إنترنت إيران في زمن كورونا: مغريات وإشاعات وتوصيات

07 مارس 2020
منح المواطنين خدمة إنترنت مجانية في المنازل (فاطمة بهرمي/الأناضول)
+ الخط -

بينما تتجاهل شريحة من المجتمع الإيراني دعوات السلطات إلى البقاء في المنازل لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، أعلن وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهري، منح المواطنين مائة غيغابايت من الإنترنت مجاناً.

وقال الوزير الإيراني في تغريدة: "طالبت شركات تقديم الخدمات الإنترنت المنزلي بمنح 100 غيغابايت لجميع الزبائن مجاناً، بدءاً من غد الأحد حتى نهاية العام"، أي العام الإيراني الذي ينتهي في العشرين من الشهر الحالي.

وأثار هذا القرار ردود فعل مختلفة لدى المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، تخللها مزاح وسخرية وشكر.

وفيما طالب مستخدمون بتوفير الإنترنت مجاناً لخطوط الهاتف الجوال، رد آخرون بأن الهدف من منح الإنترنت المجاني لخطوط المنازل تشجيع المواطنين على البقاء فيها، وإذا ما منحوه لخطوط الجوال "نستخدمه خارج البيت".

وردّ مستخدمون بأنّهم يلتزمون البيت، لكن ليس لديهم الإنترنت المنزلي ولديهم خطوط الجوال، متسائلين "ماذا يحمل الوزير من حل لهذه المشكلة؟". وعلّق مغرد يدعى محمد بازوكي متسائلاً بسخرية "هل 100 غيغابايت للمواقع الداخلية فحسب، أو للمواقع الخارجية أيضاً؟".

كذلك اعتبر مستخدمون أن قرار الوزير آذري جهرمي يقلل تكاليف الأسر الإيرانية في هذه الظروف الصعبة، بعدما لجأت إلى التعليم الافتراضي لأبنائها في ضوء إغلاق المدارس والجامعات الإيرانية حتى الرابع من إبريل/ نيسان المقبل، بسبب انتشار كورونا في البلاد.

يشار إلى أن انتشار فيروس كورونا يتصاعد يومياً، وفقاً لأرقام تعلنها وزارة الصحة الإيرانية يومياً. وبحسب الإحصائيات التي أعلنتها اليوم السبت، سجلت خلال الساعات الـ 24 الماضية 1076 حالة إصابة جديدة و21 حالة وفاة، ليرتفع عدد المصابين إلى 5823 وعدد الوفيات إلى 145 شخصاً.

وفيما تنتشر حالة ذعر وقلق بين شرائح كبيرة في المجتمع الإيراني، يتجاهل إيرانيون تعليمات وزارة الصحة بالبقاء في المنازل، مستغلين عطلة المدارس والجامعات للقيام برحلات داخلية مع اقتراب أيام عيد "نوروز"، إلا أن المحافظات التي تشكل وجهات رئيسية لاستقبال الإيرانيين في هذه المناسبة أعلنت حظر السفر إليها ورفضها استقبال المسافرين.

وفي سياق متصل، تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي أهم مصدر بالنسبة إلى 37 في المائة من سكان العاصمة طهران، للاطلاع على "التوصيات الصحية" بشأن فيروس كورونا، بحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز "إيسبا".

وشمل الاستطلاع الذي أجراه المركز من الثاني إلى الرابع من الشهر الحالي 928 شخصاً في المناطق الـ 22 في طهران.

وأشارت النتائج إلى أن قنوات التلفزيون الإيراني تشكل مصدراً لـ 65 في المائة من المستطلعة آراؤهم. كما أن مصدر 15 في المائة منهم هم الأطباء، و10 في المائة منهم يحصلون على التوصيات الصحية عبر الأقمار الصناعية المحظورة في إيران رسمياً، لكنها موجودة في معظم البيوت الإيرانية.

وتشكّل مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً لشريحة كبيرة من سكان طهران، بينما تخضع معظم منصاتها لحظر رسمي، مثل "تويتر"، و"تيليغرام"، و"فيسبوك".

وبحسب بيانات سابقة لمركز "إيسبا" الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات، فإن 55.9 في المائة من سكان إيران، البالغ عددهم 81 مليون نسمة، يستخدمون تطبيق "تيليغرام" المحظور، تليه منصة "إنستغرام" حيث يبلغ عدد مستخدميها 29.5 في المائة.

وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في توعية المواطنين الإيرانيين بشأن طرق مواجهة كورونا. كما أنها في الوقت نفسه تحوّلت إلى وسيلة للتسلية والترفيه في هذه الأوقات العصيبة.

إلا أن هذه الشبكات تعجّ هذه الأيام بكم هائل من الأنباء والشائعات حول فيروس كورونا، ما أثار حالة ذعر بين شرائح في المجتمع الإيراني. والبعض انتهز الفرصة للتربح من خلال التسويق لإعلانات حول "أدوية" لمعالجة المصابين أو لكمامات ومعقمات محتكرة بأسعار باهظة.

إلى ذلك، تواجه السلطات الصحية الإيرانية اتهامات على شبكات التواصل الاجتماعي بالتستر على أرقام الضحايا والمصابين والتقصير في مواجهة انتشار كورونا في البلاد.

وأعلن رئيس الشرطة الإلكترونية العميد وحيد مجيد، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية، رصد 421 "جرماً مرتبطاً بكورونا" على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوعين الماضين، بعد الإعلان رسمياً عن اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في البلاد.

وأشار مجيد إلى نشاط 220 فرعاً من الشرطة الإلكترونية في المدن والمحافظات الإيرانية لرصد العالم الافتراضي، مضيفاً أن هذه المجموعات تحلل ما ينشر بشأن كورونا على منصات التواصل وتتصدى لـ"أخبار وصور وفيديوهات كاذبة كجريمة".

وكشف عن ملاحقة 356 شخصاً من إجمالي 421، موضحاً "حتى اللحظة استدعي 121 شخصاً واعتقل بعضهم". وقال إنه أبلغ 190 شخصاً بـ"تحذيرات وإرشادات هاتفية لشطب ما نشروه"، مؤكداً أن "مواجهة مروجي الإشاعات والأخبار الكاذبة من أهم مهمات الشرطة الإلكترونية هذه الأيام".

المساهمون