إعلان..السوريون بحاجة إلى خادمات

13 يوليو 2015
الفقر في سورية 80% والبطالة 70% (أرشيف/Getty)
+ الخط -

مرّ خبر نشره إعلام بشار الأسد المقاوم أخيراً، عن 605 عاملة أجنبية، وافقت وزارة العمل على استقدامهن، خلال النصف الأول من العام الجاري، ليعملن خادمات في بيوت السوريين، دون أن يأخذ حقه من القراءة، أو حتى الوقوف والتداول.

هذا الخبر يعني مدن محددة يقطنها مؤيدو الأسد وشبيحته وتجار الأزمة والدم، كدمشق وطرطوس واللاذقية لا غير، لأن بقية المدن السورية معرضة منازلها للقصف فوق رؤوس من فيها، بما في ذلك الخادمة، وسكان بقية المدن، أو من بقيّ منهم ولم يهاجر أو ينزح، لا طاقة لهم على دفع أجور الخادمات، لأنهم يتحيلون على قوتهم بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 10 أضعاف وشبه ثبات لأجورهم، طبعاً إن فرضنا جدلاً أن لهم أجور، بعد حملات الفصل التعسفي التي طالت عمال وموظفي المناطق الثائرة بتهمة مطالبتهم بالحرية.

قصارى القول: ربما لو مرّ خبر استقدام الخادمات منفرداً، لتم قبوله على مضض، رغم أنه صعب البلع والهضم، في بلد هجرت الحرب وفق آخر الاحصاءات الدولية 4 مليون سوري لخارج الحدود ليعيش جلهم بالمخيمات وبطروف أقرب للسجن بعد تراجع المساعدات الدولية ولؤم ذوي القربي، ونزوح 7 مليون سوري عن منازلهم المهدمة أو المعرضة للقصف بأي لحظة.

بيد أن الخبر توبع بحرص حكومة بشار الأسد على "ضرورة دراسة وحل جميع المشكلات المتعلقة باستقدام الخادمات بما يصون حقوقهن كاملة"، وكل السوريون مبددة حقوقهم، ومعدل الأجر الشهري لمن تبقى منهم على رأس عمله لا يزيد عن 25 ألف ليرة (أقل من 100 دولار) ونسبة البطالة زادت عن 70% والفقر تعدى 80% من السوريين، ما جعل من استقدام عاملات المنازل لسورية خبراً مستفزاً يستحق الكتابة والتعليق.

ولمن يهمه معرفة حرص حكومة الأسد على راحة ربات البيوت السوريات وضمان حقوق الخادمات الوافدات، يمكننا إشباع فضوله بأن وزير العمل السوري خل العبد الله ، حرص، وفق لقائه السفير الإندونيسي بدمشق، وهيب عبد الجواد، على توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين تتضمن عقود العمل ومكاتب الاستقدام وتعهد المستفيد بضمان حقوق العمالة المستقدمة، لأن "الوزارة تعمل على وضع ضوابط محددة لدخول العمال الأجانب وقوننتها بالشكل المناسب".
ربما من المضحك الموجع أن نسأل عن العمالة التي ستأتي لبلد هرب منه أهلوه ويموت فيه العشرات وربما المئات، نتيجة القصف بالبراميل فقط كل يوم، ولماذا لم يقنن السيد الوزير السوري وضع وحقوق العمالة السورية أو لم يفتح باب العمالة بالمنازل السورية للسوريات والسوريين، فربما تقدم كثر وكثيرات، فربما خدمة أولاد البلد أهون من خدمة الآخرين وأقل وجعاً وذلاً من الانتظار على الدور للحصول على الطعام والمعونات في مخيمات الدول الشقيقة. العمل وتحديد المسؤوليات تمهيداً لإطلاق البرنامج الهادف للمساهمة في دخول المرأة السورية إلى سوق العمل واستبدال اليد العاملة العاملة المنزلية الأجنبية، من خلال التدريب على مهارات ومهن الخدمات المساعدة للأسرة.

نهاية القول: في واقع حاجة بعض السوريين لخادمات وانشغال حكومة بشار الأسد بتحديث قوانين استقدام عاملات البيوت، واعتبار هذا الأمر قضية تحتاج التعديل ومواكبة التطورات، تقفز إلى الذهن حكاية.

سأل تلميذ معلمه، لماذا يبول الجمل للخلف على عكس كل الكائنات يا أستاذ ؟!.

أجابه، لو نظرت إلى هذا الكائن لرأيت حدبة كبيرة تحتل ظهره وأن له ذيل أبتر على جسد ضخم، ووجدت أذنين قصيرتين على رأس كبير، فأي تناسق بالبعير حتى يبول كغيره من الحيوانات.

المساهمون