إطلالة الملقي "أنا هنا"

23 اغسطس 2017
بدا الملقي مرتبكاً في مقابلته التلفزيونية (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
بعد أن تصدر هاشتاغ #وين_الملقي، منصات التواصل الاجتماعي، أسابيع طويلة، أطل رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي عبر شاشة التلفزيون الأردني، الجمعة الماضي، في مقابلة شاملة ليضع حداً للغياب.

المقابلة التي حظيت بنسب مشاهدة عالية، وألهبت مواقع التواصل الاجتماعي، مثلت الإطلالة الثانية للملقي منذ ترؤسه الحكومة في مايو/أيار 2016، وعلى الرغم من أنها كسابقتها كانت مسجلة، إلا أنه بدا مرتبكاً ومتوتراً وهو يجيب عن الأسئلة المتفق عليها والخالية من القنابل.

يثير غياب رئيس الوزراء عن المشهد، خصوصاً في الظروف الاستثنائية والطارئة، حالة من الامتعاض الشعبي، ويترك صمته الطويل شكوكاً حول مدى قدرته على القيام بالمهام الموكلة إلى أكبر موظف عام في الدولة.

في الوقت ذاته، فإن ظهوره القليل يخلف موجة عاتية من السخط والغضب والسخرية والانتقادات التي تطاول غياب الكاريزما والعجز عن تقديم خطاب متماسك ومقنع.

لا تغيب عن أذهان الأردنيين للآن صورته المتوترة وهو يقف إلى جانب الملك أثناء الإشراف على التعامل مع أزمة هجوم الكرك الإرهابي نهاية العام الماضي، ولم يتوقفوا للآن عن تبادل فيديو ظهوره البائس خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه في مارس/آذار الماضي مع نظيره التركي بن علي يلدريم، يوم تلعثم طويلاً ونسي أبجديات السياسة الأردنية المتصلة بالقضية الفلسطينية.

تلك الوقائع وغيرها، تشي بأن صمت الملقي ليس فضيلة، وغيابه ليس انهماكاً في العمل، بقدر ما هما تعبير عن افتقاره لأبسط أدوات التواصل.

لا شك أن المقابلة حفلت بالكثير من الأطروحات القيمة التي قدمها الرئيس خاصة عند حديثه عن خطط إصلاح القطاع العام، وعنايته اللافتة بقطاعي التربية والتعليم والصحة.

السؤال، إلى أي حد أثر كلام الرئيس بالمتابعين؟ وبالنظر إلى هاشتاغ #الملقي الذي تصدر مواقع التواصل خلال المقابلة وبعدها، يكون الجواب، أن التأثير محدود جداً، خصوصاً أنه واظب على إثارة المواطنين وهو يدافع عن سياسات صندوق النقد الدولي التي ما زادتهم منذ اعتمادها إلا فقراً، ويطالبهم بمزيد من الصبر.

ويزيد في محدودية تأثير كلامه اعتقادهم بأن رئيس الوزراء أطل فقط ليرد على سؤال غيابه... "أنا هنا".