إضراب طلابي عالمي ومسيرات يوم 15 مارس حماية للبيئة

12 مارس 2019
إضراب طلابي في لندن للمطالبة بحماية البيئة (كريستيان بوس/Getty)
+ الخط -
يشارك طلاب مدارس من 92 دولة في أكثر من 1200 مدينة حول العالم في الإضراب والمسيرات المقررة يوم الجمعة المقبل 15 مارس/ آذار، بينها دولتان عربيتان حتى الآن هما تونس ولبنان، للضغط على حكوماتهم من أجل الالتزام بخطط مكافحة التغير المناخي، وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.

عدد المدارس ليس نهائياً وتسجيل المشاركة على موقع "فرايدي فور فيوتشر" لن يتوقف حتى يوم الجمعة موعد انطلاق المسيرات. وتتسع حركة الطلاب المؤيدة للدعوة التي أطلقتها الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، وهي طالبة سويدية تحولت إلى شخصية عالمية، بدأت إضراباً منفرداً أمام مقر البرلمان في استوكهولم في سبتمبر/ أيلول 2018، وكانت تضرب عن الدوام المدرسي أيام الجمعة، وتحمل لافتات تطالب بضرورة التزام السياسيين بمقررات مؤتمر باريس للمناخ، حتى يتسنى لجيلها وللأجيال المقبلة أن تعيش في بيئة آمنة لا يهددها الموت من الانبعاثات ولا الأمراض الناتجة عن التلوث، خصوصاً أن تدهور حال الكوكب هو من صنع البشر.

وانتشر نموذج غريتا على اتساع القارات، في البدء سارعت المدارس في أستراليا إلى تبني فكرة الإضراب الأسبوعي والاعتصام أمام مقرات رسمية وحكومية للإصرار على تحريك ملف البيئة والضغط باتجاه تحسين جودة الحياة لأنه حق من حقوق البشر. وما لبث الطلاب في بلجيكا وهولندا وفرنسا وألمانيا أن بدأوا بتنظيم مسيرات أسبوعية لهذا الغرض. وزاد عدد الطلبة الذين نسخوا تجربة غريتا، من أوروبا إلى أميركا والقارة الأفريقية وفي دول آسيوية. ومنهم على سبيل المثال الطالبة الأميركية كيت أنشوندو، ونظيرتها هيفن كولمان، والفرنسي روبين جوليان والكندية صوفيا ماثور، وغيرهم المئات.





دعم الكبار مطلوب

الحركة الطلابية العالمية للدفاع عن البيئة التي بدأها مراهقون وحملوا عبء قضية تبدو أكبر منهم، أخذوا على عاتقهم تذكير المسؤولين وصناع القرار بأن الخطر الذي يداهم الكوكب جدي، وأن البطء في تنفيذ خطط تقليص الانبعاثات الناتجة عن التصنيع واستخدام الوقود الأحفوري واستهلاك مقدرات الأرض دون حساب أو مراقبة ستهلك مستقبلاً. 

واتسعت الحركة الطلابية لتشمل أولياء الأمور والأساتذة لاحقاً، وإن كان عنوان مسيرات يوم الجمعة المقبل أن تبدأ انطلاقتها من طلبة المدارس، إلا أن الجامعيين وقطاعات مختلفة من المجتمع المدني ومن السياسيين سيشاركون في الحدث، خصوصاً أن نواباً وموظفين حكوميين شاركوا الطلاب في مسيرات مماثلة سابقة في بريطانيا وإيطاليا والسويد واليابان وأوغندا وغيرها. 



ونشطت جهات بيئية كثيرة للتعبير عن جدوى الحراك والتحذير من التقصير الحاصل حالياً تجاه ملايين البشر الذين يعيشون في ظروف بيئية خطيرة في المدن والأرياف على حد سواء، إن بسبب تلوث الهواء والمياه والتربة، أو نتيجة جرف الغابات واستهلاك ثروات المحيطات وتلويثها أيضاً، وعدم ضبط مشاريع الصناعات الكبرى المتفلتة من القوانين التي يصل ضررها إلى الغلاف الجوي للأرض. 

ولا بدّ لمتابع الجهود المبذولة لإنجاح هذه الحركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الفيديوهات التي أعدت خصيصاً للحشد والدعوة للمشاركة، أن يدرك أن أعداداً هائلة من الناس باتت على درجة من الوعي بأن تحسين جودة الحياة على الكوكب تبدأ بسلوك الأفراد وليس الأنظمة الكبرى وحدها. كما أعيد الترويج لمواد إعلامية سابقة تصب في مصلحة الحراك.



ويوضح موقع Fridays For Future، وهي حركة بدأت في أغسطس/ آب 2018، بعد أن نفذت غريتا ثونبرغ البالغة من العمر 15 عاماً إضراباً أمام البرلمان السويدي ثلاثة أيام دراسية كل أسبوع، للاحتجاج على عدم اتخاذ إجراء بشأن أزمة المناخ. وكانت تنشر ما كانت تفعله على "تويتر" و"إنستغرام" وسرعان ما انتشرت مشاركاتها حول العالم.

في الثامن من سبتمبر/ أيلول، قررت غريتا مواصلة الإضراب كل يوم جمعة حتى توفر السياسات السويدية طريقاً آمناً يساهم في تخفيض حرارة الكوكب درجتين مئويتين، وفقاً لاتفاق باريس. وانتشر هاشتاغ #FridaysForFuture و#Climatestrike وبدأ العديد من الطلاب والكبار في الاحتجاج خارج برلماناتهم وقاعات المدن المحلية في جميع أنحاء العالم.

ويشار إلى أن تونس ولبنان هما من الدول الواردة في قائمة الدول المشاركة في الإضراب والمسيرات يوم الجمعة المقبل.