إعلانات الجيش اللبناني: خارج التجاذبات؟

30 يوليو 2015
يريد الجيش الابتعاد عن التجاذبات السياسية (فيسبوك)
+ الخط -
تحتفل المؤسسة العسكرية للجيش اللبناني بعيدها السبعين بعد غدٍ (الأول من آب/أغسطس). وتزامنًا مع هذه المناسبة، تنتشر على الطرقات لوحات إعلانية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، أطلقها الجيش اللبناني تضمنت مشهدين: صورة رسم عليها بـ5 ألوان متوازية عنوانها "القاسم المشترك"، وصورة أخرى بألوان متداخلة بما يشبه تموّج بدلة الجيش اللبناني المرقطة وعنوانها "الجامع المشترك". وتُمثّل هذه الألوان الأحزاب اللبنانية المتصارعة، على جميع الملفات، ومن بينها ملف تعيين قائد جديد للجيش.

تقول الصورة الأولى، "القاسم المشترك"، إنّ "الأحزاب اللبنانية كالخطوط المتوازية التي لا تلتقي أبدًا"، وإنّ المؤسسة العسكريّة أيضًا "القاسم المشترك" بين اللبنانيين، والتي ينقسم حولها الناس والتي تفرق بين آرائهم ومواقفهم وخطابهم. في حين رفض هذا المشهد الأشخاص الـ (لا حزبيين) والعديد من أفراد المجتمع المدني طالبين من الجيش عدم شملهم مع أي حزب سياسي في أي مشهد إعلاني.



ومن ثم تأتي الصورة الثانية، بالألوان الحزبية المتداخلة، والتي تُعبّر عن التجاذبات السياسيّة التي تشهدها البلاد عنوانها "الجامع المشترك"، وهدفها القول إنّه بالرغم من تجاذبات أطياف السياسة تبقى المؤسسة العسكرية من يجمعها.


في فيديو نشره الجيش اللبناني على "فيسبوك"، تظهر الترجمة البصريّة والسمعيّة لهاتين الصورتين. فيقول الإعلان، إنّ الجيش اللبناني هو الأمر الوحيد الذي يجمع اللبنانيين منذ تأسيسه، ويذكر مراحل الأزمات في لبنان كعام 1975 و1982 و2005 و2006. كما أنّ الجيش يريد القول: "أبعدوني عن التجاذبات السياسية".



اللافت في هذه الإعلانات أنها المرة الأولى التي يخرج فيها الجيش اللبناني منذ سبعين عامًا بإقرار أنّه "على تماس مع المناكفات السياسية، بالرغم من أنه يمنع أي عنصر من عناصره أو ضباطه من إشهار انتمائه الديني أو السياسي"، بحسب ما رأى مستخدمون على مواقع التواصل. أما البعض فرأى أنّ "الإعلان انتقائي لأبرز الأحزاب المتصارعة: الأحمر الذي يمثل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، والبرتقالي "التيار الوطني الحر"، والأخضر "حركة أمل"، والأزرق "تيار المستقبل" والأصفر الذي يمثل "حزب الله"، معتبرين أنّ في ذلك تغييباً لأحزاب أخرى كالقوات والكتائب اللبنانية والمردة وغيرها.

واعتبر مستخدمون آخرون أنّ "لوحة الجيش بامتزاج ألوانها المختلفة تفتح آفاقًا أوسع على امتداد مساحة الوطن". وذهب البعض الآخر إلى السخرية، مستغلّين الشحن الطائفي في لبنان، فقال أحدهم: "الجامع المشترك؟ لمَ ليست الكنيسة المشتركة؟!".

اقرأ أيضاً: عيد الجيش اللبناني: وقت الأغنيات التي تعيش يوماً واحداً

في الإعلام أيضاً، وإلى جانب تسليط الضوء على هذه الحملة وإنجازات المؤسسة العسكرية عبر تقارير إخبارية قبل ثلاثة أيام من عيد الجيش، و"تقديرًا من الإعلام اللبناني لتضحيات مؤسسة الجيش اللبناني، سيظهر في الأول من الشهر مقدمو نشرات الأخبار والبرامج، واضعين "السوار المرقط" Wristband، حول المعصم تزودهم به المؤسسة العسكرية.

كما سيقوم العديد من الشخصيات العامة كالفنانين والمذيعين بأخذ صورة ذاتية (selfie) رافعين إصبعهم بطريقة "أعجبني" (Like) ونشرها على صفحاتهم الخاصة لـ"تعم تحية الجيش في كل لبنان"، مرفقة بوسوم #KellnaMa3ak و#LebaneseArmy #كلّنا_معك و #الجيش.