍ، خاسر منذ بدايته، مع الناس والمجتمع الذي ينتمون إليه، يتملكه عشق جامح لقول كل شيء وتفسيره، وكشف كل أخطاء البشر وذنوبهم، وتحريف كل ما هو جيد، والاعتراف بكل ما هو شرير، وبهذا ذهب بعيداً، أبعد مما يراه، أو يعرفه أي إنسان عادي صحيح".
إيفو أندريتش من رواية "الفناء الملعون"

ـ "كلما أمعن الإنسان في السير وفق الخطة المرسومة، زادت فرصته في ملاقاة المصادفة".
فريدريش دورينمات من مسرحية "الفيزيائيون"

ـ "كل روائي يؤلف كتبه على الأرجح كفرضية كبرى، كسؤال يُقذف في وجه العالم، سأُسأل طبعاً: ومن سيجيب عن ذلك السؤال؟ هناك، دائماً، ما يكفي من الحمقى لكي يجيبوا، فالحمقى يعرفون كل شيء، إن حكمة الرواية تكمن بالضبط في جهلها.. إن الرواية هي جنة الأفراد المتخيلة، إنها الأرض التي لا أحد فيها يمتلك الحقيقة، وحيث من حق الجميع أن يُفهم".
ميلان كونديرا

ـ "أقف على نهاية حبل معلّق. لا أستطيع الحفاظ على كل الكرات في الهواء. لا أملك الرضا. كيف أحافظ على هذا المنزل، وكيف أحافظ على شغفي؟ كيف أجد التوازن؟ إجابة قصيرة: لا تبحث عن التوازن. إجابة طويلة: عزيزي، أنت حقًا، وبكل تأكيد، لا تحتاج التوازن. وأيضًا سأخبرك بشيء آخر: البحث المضني عن هذا التوازن المستحيل ضرب من الجنون. التوازن مجرد مغالطة. هو مؤامرة كبرى، صممت لتجعلنا نشعر دائمًا بأننا نفشل وأن حياتنا تتداعى. خُلقنا للمد والجزر. كالمحيط تمامًا. كأطوار القمر. كالحركات من الظلام إلى النور إلى الظلام مرة أخرى. لقد خُلقنا لنتغيّر ونصبح أنانيين، ونعوي، وتصيبنا الفوضى. خُلقنا لنجد الجمال والحب المجنون ولنجد النعمة في منتصف آلامنا. هذا هو قلب الحياة، هذا هو مركز المفارقة. ويخبرنا عادةً: فليذهب التوازن للجحيم، لأنه يبقينا في أمان. ماذا لو قطعنا الطريق على فكرة التوازن المستحيل وأعطينا أنفسنا شيئًا ينتمي لأرضيّتنا أكثر ولحقيقتنا البشريّة أكثر.
ماذا لو تركنا أنفسنا لنُفتن أمام جمال فقد الاتزان؟ ماذا لو اتفقنا على ترك الأشياء على طبيعتها، بتجاهل مفعم بالحيويّة والجموح؟ لا يجب عليك أن تتبع أية تعليمات غبية، لتحقيق التوازن. لا تنتظر سقوطك من على الحبل العالي، بل خذ قفزةً للإيمان. ثق بأجنحتك. الأرض المتقلّبة أسفلك تحييك، وتصبح منتعشة وصادقة. مثلك تمامًا".
جانيت لوبلانك "تبا للتوازن" ـ ترجمة الشاعر السعودي محمد الضبع
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.