تترقب مدينة المكلا في محافظة حضرموت اليمنية (جنوب شرقي البلاد) وصول الإعصار "لبان"، مساء اليوم الأحد، فيما أمرت السلطات بإغلاق ميناء تجاري على بحر العرب، بعد إخلائه من السفن التجارية والنفطية تفادياً لمخاطر الإعصار.
وأمرت مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية، اليوم الأحد، جميع السفن الموجودة في ميناء المكلا بسرعة مغادرة الميناء، والاتجاه إلى منطقة آمنة بعيداً عن اتجاه سير إعصار "لبان".
وحذرت المؤسسة، في مذكرة وجّهتها إلى الوكلاء الملاحيين واطلع عليها "العربي الجديد"، من تجاهل التعليمات الصارمة وحمّلت مالك السفينة والوكيل الملاحي المسؤولية الكاملة في حالة غرق أي سفينة لم تغادر الميناء.
وبحسب غرفة الأرصاد الجوية والإنذار المبكر في المحافظة، فإن الإعصار سيشكل عاصفة كبيرة وسيضرب مدن شرق ساحل حضرموت إلى جانب سريان فيضانات الأمطار وامتدادها للهضاب وبعض الأودية الداخلية مع هبوب رياح نشطة، وأشارت الغرفة إلى أن الحالة الجوية سوف تستمر لـ72 ساعة قادمة.
وأفاد مركز المحيط الهندي لتوقعات الطقس، بأن الإعصار "لبان" أصبح في العمق اليمني كمنخفض جوي عميق بسرعة هبات تصل إلى 33 عقدة، مسبباً أمطاراً غزيرة وفيضانات.
وضرب الإعصار محافظتي المهرة وأرخبيل سقطرى، يومي الجمعة والسبت، وتسبب ارتفاع الموج والرياح الشديدة في تضرر أرصفة ميناء جزيرة سقطرى، بحسب مصادر محلية.
وقالت مصادر حكومية ومحلية، إن فيضانات الأمطار الناتجة عن الإعصار تسببت في غرق عشرات المنازل القريبة من مجرى السيول بمحافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان (جنوب شرق) ، وخلفت أضراراً كبيرة في الطرقات والمساكن وشبكات نقل التيار الكهربائي.
وباتت سواحل اليمن الجنوبية والشرقية عرضة للأعاصير والعواصف المدارية بشكل مستمر وتعرضت لإعصار"مكونو"، في نهاية مايو/أيار الفائت.
وكانت جزيرة سقطرى قد تعرضت لإعصارين عام 2015 هما "تشابالا" و"ميغ" اللذان خلفا خسائر كبيرة في البنية التحتية ومعدات الصيادين، فضلا عن الخسائر البشرية.
وألحقت أعاصير سابقة أضراراً كبيرة بالبنية التحتية، وجرفت مياه الفيضانات طبقة الإسفلت في كثير من طرقات الأرخبيل، ودمرت جسورا وطرقات وخطوط نقل التيار الكهربائي.
وأكد مدير وحدة التغير المناخي بهيئة البيئة الحكومية اليمنية، أنور عبد العزيز، أن الأعاصير والعواصف الناتجة عن التغير المناخي تسبب خسائر اقتصادية كبيرة وتفاقم معاناة الاقتصاد اليمني.
وقال عبد العزيز في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد": "أهم ما تخلفه تلك الأعاصير تدمير البنية التحتية في المناطق الساحلية وتشمل المنشآت الحيوية من المباني والطرقات والمنشآت السياحية والأراضي الزراعية وشبكات الكهرباء والاتصالات وغيرها من القطاعات الحيوية، إضافة إلى ما تحدثه من تدمير في المكونات البيئية، ومنها الشعاب المرجانية التي تعتبر من أهم موائل تكاثر الأحياء البحرية".
وتشهد اليمن حرباً مستمرة منذ ثلاث سنوات بين جماعة المتمردين الحوثيين والحكومة الشرعية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية، وقد أسفرت الحرب عن أزمة إنسانية متفاقمة واقتصاد مدمر، وقدّر مكتب الأمم المتحدة أن 13 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر، فيما تقدر المنظمات الإنسانية أن 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة.