إضراب أطباء سودانيين احتجاجاً على تعرضهم لاعتداءات

27 سبتمبر 2016
المستشفى الذي شهد الاعتداء السبت الماضي (فيسبوك)
+ الخط -


نفذ أطباء سودانيون، اليوم الثلاثاء، إضرابا احتجاجيا ضد الاعتداءات المتكررة على الجسم الطبي من قبل مرافقي المرضى، والتي كان آخرها يوم السبت الماضي، عندما تعرض أطباء في قسم الطوارئ بمستشفى أم درمان لاعتداء أسفر عن وقوع إصابات وخسائر مادية قدرت بنحو 500 ألف جنيه.

وأعلن بعض أطباء مستشفى أم درمان الإضراب التام عن العمل بكامل أقسام المستشفى لمدة يومين، احتجاجا على الحادثة، رابطين وقف إضرابهم باستجابة السلطات لمطالبهم المتمثلة بسن قانون عقوبات يحمي الأطباء أثناء مزاولة عملهم، إلى جانب توفير المستلزمات والأجهزة الطبية اللازمة ومنها سيارة إسعاف لقسم الطوارئ.

ودعا الأطباء المضربين، في مذكرة صدرت اليوم، إلى وضع ضوابط مشددة تحد من أي سلوك سلبي تجاههم، من مرافقي المرضى ورواد المستشفى.

ووفق بعض المصادر المحلية، فإن أطباء في أقسام الطوارئ بأكثر من مستشفى في الخرطوم شاركوا في الإضراب تضامنا مع زملائهم على الرغم من تأكيدات وزارة الصحة بالخرطوم عدم وجود إضراب منظم، وبأن العمل في مستشفيات الولاية يسير طبيعياً.

وتعود حيثيات أحداث مستشفى أم درمان إلى اعتداء نحو 80 شخصا على أطباء الطوارئ، بعد مشادات عقب وفاة مريض نقل إلى المستشفى بعد إصابته بطعنات سكين حادة في ثلاث مناطق من جسمه، وقرر الأطباء تحويله إلى مشفى آخر لإجراء عملية عاجلة له غير متاحة في مستشفى أم درمان.

ورأى رئيس النقابة العامة للمهن الطبية والصحية ياسر محمد إبراهيم أن الاعتداءات على الأطباء من مرافقي المرضى زادت كثيراً في الفترة الأخيرة، وتعدت مستشفيات العاصمة إلى الولايات، وأصبح الطبيب عرضة للضرب والإهانة، مشيراً إلى أربعة اعتداءات وقعت في أربعة مستشفيات في الفترة الفائتة.

وأوضح لـ"العربي الجديد" أن بعض الاعتداءات تتطور إلى إطلاق نار على الطبيب أثناء مزاولة عمله.




وعزا إبراهيم الظاهرة إلى النقص في أعداد الأطباء بسبب هجرة الكوادر الطبية بكثرة، فضلا عن نقص المعدات الطبية، وشح الإمكانات، ما يجعل الطبيب في مواجهة مع أهل المريض، يطالبونه بأبسط الأمور إلى أعقدها.

ولفت إلى حالة الإحباط التي يعيشها الطبيب وأهل المريض على حد سواء، والتي تقود إلى الاشتباك في بعض الأحيان.

وأكد أن النقابة تقدمت بمذكرة للجهات المختصة، ولرئاسة الجمهورية، تطالب بتخصيص شرطة لحراسة المستشفيات، ومحكمة متخصصة للنظر في قضايا الاعتداءات على الأطباء، وسن قوانين رادعة، فضلا عن إجراء إصلاحات جذرية في المستشفيات، ومنها توفير سيارات إسعاف مجهزة، وتحسين البيئة الصحية.

وأشار إلى مطالبة النقابة بتعيين الأطباء، لافتاً إلى أن 95 في المائة من الأطباء العاملين في مستشفى أم درمان غير مثبتين في وظائفهم.

وأكد أن أكثر من 15 ألف طبيب هاجروا خلال الفترة الماضية، ما سبب فجوة ونقصا كبيرا في الكادر الطبي. وتابع "لم يعد الطبيب يأمن على نفسه".

وينتظر أن يخرج اجتماع بالقصر الرئاسي، اليوم، يضم النائب الأول للرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن ووزراء الصحة والعدل والداخلية ونقابات الأطباء للخروج بقرارات تتصل بحماية الكوادر الصحية، والحد من الاعتداءات عليهم.


المساهمون