إعلان تطبيق OLX... يشجع على السرقة؟

02 مايو 2016
(يوتيوب)
+ الخط -
مما لا شك فيه أن الهدف من جميع الإعلانات التي نشاهدها يوميًا على التلفزيون والطرقات وغيرها، هو حث المستهلك على شراء أو استعمال منتج معيّن، وهذا أمر مشروع. وقد اعتمدت الشركات خلال السنوات الماضية أساليب مختلفة لترويج منتجاتها. بعضها يحمل جوانب فنية - كوميدية أو غنائيّة يحفظها المشاهدون ويرددونها... فيما استغلت بعض الشركات صورة المرأة لترويج منتجاتها، إلا أن الأمر وصل إلى تشريع السرقة، كإعلان تطبيق "OLX" الذي تبثه الشاشات اللبنانية.

فمن يدخل إلى الموقع الإلكتروني الخاص بتطبيق "OLX" يقرأ أنه منصة لتبادل السلع والخدمات ضمن صفقات ترضي الطرفين، ووفقا لمبدأ "فيد واستفيد" ويساهم في تحسين وتسهيل حياة الناس. لكن من يشاهد إعلانه المتلفز المكرر بشكل يومي، يفاجأ بالإعلان الذي يروّج إلى بيع وشراء أي شيء، حتى وإن كانت السلعة ليست ملك الشخص، فربما تكون لصديق أو للعائلة أو لأي شخص آخر.

ثلاثة إعلانات لتطبيق "OLX" يشاهدها الآلاف من الأشخاص على الشاشات اللبنانية خلال اليوم. في الأول يدخل الأب والأم إلى غرفة ولدهما، ليُفاجأ بأن ولدهما الشاب باع السرير، فيسألونه أين السرير؟ فيجيبهم: "بعته على تطبيق "OLX"، فيسألونه عن ثمن السرير، فيجيبهم: اشتريت "بلاي ستايشن" على التطبيق نفسه.


أما الإعلان الثاني، فيبدأ بشابة تسأل عن هاتفها الضائع أو المسروق، لتدرك أن شاباً سرقه وصوّره وباعه على "OLX"، فتقوم بدورها بسرقة سيارته وبيعها على التطبيق نفسه انتقامًا منه.



الإعلان الثالث، يقول: "بيع التي في TV ولا أسهل من هيك على OLX"، لكن إن كان ملكك. فيبدأ المشهد بشاب يسأل صديقته أو زوجته عن التلفاز الذي يملكه، ليتبين للمشاهد أنها باعته على التطبيق خلال نومه ومن دون علمه، وذلك بهدف شراء حقيبة، فتقول لها صديقتها: "أكيد كلفك بلوي (كلفته كانت كبيرة)"، فيرد الضحية: "لا بس التي في".



وعن الإعلانات غير المدروسة التي تشجع وتلفت نظر المراهقين والأطفال بطريقة غير مباشرة إلى السرقة، تقول الأخصائية في علم النفس غنوة يونس إنّ "هذه الأنواع من الإعلانات تنمّي حسّ السرقة لدى المراهقين والشباب، إذ إنها تشجعهم على السرقة والاحتيال بطريقة لا واعية ولا إرادية، فيشعر الفرد من خلالها أنّه منساق وراءها، وخاصةً بعمر معين لا يدرك الشاب أو الطفل فكرة الإعلان بشكل واضح".

وعن تأثيرها على الأطفال والمراهقين تضيف: "هذه الإعلانات إن بثت بشكل يومي ومكرر كما يحصل مع إعلان تطبيق "OLX" تؤثر على عقلية الأطفال والمراهقين والكبار بشكل كبير، حيث يمكن أن يبدأ الشاب أو المراهق بتجربة السرقة ويعتقد أنها متاحة، ومن ثم يحب الفكرة ويتحمس لها، وبالتالي تودي به إلى متاهات أكبر ويصبح بعدها مقيدا ومنساقا تجاهها، كما تؤثر على المرضى النفسيين كالمصابين بالكليبتومانيا وغيرهم، فهي تحثهم على التجربة في هذا المجال من دون أن يشعروا الفرد أنهم تأثروا بها".

وتختم يونس بالقول: "يجب أن يتوقف هذا الإعلان فورا، وذلك رحمة بالمجتمع اللبناني، فإذا نظرنا إلى هذا الإعلان بشكل معمق وعلمي، يمكن أن ننتبه إلى فكرة هذا الإعلان وخطورته، ولا سيما أن السرقة تبدأ بفكرة لتصبح فيما بعد فعلا ثم إدمانا".