أعيد فتح المساجد في الجزائر، اليوم السبت، بعد إغلاقها، منذ نهاية مارس/ آذار الماضي، بسبب الأزمة الوبائية لفيروس كورونا، وأدّى المصلون في بعض المساجد صلاة الفجر، وسط تدابير وقائية مشددة، كما تم السماح بالدخول إلى الشواطئ وفضاءات التسلية وأماكن الاستجمام والترفيه.
وينبغي على المصلين، وفق التدابير الوقائية، حمل السجادات الخاصة بهم للصلاة عليها، والالتزام بالتباعد الجسدي، ووضع الكمامة، واحترام تعليمات السلامة الصحية، كما قام المشرفون على المساجد بنزع السجاد، ورسم أمكنة خاصة لوضع السجادات الخاصة بالمصلين تضمن تباعدهم.
واستثنت السلطات الجزائرية صلاة الجمعة من الصلوات المسموح بإقامتها في المساجد، لاعتبارات تتعلق بالمخاوف من انتشار فيروس كورونا، كون صلاة الجمعة تعرف إقبالاً كبيراً، ما يصعب من عملية احترام تدابير التباعد، ولاشتمالها على الدرس والخطبة، ما يطيل من فترة بقاء المصلين في المسجد، وقالت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف إن صلاة الجمعة ستتم تأديتها كصلاة الظهر في البيوت.
وحرص القائمون على المساجد على إبقاء أماكن الوضوء مغلقة لإلزام المصلين بالوضوء في بيوتهم، توقياً من انتشار الفيروس، كما تم منع استخدام أجهزة التكييف، في حين تكفل عدد من المتطوعين وفرق الكشافة بتحضير المساجد وقاعات الصلاة لاستقبال المصلين.
وشمل قرار الفتح أربعة آلاف مسجد فقط من بين أكثر من 15 ألف مسجد ومصلى في الجزائر، إذ اشترطت السلطات فتح المساجد التي تتسع لأكثر من ألف مصلٍّ فقط، لضمان إمكانية التباعد، وقررت أن يتم فتح المساجد قبل ربع ساعة فقط من موعد الصلاة، على أن تقام الصلاة مباشرة بعد الأذان، وتغلق المساجد بعد الصلاة بعشر دقائق، منعاً لبقاء المصلين داخلها.
وتوجه آلاف الجزائريين إلى البحر للاستجمام والسباحة، بعد أن حرموا منذ بدء فصل الصيف من البحر بسبب الأزمة الوبائية، وشهدت مداخل مختلف الشواطىء زحاما ملحوظا بالتزامن مع ارتفاع لافت لدرجات الحرارة في مناطق الشمال والمناطق الداخلية.
ونشر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، السبت، تحذيرات من موجة حر شديدة تجتاح البلاد، وخاصة في المناطق الجنوبية التي قد تصل فيها درجات الحرارة إلى 48 درجة في الظل، ونشرت السلطات فرقا أمنية عند مداخل الشواطىء لتنظيم الدخول، كما خصصت فرقا راجلة على الشواطىء لمراقبة احترام المصطافين وأصحاب المرافق الخدمية للبروتوكولات الصحية.
وشدد القرار الحكومي الخاص بفتح الشواطىء والمطاعم والمقاهي على ضرورة ارتداء القناع الواقي إجباريًا، واحترام التباعد الجسدي، وتنظيم أماكن مناسبة لركن السيارات، وقياس درجة حرارة الـمصطافين مسبقا، وتوفير صناديق مخصصة للتخلص من الأقنعة والقفازات أو المناديل المستعملة.
ويفرض على أصحاب المقاهي والمطاعم تطبيق البروتكول الصحي الذي يشمل استغلال نصف طاقة المؤسسات الخدمية عند تقديم الخدمات، مع إجبارية ارتداء القناع الواقي، وتنظيم التباعد الجسدي داخل المحل وخارجه، والتعقيم المنتظم للأماكن والطاولات والكراسي وفضاءات التجهيزات، ومنع استعمال مكيفات الهواء والمراوح.
وتتواصل خطوات الرفع التدريجي للحظر والتعايش في إطار وقائي مع أزمة كورونا، رغم أن معدلات الإصابة الحالية مرتفعة، إذ أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 477 إصابة جديدة وإحصاء 10 وفيات، في مقابل تعافي 304 من المصابين.
وغابت هذه السنة المخيمات الكشفية والمخيمات الصيفية لمختلف المؤسسات والهيئات التي تعودت على إقامتها في المدارس والمنشآت الشبابية المخصصة لذلك، وألغت السلطات خططا سابقة تخص نقل آلاف من الأطفال والشباب من مناطق الداخل والجنوب إلى المخيمات في المدن الساحلية للترفيه.