إعلاميو النظام السوري: جنود المعركة لا صحافيوها

06 فبراير 2020
جنود النظام السوري في حلب (فرانس برس)
+ الخط -
يعود ملفّ المهنيّة في التغطية العسكرية داخل سورية إلى الواجهة، إثر عدّة إصابات لمراسلين مؤيدين للنظام خلال تنقّلهم مع جنوده في سيارات عسكريّة، أو وقوفهم إلى جانب العناصر خلال التغطية، ما يعرّضهم لخطر الإصابة بسبب عدم التقيّد بإرشادات مهنيّة أوليّة لضمان سلامة الصحافيين، وهي الإشارة إلى أنفسهم عبر ارتداء زيّ مخصّص لساحات الحروب، والابتعاد عن مراكز الخطر. 

إلا أنّ المراسلين المؤيدين للنظام والعاملين بأغلبهم لقنوات سورية أو أجنبيّة تؤيّد النظام السوري، كالوسائل الإيرانية والروسية، يصرّون على البقاء إلى جانب عناصر النظام، لا بل يفخرون بهذا الوجود وبصور جثث المدنيين المحروقة والممزّقة إلى أشلاء جرّاء إجرام النظام السوري. وخلال الأيام الأخيرة، أصيب عدد من مراسلي ومصوري قنوات تقف إلى جانب النظام السوري، وذلك خلال وجودهم على جبهات ريف حلب الجنوبي برفقة قوات النظام ومليشيات تساندها في المعارك الدائرة هناك.

وكانت مراسلة قناة "سما" الفضائية كنانة علوش، ومراسلة قناة "العالم" الإيرانية ضياء قدور، ومصور قناة "الكوثر الإيرانية" صهيب المصري، بالإضافة لمصور قناة "العالم" إبراهيم كحيل، قد أصيبوا نتيجة استهداف سيارة عسكرية كانت ترافق سيارتهم بالقرب من جبهات القتال من قبل فصائل المعارضة السورية التي تقاتل لصدّ محاولات قوات النظام والمليشيات المساندة لها للتقدم نحو بلدات وقرى الريف الجنوبي والغربي من حلب.

وفور ذلك، نشرت مراسلة قناة "سما" الموالية كنانة علوش خبر إصابتهم على صفحتها الرسمية عبر موقع "فيسبوك"، قائلةً "أنا وفريق قناة سما بحلب نتجه لمشفى حلب الجامعي بعد استهدافنا وإصابتنا من قبل المسلحين بريف حلب الجنوبي". وعمدت بعد ذلك إلى البدء بـ"تغطية مفتوحة" على صفحتها، لتعظيم حدث الإصابة وتسويق نفسها مع زملائها بإبراز بطولاتهم ووجودهم على جبهات القتال، ما عرّضهم للإصابة.



وكذلك فعل المصور صهيب المصري المعروف بشدة تأييده لقوات النظام وعملياته ومباركة قصفه للمدنيين، عندما نشر صورته على صفحته معلقاً عليها بكلام موجه لمعارضي النظام، حيث كتب: "رجعتلكن.. يلا ياصواص غنوا baby Shark".



ومن المعروف عن علوش والمصري تأييدهما الشديد والمطلق للنظام السوري ومباركة عملياته حتى تلك التي تستهدف الأماكن السكنية ومنازل المدنيين، وهما يداومان على التفاخر باصطفافهما إلى جانب القوات المهاجمة، والترويج لها من خلال الوسائل التي يعملان معها. ففي إحدى الصور، تظهر علوش وهي تقف على راجمة لا تستخدم إلا لاستهداف المدن والبلدات السكنية، دون أن تكون لها فاعلية على جبهات القتال. أما في صورةٍ أخرى، فقد وقفت علوش وسط مجموعة من قوات النظام، معلقة عليها "قبل قليل برفقة أبطال الجيش العربي السوري في المنطقة بين قريتي القراصي والحميرة اللتين حررهما الجيش العربي السوري اليوم". وتلك القريتان كانت قوات النظام قد دخلتهما بعدما أجبرت سكانهما على النزوح إثر القصف المتواصل الذي أوقع ضحايا ومصابين بين المدنيين.


أما صهيب المصري، فقد ظهر قبل إصابته بيومين بمقطع مصور عبر صفحته على "فيسبوك" وخلفه مدفعية ثقيلة، مهدداً المدنيين بقوله: "هاد لجوا"، بالإشارة إلى أن رشقات قذائفها ستصيب عمق المدن والبلدات. وظهر قبل أشهر في صورة لإغاظة عناصر المعارضة، بعد الاستيلاء على أحد مقرات فصائل المعارضة بريف حماه الشمالي وكأنه أحد عناصر قوات النظام، الذين التقط الصورة إلى جانبهم وهم يرفعون إشارة التحدي لعناصر "جيش العزة"، أحد الفصائل المقاتلة بريف حماه، وقائده الرائد جميل الصالح.




وفي 29 من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تعرضت مراسلة قناة "آر تي" (روسيا اليوم سابقاً)، وفاء الشبروني، لإصابة بالغة في أحد أحياء مدينة معرة النعمان، جنوب إدلب، بعد يوم من سيطرة قوات النظام على المدينة، حيث كانت برفقة عناصر المليشيات التي تدعمها روسيا، خلال تمشيطهم لشوارع المدينة. وحينها تدخل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي أعطى أوامر بنقل الشبروني إلى قاعدة حميميم العسكرية بريف اللاذقية، تمهيداً لنقلها إلى موسكو لتلقي العلاج هناك، حيث أشار موقع "آر تي" إلى أن "فريقًا طبيًا عسكريًا وصل على متن طائرة إلى مستشفى حماة، ونقل المراسلة إلى قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، موضحاً أن إجراءات طبية أجريت لشبروني بإشراف طبي من المستشفى العسكري الرئيسي والأكاديمية العسكرية الطبية في موسكو، عبر جسر اتصال بالفيديو مع أبرز الأطباء الاستشاريين الروس.

المساهمون