إعلان "ساحة الثيران" بطنجة معلماً تاريخياً

21 مايو 2016
ساحة الثيران في طنجة (فيسبوك)
+ الخط -
وافقت وزارة الثقافة المغربية، أخيراً، على تقييد وحفظ معلم "بلاسا تورّو"، أو "ساحة الثيران" ضمن مآثر طنجة، بعد أن كانت هناك نوايا لتحويلها إلى مركز تجاري، ضمن مشروع طنجة الكبرى الاستثماريّ. وبحسب قرار الوزارة الصادر بالجريدة الرسمية للدولة في المغرب، فإنه يمنع مالكها أو مُلاكها، من إحداث أي تغيير في شكلها العام، دون إذن صريح وواضح من الوزارة، قبل ستة شهور من بداية العمل عليها.
وجاء هذا القرار بعد مطالبات حثيثة لمؤسسات المجتمع المدني والسكان، التي رأت بتحويل المكان لسوق تجاريّ تعديّاً على تاريخ المدينة وذاكرتها وذاكرة أهلها. حيث قام السكان ومؤسسات المجتمع المدني، بتشكيل ضغط حقيقي على بلدية المدينة والسلطة السياسيّة، من أجل الحفاظ على الروح التاريخيّة للمدينة، بدلاً من أبنية الأسمنت المسلح المتلاصقة، والأسواق التي تشبه بعضها البعض في كل دول ومدن العالم. إذ أنَّ الأمكنة التاريخيّة هي التي تشكل هويّة المدن، وتحافظ على تاريخها وتراثها العريق.
وقال نائب رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخيّة بطنجة، عدنان المعز، لـ"العربي الجديد": "هذه البناية التاريخية، كانت مُعرّضة لأن تتحول إلى مشروع تجاري تسويقي، بعد أن أدخلتها السلطات المحلية ضمن المشاريع الاقتصادية للمدينة، بسبب موقعها الاستراتيجي المؤدّي إلى تطوان. إذ كانت السلطات تعتقد بأنّه لا قيمة تاريخيّة لها". ويتابع المعز: "نحن في المرصد، توصّلنا لمعلومات تفيد بالاستغناء عن "بلاسا تورو"، وأعددنا ملفّاً خاصّاً تم إحالته على وزارة الثقافة، مطالبين فيه بتقييد المكان وعدم المساس فيه. وقد أصدرت الوزارة بدورها قراراً بمنع هدم واستملاك المكان من أحد". وعن مخططات حول إعادة تهيئتها واستخدامها في فعاليّات ثقافيّة، قال المعز، إن "المعلم التاريخي الآن في ملكيّة الجماعة المحليّة (البلدية)، ولا توجدُ خططٌ حاليّة حول الاستفادة من المكان، أو تفعيله ثقافيَّاً". وتعتبر "بلاسا تورو"، من أهم الأماكن التاريخية الشاهدة على فترة الاستعمار الإسباني لمنطقة الشمال. فقد بُنيت "ساحة الثيران" فوق مساحة كبيرة، وتضم 11 ألف مقعد، وكلّف بناؤها خلال فترة الأربعينيات ما يعادل 12 مليون "بسبطة" (العملة الإسبانية قبل اليورو). وافتتِحَت في السابع والعشرين من آب/ أغسطس عام 1950، في يوم استثنائي حضرته جموع غفيرة من المغاربة والأوروبيين، حيث استخدمت الساحة حينها في أغراض رياضية متنوعة.

دلالات
المساهمون