أكد خالد أبو غُريب، المتحدث الرسمي لجمعية أصحاب مصانع الطوب الطفلي (حجارة البناء) في مصر، أنّ حوالي 70% من مصانع الطوب في مصر (2000 مصنع)، من أصل نحو 2850 مصنعًا على مستوى الجمهورية، توقفت عن الإنتاج وتم تشريد عمالها، لعدم وجود مقدرة على دفع رواتبهم من قبل أصحابها.
وأرجع أبو غُريب، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، السبب الرئيسي إلى صدور قرار بوقف عمليات البناء لمدة 6 أشهر، ومن قبلها أزمة تفشي فيروس كورونا، إذ تراجعت المبيعات بمعدلات وصلت إلى 75%.
وأشار إلى أن هذا القرار أضرّ بمصالح أكثر من 350 ألف عامل مباشر وغير مباشر، يعملون في هذه المهنة، لافتًا إلى أن هذه الأزمة التي يمر بها أصحاب مصانع الطوب "لم أشهدها طوال حياتي في هذه المهنة والتي أعمل فيها منذ عام 1986".
وطالب أبوغُريب الحكومة بالتدخل لإنقاذ هذه الصناعة، بفتح منافذ تسويقية جديدة، وإعادة جدولة ديون بعض الشركات مع إطالة فترة السداد، ومنحها قروضاً تشغيلية بفائدة لا تتعدى 5%، مع دعم العمال المشردين اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا.
وأشار إلى أن المصانع التي تعمل بالغاز، وعددها حوالى 800 مصنع، استفادت من المبادرة الحكومية بإلغاء الفوائد المتراكمة على فواتير الغاز التي لم تسدد نتيجة حركة الركود التي تضرب السوق العقاري.
ويقول أحد كبار مصنعي الطوب الطفلي في مصر، فضّل عدم كشف اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ مصانع الطوب الطفلي تعاني خلال السنوات الأخيرة من عدة أزمات نتيجة أزمة ركود تضرب السوق العقاري، والتي زادت من وتيرتها مع بداية 2020 أزمة تفشي فيروس كورونا، ومن بعدها صدور قرار بوقف عمليات البناء، الأمر الذي أدى إلى إغلاق 1500 مصنع من أصل 1600 تعمل في منطقة أبو مساعد بالجيزة، والتي تضم أكبر عدد من مصانع الطوب الطفلي في مصر.
ويضيف "هناك بعض المصانع أوشكت على الإفلاس نتيجة لتوريد كميات ضخمة من الطوب للمقاولين الذين يعملون مع الجيش، في الوقت الذي لا تتوفر لدى المقاولين سيولة لدفع أموال المصانع نتيجة تأخر الجيش في صرف مستحقاتهم، وأحد هؤلاء المقاولين وصلت مديونيته لأحد المصانع إلى نصف مليون جنيه".
وكان وزير التنمية المحلية المصري محمود شعراوي قد أصدر القرار 181 لسنة 2020، في مايو/ أيار الماضي، بتكليف المحافظين وقف إصدار التراخيص الخاصة بإقامة أعمال البناء أو توسعتها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها للمساكن الخاصة في القاهرة الكبرى والإسكندرية وجميع المدن الكبرى، بالإضافة إلى إيقاف استكمال أعمال البناء للمباني الجاري تنفيذها لحين التأكد من توافر الاشتراطات البنائية.
ويضم قطاع التشييد والبناء من 3.5 الى 4 ملايين عامل وفني ومهندس بشكل مباشر، طبقًا لتصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان عمرو خطاب.
ويساهم القطاع العقاري بـ 16.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وارتفع معدل نمو قطاعَي التشييد والبناء والأنشطة العقارية من 225% في 2010/ 2011، إلى 952% في 2016-2017، وهو ما حذر منه المركز المصري للدراسات الاقتصادية على اعتبار أن حدوث أي أزمات في هذا القطاع، سيؤثر سلباً في الاقتصاد بشكل عام.