"مؤتمر سوتشي أتاح للسوريين فرصة للحوار بلا وسطاء"، هكذا عنونت قناة "روسيا 1" الحكومية الروسية تقريرها حول نتائج "مؤتمر الحوار الوطني السوري" الذي عقد في منتجع سوتشي، جنوب روسيا، يوم الثلاثاء الماضي.
وركّز التقرير على "تنوّع الشخصيات التي وحّدتها مدينة سوتشي"، وإبراز التصفيق والهتافات "تحيا روسيا، تحيا الصداقة" التي رددها أحد المشاركين أثناء كلمة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وخلص إلى أن "نتائج المؤتمر قد تشكّل دفعة لمفاوضات جنيف المتعثرة".
من جهتها، وصفت قناة "إن تي في"، شبه الرسمية والتابعة لشركة "غازبروم ميديا"، في أحد تقاريرها، نتائج المؤتمر بـ "انتصار معنوي للسوريين" يمهد لمفاوضات فعالة في جنيف، مبرزة تصريحات مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، بأن المؤتمر "أتاح إطلاق عملية الإصلاح الدستوري"، ومشيرة إلى أن "مسألة استبدال الدستور الذي اعتمد في 2012 غير مطروحة"، بل ستتولّى تعديله اللجنة الدستورية المنبثقة عن سوتشي.
أما وسائل الإعلام الخاصة الموالية للكرملين، فذهبت أبعد من ذلك في تضخيم نتائج المؤتمر، إذ وصفت قناة "تسارغراد"، ذات التوجهات المحافظة، المؤتمر بـ "أهم الأحداث الدولية في الأيام الماضية"، مشيرة إلى أن روسيا أظهرت نفسها كـ"صانع حقيقي للسلام قادر على تسوية الخلافات بالكلمة وليس بالسلاح".
وفي مقالة عنوانها "مؤتمر سوتشي: الغرب سينتقم"، رأى محرر في القناة أن المعارضة السورية "قرّرت التفاوض مع دمشق في ساحة روسية، متجاوزة واشنطن"، مشيراً إلى أن الدول الغربية أصبحت "خارج الأقواس"، ومتوقعاً أن يقدم الغرب على استفزازات.
من جانب آخر، شككت الصحافة الليبرالية الروسية التي تحظى بهامش حرية أكبر مقارنة بالقنوات التلفزيونية، في أهمية نتائج مؤتمر سوتشي، معتبرة أنه كان مخصصاً لـ"الاستهلاك الداخلي"، في ظل عقده قبيل انتخابات الرئاسة الروسية المقرر إجراؤها في 18 مارس/ آذار المقبل، وسط توقعات مؤكدة بفوز الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، بولاية رابعة.
ولخصت صحيفة "فيدوموستي" الهدف من المؤتمر في "استعراض انتصار آخر لموسكو على الساحة الدولية أمام الجمهور الروسي"، مشيرة إلى أن سوتشي هي ساحة مفاوضات "ثانوية" مقارنة بجنيف، بالإضافة إلى غياب قادة الفصائل المسلحة والأكراد.
وسعت روسيا للترويج لمؤتمر سوتشي إعلامياً في الداخل والخارج من خلال منح الاعتماد لتغطيته لأكثر من 500 صحافي روسي وأجنبي. وجهّز المركز الإعلامي الرئيسي الذي بُني قبل الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 بالشاشات وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من التسهيلات.